تحت شعار" الهجرة: إندماج، تنمية وهوية"، احتضن المركب البلدي للتنشيط الثقافي والفني بامزورن على مدى يومي 25-26 يوليوز 2015 الملتقى الدولي الأول بالريف، المنظم من قبل منتدى حقوق الانسان لشمال المغرب- المنتدى المحلي بامزورن- وجمعية الريف للذاكرة والتراث وجمعية قدماء تلاميذ ثانوية امزورن . اليوم الأول: 25 يوليوز خصص اليوم الأول لمناقشة ظاهرة الهجرة الدولية من مختلف الزوايا الرسمية والاكاديمية والجمعوية من تجارب دولية مختلفة( المغرب، اسبانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، كندا، الدانمارك)، حيث تم تقسيم جلسات النقاش الى ثلاث محاور أساسية، المحور الاول يتعلق بحقوق المهاجرين: بين الوطن وبلدان المهجر، أما الثاني فيتعلق بالهجرة والتنمية، والمحور الأخير فهو يتضمن الهجرة والهوية: نموذج المهاجر الريفي. و بعد قراءة أرضية الملتقى من طرف الاستاذ فاروق الحجاجي، قدم السيد رئيس المجلس البلدي لامزورن كلمة عبر فيها عن حسن اختيار مدينة امزورن مكانا للملتقى، باعتبار المكان رمزا للتعايش بين القبائل المحيطة بها عبر التاريخ. كما تطرق الى علاقة الهجرة بالتنمية وانعكاساتها على منطقة الريف.وطالب الرئيس بضرورة الانتقال من النظرة التقليدية للمهاجر باعتباره مصدر للعملة الصعبة إلى اعتباره مواطن يساهم في التنمية المنشودة بالريف، مع باقي الفاعلين العموميين والخواص وطنيا ومحليا من قطاعات عمومية وجماعات محلية وأبناك ومراكز جهوية للاستثمار في تسهيل مأمورية المستثمرين والحاملين للمبادرات التنموية . السيد سعيد العمراني الحقوقي والإعلامي في بلجيكا عنون مداخلته ب "حقوق ومطالب مغاربة الخارج هنا وهناك نموذج مغاربة بلجيكا“، حيث تحدث عن الهجرة من منظور الإعلان العالمي لحقوق الانسان خاصة المادة 13، وكذا اتفاقية جنيف لعام 1951 الخاصة بوضعية اللاجئين، وكذا المنظمة الدولية للهجرة التي أسست سنة 1951، والجمعية العامة للأمم المتحدة التي اعتمدت قرارها 158/45 القاضي بحماية حقوق العمال المهاجرين .كما تحدث كذلك عن موقع المهاجر في القوانين المغربية، وكذا في قانون الاتحاد الاوربي والبلجيكي.والاتفاقية الثنائية بين المغرب وبلجيكا. الاستاذة صباح الشكوطي: ناشطة امازيغية ومهتمة بقضايا المرأة، حقوق الإنسان والثقافة الأمازيغية. تحدثت في مداخلتها والتي كانت تحت عنوان " ” عناصر محددة لواقع المرأة المغربية في الهجرة، نموذج هولندا “، عن واقع المرأة المغربية في هولندا حسب احصائيات وأرقام مستقاة من مركز الاحصائيات الهولندية ومركز التخطيط الاجتماعي بهولندا لسنة 2014، وذلك على عدة مستويات من قبيل مستوى التمدرس، العنف الأسري، الاندماج، حيث عرفت هولندا في الآونة الأخيرة تراجعا في السياسات والبرامج الخاصة تجاه المهاجرين، تنامي العنصرية، مشكل الهوية، عدم تكافؤ الفرص... الأستاذ خالد بلقايدي: ناشط حقوقي مقيم بالديار الاسبانية مهتم بقضايا الهجرة و حقوق الانسان. تناول مداخلة تحت عنوان: "حق المشاركة السياسية لمغاربة الخارج هنا و هناك"، حيث أكد المتدخل أن موضوع الهجرة في اسبانيا تم طرحه في بداية السبعينات