ولدت شروط الصراع ببلادنا تجارب سياسية عظيمة مازالت حتى اليوم محط نقاش سياسي عميق ودقيق ,إذ أنه بعد ابرام صفقة اكس ليبان والإتفاق على صيغة جديدة للاستعمار تخدم المصالح الإقتصادية والسياسية والإديلوجية للإمبريالية بالمغرب سيرد الشعب المغربي عبر محطات نضالية خالدة في التاريخ استكمالا لمشرع المقاومة المسلحة وجيش التحرير والتي كان أبرزها انتفاضة 58-59 بالريف وكذلك انتفاضة 23 مارس 1965 التي كانت مهد انطلاقة ثورية متميزة بالمغرب مبنية على فهم ماركسي لنيني لواقع الصراع السياسي بالمغرب وارتباطاته الإقتصادية والإديلوجية التي تبلورت بشكل متقدم في منظمة إلى الأمام التي قدمت عبر مسارها مجموعة من الشهداء والمعتقلين السياسين الذين تتذكرهم الجماهير الكادحة وطلائعها الثورية بفخر وهمة ثورية لايعادلها إلا صقل ميداني لتجاربهم وبناء متواصل تحت نيران الأعداء والمندسين ,حيث نقف في هذه المناسبة لنخلد باسم المبدأ في الميدان ذكرى الشهيدة الغالية سعيدة المنبهي . سعيدة المنبهي التي ولدت في شتنبر 1952 تلميذة متميزة ثابرت على دراستها إلى أن حصلت على شهادة الباكالوريا والتحقت بكلية الآداب بالرباط شعبة الأدب الإنجليزي. ناضلت سعيدة المنبهي في إطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وبعدها تخرجت أستاذة للغة الإنجليزية وبالرغم من ذلك اختارت الإصتفاف إلى جانب الجماهير الكادحة في موقع النقيض ضد النظام السياسي القائم بالبلاد, إذ كانت من أبرز مناضلات منظمة إلى الامام العتيدة . اختطفت في 16/10/1976 حيث تم الزج بها لمدة ثلاثة أشهر في المقتقل السري (درب مولاي علي الشريف) الذي احتضن ابشع جرائم التعذيب التي تعرض لها مناضلات ومناضلي الشعب المغربي حيث نالت الرفيقة سعيدة قسطها من التعذيب النفسي والجسدي لتنقل بعد ذلك إلى السجن المدني بالدار البيضاء بعد أن أدينت بخمس سنوات سجنا نافذة بتهمة المساس بأمن الدولة ..., كما أضيفت لها سنتين من السجن النافذ بعد انتفاضها في وجه القاضي ونعته بالفاشية, لم يستطع النظام وبيادقه النيل من عزيمة سعيدة المنبهي وقناعاتها رغم كل أشكال التعذيب حيث ستدخل في إضراب بطولي عن الطعام من داخل زنازن الرجعية لكي يعلو اسم سعيدة المنبهي عاليا متعاليا كشهيدة للشعب المغربي في 11 دجنبر 1977 بعد 34 يوم من الإضراب عن الطعام ... تعتبر سعيدة المنبهي ملهمة أجيال من المناضلين والمناضلات ورمز للمرأة المغربية المناضلة, الحديث عن الشهداء والمعتقلين لا ينحصر ضمن قالبه الصحيح إلا عندما يكون في سياق استكمال دربهم والوفاء بأمانة لدمائهم فالشعب المغربي كانت له مواعيد عدة مع التاريخ تجلت في مجموع التجارب السياسية التي يجب التوقف لإستوعاب جدل ولادتها ونهايتها بإعتبارها عاملا مهما في فهم اشكال النضالي الثوري في مغرب اليوم والرهان على البناء الثوري والإهتمام بتنظيم صفوف الماركسين النينين وتطهيرها من الإنتهازية اليمينية واليسارية قصد التقدم في إنجاز الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية وإعلاء لواء سعيدة المنبهي وعبد اللطيف زروال وكمال الحساني ... إهداء إلى كل المناضلين الشرفاء .. إلى الرفيق عبد العزيز المنبهي