سقط 12 قتيلاً على الأقل، غالبيتهم من الصحفيين، في هجوم شنه مسلحون على مقر مجلة "تشارلي إيبدو" في العاصمة الفرنسية باريس، ظهر الأربعاء، أسفر عن سقوط عدد آخر من الجرحى. وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي وصل إلى موقع إطلاق النار، يرافقه عدد من كبار المسؤولين في الحكومة والأجهزة الأمنية، إن بلاده تعرضت ل"هجوم إرهابي" مجدداً، فيما لم تتضح على الفور دوافع الهجوم. وأكد هولاند، في تصريحات للصحفيين من مقر مجلة "شارلي إيبدو"، رفع الاستنفار الأمني إلى "الدرجة القصوى"، كما دعا إلى اجتماع عاجل لحكومته، في أعقاب الهجوم على المجلة الباريسية. وشدد الرئيس الفرنسي على ملاحقة منفذي الهجوم، الذين لاذوا بالفرار، حتى يتم اعتقالهم وتقديمهم إلى القضاء، دون أن يتطرق إلى عددهم، فيما نقلت محطة BFM-TV الشريكة لCNN، عن شهود عيان، أنهم شاهدوا خمسة مسلحين. كما أشارت تقارير أولية إلى المسلحين كان بحوزتهم بنادق آلية "كلاشينكوف"، وقاذفات صواريخ، بحسب شهود عيان ومشاهد فيديو تم التقاطها في موقع الهجوم، إلا أنه لم يصدر تأكيد رسمي من جانب الشرطة بهذا الشأن. وبدأت الشرطة الفرنسية حملة واسعة للبحث عن منفذي الهجوم في مختلف أحياء باريس، كما فرضت إجراءات أمنية مشددة على كافة الطرق على مداخل ومخارج العاصمة. ونقلت تقارير عن شهود عيان أن عدداً من منفذي الهجوم على مجلة "تشارلي إيبدو" كانوا يهتفون "انتقمنا للرسول"، كما يبدو في أحد مقاطع الفيديو صوت لأحد المهاجمين، وهو يهتف بالعربية "الله أكبر." وفي وقت لاحق مساء الأربعاء، قال وزير الداخلية الفرنسي، برنار كازانوف، إن عدد منفذي الهجوم على مجلة "تشارلي إيبدو" هم ثلاثة مسلحين، وأكد أن رئيس تحرير الصحيفة، ستيفان شاربونييه، من بين قتلى الهجوم. وذكرت تقارير إعلامية أن أربعة من رسامي الكاريكاتير البارزين، من بينهم شاربونييه، إضافة إلى عدد من الصحفيين والعاملين في الصحيفة، واثنين من أفراد الشرطة، قُتلوا خلال الهجوم. كما أكدت الشرطة الفرنسية أنه تم ضبط سيارة "سيتروين" سوداء، في إحدى المناطق بشمال شرق باريس، يُعتقد أن المسلحين استخدموها في الهجوم على المجلة الأسبوعية الساخرة. وشهدت فرنسا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ما وصفتهما السلطات ب"هجومين إرهابيين"، إضافة إلى حادث دهس متعمد، نفذه "مختل نفسياً"، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وأثارت تلك الأحداث المتلاحقة مخاوف من أن تكون الدولة الأوروبية تقف على حافة "هجوم إرهابي كبير." وفي تعليق له على تلك الأحداث، قال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، إن فرنسا لم يسبق لها أن واجهت تهديداً إرهابياً أكبر مما تواجهه الآن.