وخاصة في المناطق التي تحكم بنظام الحكم الذاتي والتي اهتمت بالمهاجرين وخاصة كطالونيا، وتحدث عن السرد التاريخي لتمثيلية المغاربة السياسية باسبانيا والمعركة التي تم خوضها من أجل الاعتراف بحق المشاركة اسوة بالمواطنين الإسبان، وتحدث كذلك عن تقصير من طرف الدولة المغربية وخاصة مجلس الجالية والوزارة الوصية في الدفاع عن قضايا المهاجرين وعدم اشراكهم في القرار. الدكتور محمد حمجيق: استاذ جامعي بفاس، أكد أن المساهمات المحولة من طرف المهاجرين على شكل ودائع لا تستفيد منها المنطقة إلا بنسبة 8 في المائة، بل تحول باقي الودائع إلى باقي الجهات الأخرى، ولاحظ كذلك أن الاستثمارات التي يقوم بها المهاجرون بالمنطقة تغيب عنها القطاعات الانتاجية. وأن الاندماج الكلي لبعض المهاجرين يؤدي إلى تخلي المهاجرين عن هوياتهم الأصلية. كما أن عدم استفادة المهاجرين من التسهيلات والقروض يؤدي إلى استثمارهم في بلدان المهجر.كما أكد الأستاذ أن الهجرة والمهاجرون لا يشكلا عاملا تنمويا إلا بالمصالحة بين الادارة والمواطن وتوفير ارادة سياسية حقيقية و توفير بنيات تحتية من طرقات وموانئ ومطارات... الدكتور احمد أهمي: استاذ جامعي بكلية العلوم جامعة ابن طفيل بالقنيطرة ، تحدث عن تجربته كمهاجر في فرنسا حيث حصل فيها على عدة شواهد عليا، إلا أن رغبته إلى العودة الى المغرب والعيش فيه اعترضته مجموعة من العراقيل من طرف الدولة المغربية. الدكتور علي الإدريسي: استاذ جامعي، مقيم في كندا. تساءل عن كون الهوية هي ثابتة أم متطورة حسب المكان والزمان، وتحدث عن اللغة كالنموذج الأول للحفاظ عن الهوية، كما تحدث كذلك عن المواطنة وعلاقتها بالمشاركة السياسية، وقال بما أن المهاجرين ليس لهم الحق في المشاركة السياسية فهم لا يتمتعون بمواطنة كاملة. الاستاذ عبد المجيد الحقوني: نقابي وحقوقي، المنسق الاوربي للمنتدى حقوق الانسان لشمال المغرب.عنون مداخلته ب" الهوية الثقافية للجيلين الثالث والرابع من أبناء المهاجرين المغاربة في فرنسا"، حيث اكد أن أغلب الشباب في فرنسا اتخذوا منحى الانزواء والتطرف، وأن دورهم في الحياة العامة محددود. وأكد انه حان الوقت للدول المهجر لإعادة النظر في المنظومة التربوية وفي سوق الشغل ومواجهة كل اشكال الميز العنصري، كما أن الدولة المغربية بدورها مطالبة بالدفاع عن مصالح المهاجرين، وتعليم اللغة والثقافة الامازيغيتين للقاطنين في أوربا. الاستاذ سعيد الفر: ناشط جمعوي وحقوقي تطرق الاستاذ سعيد الفر الناشط الجمعوي والحقوقي بالديار البلجيكية في موضوع مداخلته حول الهجرة والهوية”، الى تعريف الهجرة والهوية كمفهوم عام وإبراز محددات الهوية التي اختزلها في اللغة، الثقافة والجغرافيا كما تبنى الهوية عبر المكان والزمان ، في حين انتقل إلى الحديث عن بداية الهجرة بالريف مبرزا في ذات السياق بعض الأسباب الرئيسية والصورة الحقيقية للهجرة المغربية نحو دول اوربا، ليمر بعد ذلك مباشرة إلى الحديث عن تجربته الشخصية والذاتية مع موضوع الهجرة من بلاد الريف إلى الديار الأوربية. اليوم الثاني: 16 يوليوز2015 تنظيم زيارة الى بادس في إطار فعاليات الملتقى