بدأ الحزب الرئيسي في الحكومة المغربية يرسم الملامح الاولية لتحالفاته في الاستحقاقات التشريعية ل2016 ويعيد الروح لتحالفات كادت ان تقع 2011، سعياً منه لمحاصرة خصمه ومنافسه الرئيسي في المشهد السياسي المغربي. ملامح التحالف الجديد ظهرت في خطاب زعيم حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة عبد الاله بن كيران، امام المجلس الوطني للحزب (اعلى هيئة تقريرية) بهجوم عنيف على حزب الاصالة والمعاصرة، وغزل وعتاب المحب لحزب الاستقلال الذي تخلى عنه 2013 وامل بالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي نأى بنفسه عن بن كيران منذ تكليفه برئاسة الحكومة واشادة بحزب التقدم والاشتراكية حليفه بالحكومة والذي صمد معه امام العواصف التي كادت ان تذهب بها. وقال عبد الإله بن كيران، السبت أن خصومة حزبه مع الأصالة والمعاصرة ليس لأشخاصه وإنما لكونه حزب تحكم وتسلط، مذكراً بنتائج انتخابات الجهة (تشرين الاول / اكتوبر الماضي)، وحيث سطا الحزب على رئاسة خمس جهات ظلما وعدوانا إما بالأموال أو بالتخويف، «وإلا كيف سيفسرون لنا فوزهم بجهات بني ملال وطنجة والدارالبيضاء». وقال ان «صاحب البطن الكبير»، (الكرش الكبيرة) «قطع تحالفات بين أحزاب الأغلبية، وترهيب منتخبين تصدروا الرتب الأولى، في الإنتخابات الأخيرة» مشيرا إلى مصطفى الباكوري، الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة «الذي لم يقو على هزيمة موظف بسيط في الانتخابات الجماعية، بالمحمدية، لم يستحيي، وذهب لترؤس جهة الدارالبيضاء الكبرى، بكاملها». وخاطب بن كيران الباكوري «أقول لك من الأفضل أن تترك هذا، وتهتم بمشاريع الطاقة الشمسية أخير، وتترك زعيم التماسيح يواجهنا مباشرة» في اشارة إلى إلياس العماري الرجل القوي بالاصالة والمعاصرة دون «توجسه» من التحركات والأعمال «غير العلنية»، التي يعتمد عليها، «حزب التحكم»، في معركته ضد حزبه، والحكومة «ليس لنا ما لحزب التحكم من مال، وإعلام، وسلطة، ونفوذ». وارسل زعيم حزب العدالة والتنمية «تحية وشكراً لحزب الاستقلال بعد مواقفه المشرفة الأخيرة، ولأمينه العام (حميد شباط) على موقفه بأن عدم نجاح التجربة الحالية، سيؤدي ثمنه كل الديمقراطيين في هذا البلد، وأن ذلك يتوافق مع تاريخ حزب الاستقلال، الذي اعتبره بن كيران، حزب الشعب «اللي جابتو الحرة». وطالب بن كيران، من شباط بأن يوضح للشعب المغربي ملابسات خروجه من الحكومة وماذا قيل له وبماذا وعدوه ومن وعده وقال «شباط هاجمنا تكرارا، وصبرنا عليه ما استطعنا، ورددنا عليه بما يكفي، واليوم معركتنا معه إنتهت، ونهنئه، على موقفه الشجاع، ومرجعة تحالفه مع حزب التحكم.. ، لكن ما يزال المغاربة ينتظرون منه، قول حقيقة سبب خروجه من الحكومة، ومن طلب منه الأمر». وحيا بن كيران شركاءه في الحكومة وخصوصا حزب التقدم والاشتراكية (الحزب الشيوعي سابقا) الذي رغم اختلاف المرجعية ظل وفياً لروح التحالف ممضياً لالتزاماته داخل الاغلبية. واكد بن كيران أن كل المناورات وعمليات الإرباك ومحاولات إسقاط الحكومة والحملات الإعلامية المغرضة التي لا تتوقف، باءت كلها بالفشل، بفضل أخلاق أعضاء الحزب واعتدالهم ونموذجهم المتميز وإصرارهم على الاستمرار حتى النهاية. وناقشت هيئة رئاسة تحالف الأغلبية الحكومية (4 احزاب) في اجتماع يوم الجمعة مختلف القضايا «في جو تطبعه الجدية وروح المسؤولية، والحرص الجماعي على تبني الخيارات التي تدعم الاستقرار السياسي والتوازن الاجتماعي والازدهار الاقتصادي لبلادنا». وقال بيان للتحالف ان الاجتماع الذي عقد بحضور الأمناء العامين للأحزاب السياسية الأربعة المشكلة للأغلبية الحكومية، تدارس عددا من القضايا التي لها علاقة بالعمل الحكومي وتقدم الورش التشريعي لتنزيل الدستور، وكذا مشاريع الاصلاحات المتبقية في إطار الالتزامات التي سطرتها الحكومة في برنامجها. من جهة اخرى هاجم عبد الإله بن كيران، ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، بقوة واصفا إياه ب «الكذاب»، و»الصكع» (المنحوس) و«الشوافة» (العرافة) ووصفه ب«نذير شؤم»، لأن زيارته للمغرب تزامت مع الوفاة المأساوية للرجل الثاني في حزب بن كيران وحكومته، وصديقه مثل توأمه أحمد باها، الذي توفي قبل عام في حادث مأساوي غامض عندما اصطدم به قطار في منطقة خلاء. وقال «أنا مؤمن متعلق بالله ومتايخوفونيش الشوفات، ويني معا ذلك هداك السيد زعزني، وقلت عالم الله هاد السيد آش فراسو..» وأضاف بأنه انتظر حتى انتهت السنة الماضية ليتنفس الصعداء ويقول في نفسه «الحمد لله.. كذب ضاحي خلفان»، واصفا إياه ب «الباكور الهندي» في إشارة إلى تفاهته. وتوقع خلفان ضمن تغريدة على موقع تويتر في كانون الثاني/ يناير 2015، أن تسقط الحكومة التي يتزعمها حزب «العدالة والتنمية» «سقوطا مدويا بعد عام او يزيد»، واصفا الإخوان بأنهم «أجسام بغال وعقول عصافير». وفي تغريدة اخرى انتقد « العدالة والتنمية» المغربي بالقول «لا عدالة ولا تنمية لديه»، قبل أن يردف «الإخوان في كل مكان، في حزب أو جماعة أو جمعية «كلهم زي بعض»، متابعا «الإخوان أصلا عصابة في أي دولة».