على بعد أقل من ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات الجماعية ليوم 4 شتنمبر المقبل، تعرف مدينة بني بوعياش في هذه الفترة اشتداد الصراع بين مختلف الأطياف السياسية والتحالفات الانتخابية التي تسعى للوصول إلى المجلس من اجل قيادة الجماعة الحضرية خلال الولاية المقبلة. مصادر متتبعة لما يحدث بالمدينة في ما يخص الاستعدادات للانتخابات، أكدت أن التحالفات التي تشكلت ولا زالت تتشكل سواء في السر او العلن، تجتمع بشكل يومي في أماكن معزولة خارج مركز البلدة من اجل التعبئة ومحاولة استقطاب بعض المرشحين الذي يمتلكون فرصا أكثر للفوز بالانتخابات بدوائرهم، وذلك من اجل إقناعهم بالانضمام إليها مستعملة بذلك شتى الطرق المشروعة منها وغير المشروعة. وأكدت نفس المصادر أن احد النافذين الذي يسعى للترشح باسم حزب الاصالة والمعاصرة، لم يخفي رغبته بالوصول إلى كرسي رئاسة مجلس المدينة مهما كلفه ذلك، مشيرة انه أكد للمرشحين والموالين لتحالفه انه على استعداد لوضع مبلغ كبير قدر ب 200 مليون سنتيم رهن إشارة المرشحين والأعضاء الذين سينتخبونه ليصبح رئيسا للمجلس الجماعي. نفس المعطيات أكدها مصدر آخر والذي أوضح بأن نفس الشخص الذي يعد أثرياء المدينة، اتصل بمستشارين في المجلس الجماعي الحالي وبعض المرشحين للانتخابات المقبلة وقدم لهم مجموعة من الوعود منها منحهم مبلغ 20 مليون سنتيم لكل واحد منهم مقابل الانضمام اليه، ضاربا بذلك عرض الحائط دعوات رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات بحزب "البام" الياس العماري الذي دعا منتخبي حزبه إلى الابتعاد عن "استعمال لغة المال للفوز في الانتخابات". وكان إلياس العماري قد دعا منتخبي حزبه في لقاء حزبي سابق إلى "الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يلوث سمعة حزب "الجرار"، من استعمال الطرق غير القانونية، لأن كل "شيء سيتم في إطار قانون يضيق الخناق على ما قد يفضي إلى أن يخدش سمعة الانتخابات". وقال العماري "إن حزبه لا مكان فيه لمن يبحث عن الغنائم"، مشددا على "ضرورة العمل دون البحث عن المصلحة السياسية والمادية، لأن زمن اللوائح الانتخابية التي تعد على المقاس ولى، فالجماعات والأقاليم تقترح، واللجنة الجهوية والوطنية تقرر". وكانت شبكة دليل الريف قد أجرت استطلاع في موضوع الانتخابات ببني بوعياش، بحيث أكد لها جل المتتبعين والمواطنين تخوفهم من سيطرة بعض من وصفوهم بالنافذين على العملية الانتخابية خصوصا وان "هؤلاء النافذين الذين يمتلكون النفوذ المالي والعلاقاتي مستعدون للجوء الى كل الوسائل من اجل الوصول الى المجلس".