الدولي الاول للهجرة بالريف تم يوم الأحد 26 من الشهر الجاري تنظيم رحلة ترفيهية - استكشافية الى بادس. الغرض الأساس من الرحلة،التي انطلت من مدينة امزورن على الساعة العاشرة صباحا، هو التعبير عن التشبث بالذاكرة الثقافية والتاريخية للريف والتي تعتبر المواقع الأثرية والطبيعية جزءا منها، وكذا التعريف بالتراث الثقافي والطبيعي للريف لجعل المهاجر الريفي مرتبطا بجذوره، وواعيا بأهمية الحفاظ على هويته الثقافية. بعد حصة استجمامية وترفيهية، تم تنظيم جولة استكشافية عبر القوارب التقليدية حول جزيرة بادس المحتلة للتعرف عن الطابع المعماري للواجهة الخلفية للجزيرة وذلك بعد تقديم شروحات وتوضيحات، من طرف مؤشرين الرحلة من الجمعيات الثلاث، حول تاريخ هذه الجزيرة. بعد تناول وجبة الغذاء والاستمتاع بمأكولات من الطبخ المحلي الريفي الأصيل، تم التوجه الى ضريح الولي الصالح أبي يعقوب البادسي الذي ، كما وضح ذلك د. الحسن أسويق،عاش في فترة كانت فيها حاضرة بادس من الحواضر الكبرى بالمغرب الأقصى، وعاصمة علمية يفد عليها الفقهاء والعلماء والفلاسفة والصوفيين من المشرف والأندلس، لعقد مجالس ومناظرات علمية بجامعها الأعظم كما كان بها مرسى من المراسي الكبرى بالمغرب في تلك الفترة التاريخية أي القرن الثامن للهجرة/ الربع عشر للميلاد زمن حكم بني مرين، الى جانب مرافق ومؤسسات اقتصادية ودينية أصبح في عداد الآثار المندرسة. كما قدمت شروحات حول الشكل المعماري للضريح ومظاهر قدسية الولي الصالح المدفون به. وهذه الشروحات ومعلومات مختلفة أخرى سيتم نشر جزء من تفاصيلها في تقرير تعتزم الهيئات المنظمة للملتقى إصداره في أقرب الآجال الامسية الختامية. إختتمت أشغال فعاليات الملتقي الدولي الأول للهجرة بالريف الذي احتضنته مدينة إمزورن على مدار يومي 25 و26 يوليوز 2015 بأمسية فنية نشطها فنانون معروفون على بعضهم لازال مقيما بالريف والبعض الآخر مغترب ومقيم حاليا في مختلف بلدان المهجر .فكان الحاضرون من مختلف الفئات والأعمار والأذواق في موعد مع الفن الملتزم النقي الذي يحتفي بجمال الريف وبرموزه وتاريخه وقضاياه وبالقضايا الانسانية في بعدها الكوني التي تنشد الحرية والسلام والتعايش والرقي والتحرر. المشاركة الأولى : كانت بمساهمة الفرقة المحلية المعروفة بالريف وهي فرقة أولاد الشيخ عيسى التي تؤدي لونا فنيا تراثا شعبيا نبت في الريف منذ القديم واستمر مع الزمن في كل المناسبات والأفراح رغم بعض النظرات التبخيسية لفنها لدى البعض وهو فن الغيطة ، وكان الاستحضار لهذا النوع التراثي في هذه المناسبة بالذات بمثابة إلتفاتة من طرف المنظمين إلى هذه الفرقة واعترافا بجميل عملها وفنها . المشاركة الثانية : كانت بمساهمة الفنان محمد حمداوي المقيم بإمزورن وهو الشاب الذي يؤدي الأغنية الريفية الملتزمة العصرية ذات المضامين المتعددة بدأ مشواره الفني سنة 1999 بأغنية : ثامورث إينو تارجا ( حلم وطني )، نشيط وحاضر في كل المناسبات الأمازيغية التي تحييها الفعاليات المدنية ، وهوعاشق للريف ، مواظب ومستمر على العطاء الفني الريفي المتميز ، له أعمال غنائية كثيرة وألبومات