بعد أيام على مغادرته لمنصبه وسيطا أمميا في اليمن، خرج المغربي جمال بنعمر ليوجه سهام انتقاداته للسعودية وتدخلها العسكري في هذا البلد. وأشار بنعمر إلى أن أزمة اليمن كانت على وشك الانفراج، إلا أن انطلاق “عاصفة الحزم” تسببت في تدهور الوضع من جديد. وقال بنعمر في حديث مع صحيفة “وول ستريت” الأمريكية، نشر قبل قليل في موقعها على الأنترنيت، إن الأطراف المتنازعة في اليمن كانت ستتوصل قريبا إلى حل سياسي، إلا أن انطلاق الغارات العسكرية ساهم في إعادة توتر في اليمن، وأدى إلى إعادة تجميد المفاوضات ما بينه والسعودية. وأضاف بنعمر أن انطلاق عاصفة الحزم قبل شهر، جاء مع تزامن الإعداد لتشكيل هيأة كانت ستساهم في التوصل إلى حل للأزمة، عن طريق تقاسم السلط بين الأطراف المتنازعة مقابل وقف الاقتتال، وهو الأمر الذي حالت الغارات العسكرية دون تحقيقه. وأكد بنعمر، أنه حصل على موافقة الحوثيين بسحب مقاتليهم من أرض المعركة، كما كانوا قد وافقوا على أن يكون الرئيس الحالي للبلاد عبد ربه منصور هادي ضمن أعضاء الهيأة، التي ستوكل لها مهمة قيادة المرحلة الانتقالية، إلا أنه بعد التدخل العسكري للسعودية في اليمن انقلب الوضع وتراجع الحوثيون عن موافقتهم هذه، بل إنهم تشددوا في مواقفهم أكثر. وأوضح بنعمر، أنه كان من المنتظر انطلاق محادثات يمنية لحل الأزمة في كل من المغرب وقطر، إلا أن مشاركة هاتين الدولتين في التحالف العسكري ساهم في رفض الحوثيين لهذا الأمر. وجدير بالذكر، أنه من المرتقب أن يقدم المغربي جمال بنعمر تقريرا لمجلس الأمن، يتضمن خلاصات عمله وسيطا أمميا في اليمن. ويذكر أيضا، أن جمال بنعمر كان قدم استقالته، الأسبوع الماضي، بعدما واجه انتقادات من دول خليجية لجهود الوساطة التي قام بها، وأخلفه في منصبه الديبلوماسي الموريتاني، إسماعيل ولد شيخ.