شهد اليوم الثاني من ملتقى الأمل للتميز و التنمية القيادية الذي تنظمه شبكة الأمل للإغاثة و التنمية المستدامة بالحسيمة و الممتد بين الفترة من 28 ماي إلى 31 ماي، تنظيم ورشات تكوينية لفائدة طلبة المعهد المتخصص في الفندقة و السياحة بالحسيمة، تلاميذ من مختلف الثانويات الاعدادية و التأهيلية بالإضافة الى شباب يمثل النسيج الجمعوي المحلي، كما شهدت هذه الورشات مشاركة طالبات من دول جنوب الصحراء مقيمات بالحسيمة في إطار السعي وراء تسهيل عملية إدماجهن في المجتمع المغربي كتكريس لقيم التعايش السلمي بعيدا عن أي تفرقة أساسها العرق، اللون أو اللسان. و في هذا الإطار تم تنظيم ورشة في فن الكاريكاتور حول موضوع الهجرة و حقوق الإنسان أشرف على تأطيرها الأستاذ حميد ولاد حدو و تأتي في سياق تكريس ثقافة الدفاع عن حقوق الإنسان و دور الشباب في المجال الحقوقي حيث سيتوج صاحب أحسن رسم كاريكاتوري بجائزة الملتقى في حفل الاختتام، كما تم تنظيم ورشتين في مجال العمل المسرحي، الأولى تهم إعداد الممثل و الثانية تروم الإخراج المسرحي من تأطير الممثل المسرحي و السينمائي المبدع محمد سلطانة، كما كان الشباب على موعد تكويني متميز في مجال المكياج السينمائي من تأطير الأستاذ يونس عاكف الذي قام بتعليم المستفيدين عددا من التقنيات و الخدع السينمائية التي تهم كيفية إنجاز جرح عميق حديث و آخر قديم على مستوى الوجه و اليد إضافة إلي كيفية صنع أجزاء مقطعة من الجسم. و تأتي سلسلة الورشات المنظمة في إطار تأطير الشباب الطموح و صقل مواهبه في أفق استثمارها كاستجابة لأهداف الملتقى. ومن جهة ثانية و في اطار أنشطة الملتقى، احتضنت قاعة الندوات بجهة تازةالحسيمةتاونات ندوة وطنية حول موضوع "حديث الحكامة و التنمية و الهجرة و حقوق الإنسان"، و افتتح الندوة الأستاذ امحمد المتوكل رئيس شبكة الأمل للإغاثة و التنمية المستدامة راسما إطارها العام و مقدما أهدافها و علاقتها بشعار الملتقى مؤكدا أن هذه الندوة جاءت لإشراك الشباب في نقاش الحكامة و حقوق الإنسان، ليفتح بعد ذلك باب المداخلات التي استهلها الأستاذ محمد العوني الناشط الإعلامي و الحقوقي و رئيس منظمة حرية الإعلام و التعبير بالمغرب و الذي تحدث عن موضوع الهجرة و حقوق الإنسان من زاويته الإعلامية في محاولة لتقييم مدى تفاعل الإعلام الوطني مع هذه القضايا في التحولات الداخلية و الخارجية حيث خلص إلى أن إعلامنا الوطني يتعامل مع موضوع حقوق الإنسان من زاوية كونها أنشطة لا كونها قضايا مجتمعية. وقد عقبت بعد ذلك مداخلة الأستاذ الحسين الحديوي المنسق الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية الذي ناقش موضوع "الشباب و التنمية، الأدوار و التحديات" حيث أكد أن للشباب القدرة على قيادة التنمية باعتباره قوة المستقبل و يجب وضع الثقة فيه ومنحه الأدوار القيادية حتى لا يصاب بالإحباط و يشعر بالإقصاء من الساحة السياسية و في هذا السياق قام الأستاذ الحسن الحديوي بعرض نتائج مجموعة من الدراسات الوطنية و الدولية التي عالجت نتائج تغييب الشباب عن ساحة الحكامة و مجال التدبير و السياسة ليبني على ضوءها المقترحات العملية لإشراك الشباب في مختلف جوانب الحياة العامة خصوصا وأن دستور المملكة أطر قانونيا هذه المشاركة بإحداث المجلس الاستشاري للشباب و العمل الجمعوي. وصبت المداخلة الثالثة في مجرى مناقشة دور الحكامة الرشيدة في تدبير الشأن المحلي على ضوء مشروع القانون التنظيمي للجماعات الترابية و التي كانت من نصيب الأستاذ عبد الصمد بلقايد الكاتب العام لبلدية سلوان و الباحث في قضايا التنمية و الحكامة المجالية و الذي خلص إلى كون نجاح الحكامة المحلية رهين بالديمقراطية المبينة على التشاركية بين جميع الأطياف و الفعاليات من مجتمع مدني حقوقي و شبابي كاستجابة لمقتضيات الدستور المغربي. وقد اثثت أجواء الندوة في جزئها الثاني مداخلة الأستاذ محمد الزناتني رئيس قسم الشؤون الاجتماعية بولاية الحسيمة و الذي قدم حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمنطقة منذ انطلاقها قبل عشر سنوات في إطار محاربة الفقر على المستوى القروي، محاربة الإقصاء الاجتماعي في الوسط الحضري، محاربة الهشاشة و البرنامج الأفقي إلى جانب برنامج التأهيل الترابي مستعرضا أهم المنجزات و الأرقام. أما مداخلة السيد الحسن اسقل الباحث في شؤون التنمية و الديمقراطية و رئيس جمعية الواحة الخضراء للتنمية و الديمقراطية بورزازات، فقد تمحورت حول مساهمة المجتمع المدني في دعم التنمية المحلية من خلال إبراز الدور المنوط به في المواثيق الدولية و الوطنية و كذلك موقعه في رسم و تنفيذ السياسات العمومية ضاربا مثالا حيا من جنوب المملكة و شمالها بجمعيتين هما جمعية الفضاء الحر للمواطنة و التكوين و التنمية و جمعية الواحة الخضراء للتنمية و الديمقراطية بورززات. السيد امحمد العيساوي بدوره أدلى بمداخلة باعتباره باحثا في القانون العام بكلية الحقوق بمراكش و رئيسا لمصلحة الموارد البشرية بالمديرية الجهوية للصحة بالحسيمة، حيث تطرق إلى موضوع الجهوية و علاقاتها بالتنمية و الحكامة على مختلف المستويات السياسية و الثقافية و كذا الاجتماعية مبرزا نقاط ضعفها و قوتها. و في الختام شهدت الندوة تدخلات الحضور و خاصة الشباب منهم حيث تم إغناء النقاش على نطاق واسع ليشمل كل محاورها في تفاعل حماسي إيجابي ليسدل الستار عن هذا اليوم الثاني من الملتقى الذي يمتد إلى غاية ال 31 من ماي الجاري تحت شعار "ملتقى الأمل حلم يتجدد و دعوة للسفر حول الحكامة و القيادة و الهجرة و حقوق الإنسان".