تنتظر الالتفاتة لكي تعرف الطريق إلى التسجيل . أدى في هذه الأمسية ثلاثة أغان أمازيغية وهي : (1) ذينوغين (2) رالا بويا (3) أمحبوس . المشاركة الثالثة : كانت لفنان الريف الكبير المقيم حاليا في الديار الاسبانية وهو أحمد أقيعان ، ابن السواني ، درس في جامعة وجدة ، وهناك ظهرت مساهماته الغنائية الملتزمة في رحاب أنشطة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في نهاية الثمانينات ، وذلك بلغات متعددة خاصة الأمازيغية والاسبانية وغيرها ...، واصل دراسته في جامعة مدريد بإسبانيا ، كما واصل مشواره الفني في البلاد الأوروبية ، أصبح اليوم فنانا بمواصفات عالمية ، يغني للسلام العالمي ، للقيم الانسانية الكونية ، للريف ولتاريخه ورموزه ، يتلاعب بأوتار القيثارة كما يشاء ، يلهب حماس الجمهور بخفته وحركاته المعهودة التي تساير انسياب الايقاعات المختلفة التي يضمنها لما يؤديه من أعمال . وقد حرص في هذه الأمسية تقديم ستة أغان : ثلاثة من أعمال فنان الريف حسن ثيذرين إعترافا بما قدمه هذا الأخير للريف وللأغنية الريفية ، إضافة إلى ثلاثة أغان من أغانيه الخاصة . وهذه الأغاني هي : (1) مولاي موحند / مصر (2) مارا غانجغاش اوشاثشي سناص ( لا تشطح إذا غنيت لك ) لحسن ثذرين (3) ذاحنيند إينم أيما ( حنان أمي ) (4) يما يما منعاق مانرو ( أمي أنهاجر أم نبكي ) (5) خاشي روازنا (لحسن ثذرين ) (6) محند عاذ ذدارذ عماس أق عماس ( ما دمت حيا لا ثم لا ) لحسن ثذرين. المشاركة الرابعة : لفنان الريف الكبير المقيم حاليا بالدانمارك وهو عبد العزيز بن حدو ، حضوره كانت له رمزية كبيرة لكون أنه يعد من جيل الأوائل الذين كان لهم السبق في تأسيس وترسيخ الأغنية الملتزمة بالريف من أيث اسعيد، استقر في الحسيمة ، ثم طنجة ليحط به الترحال بعد ذلك بالدانمارك ، يلقب بالطنجاوي ، يتقن العزف على آلة البانجو التي أبى إلا أن يصطحبها معه إلى هذه الحفلة والتي يسميها أحد رفاقه ( بالمقلاة ) . يعد من مؤسسي فرقة تواتون إلى جانب بوجمعة وآخرين .وقد حرص الفنان في الوصلات الغنائية العديدة التي أدائها باستعمال البانجو على إشراك الحاضرين في ترديد بعض مقاطعها معه تثيمنا منه لثقافة التشارك والمشاركة واستحسانا لفكرة اجتماع ثلاث هيئات في تنظيم هذا الملتقى الأول على اعتبار أن رسالة الفن هي أن يجمع ولا يفرق . ومن الأغاني التي شارك بها : (1) أسان أسان (2) أقاص أزيدان (3) قناس مخسن أذمنغان ... وقد شارك في هذه الأمسية أيضا محمد الزياني الذي قدم كلمة مطولة إستعرض فيها سياق الفن الملتزم بالريف محليا وطنيا وكونيا ، مركزا على تجربة فرقة تواتون التي يعد أحد مؤسسيها إلى جانب الآخرين ، من بينهم الفنان بوجمعة أزحاف الذي كان مقررا تكريمه في هذه الأمسية إلى جانب الفنان مصطفى أينض . إلا أن الظروف حالت دون حضور هذين العلمين الكبيرين من أعلام الفن الملتزم ذو الرسالة الانسانية الكونية بالريف . كما شارك أيضا الشاعر الزجال حسن بودوح بتقديم بعض من قصائده ذات الأبعاد الانسانية والوجودية. وفي الأخير قدمت شواهد تقديرية للمشاركين . عن الهيئات المنظمة / تصوير: محمد الحقوني