عرض، أخيرا، ببروكسيل المخرج طارق الإدريسي فيلمه «ريف 58 و59 لنكسر حاجز الصمت»، الذي يعد من أحدث إنتاجاته في مجال الأفلام الوثائقية. وأوضح طارق الإدريسي في التصريح ذاته أنه توصل، أخيرا، برسالة من المركز السينمائي المغربي تخول له عرضه بالمغرب، وذلك بعد أن كان أجل عرضه بعدة مدن مغربية في وقت سابق. وفي هذا الصدد، فإن الوثائقي «ريف 58 و59 لنكسر حاجز الصمت» سيعرض في عدد من الدول الأوربية من بينها فرنسا وإسبانيا وهولندا، كما سيتم تنظيم جولة لعرضه في عدة مدن مغربية. وجدير بالذكر أن الفيلم الوثائقي كان منع من العرض لعدم توصل مخرج بترخيص لذلك من المركز السينمائي المغربي، وذلك على هامش المنتدى الجهوي المنظم من قبل اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان تحت شعار «الحقيقة، التاريخ، الذاكرة». ومن جهة أخرى ألغي عرض الفيلم الوثائقي أياما قليلة بعد ذلك بطنجة والرباط لعدم ترخيص المركز السينمائي المغربي بذلك. ويسلط الشريط الوثائقي الضوء على سنتي 1958 و1959 في منطقة الريف، وذلك من خلال مجموعة من الشهادات لأشخاص عاشوا خلال تلك الحقبة. وكان طارق الإدريسي أنجز الشريط الوثائقي بدعم من الاتحاد الأوربي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وسفارة هولندا بالمغرب ومجلس الجالية المغربية بالخارج. ويشار إلى أن مصدرا مسؤولا بالمركز السينمائي المغربي كان صرح في اتصال هاتفي مع «الصباح» بشأن الموضوع أنه «لا يوجد منع ولا موافقة»، مؤكدا أن اللجنة لم تكن قد شاهدت الشريط الوثائقي لمخرجه طارق الإدريسي. وعن سبب عدم تسليم ترخيص لعرض الشريط الوثائقي قال المصدر ذاته إن مخرجه سلم المركز السينمائي نسخة ناطقة بالإسبانية و»تريفيت»، وطلبت منه نسخة بالعربية حتى يتسنى لأعضاء لجنة تسليم الترخيص فهم مضمون العمل. واسترسل المصدر ذاته قائلا إن طارق الإدريسي حين قدم النسخة بالعربية من الشريط الوثائقي لم تكن اللجنة مجتمعة لتقرر بشأن العمل ونافيا أن يكون المركز السينمائي اتخذ أي قرار لمنع عرض الشريط الوثائقي. ويعتبر «ريف 58 و59 لنكسر حاجز الصمت» ثاني شريط وثائقي يشتغل عليه المخرج طارق الإدريسي، وذلك بعد شريطه الأول «أرهاج» أو «السم»، الذي تطرق فيه إلى حرب الغازات السامة بالريف. وكان طارق الإدريسي فاز عن شريطه الوثائقي الأول بعدة جوائز وهي الجائزة الكبرى للجنة التحكيم وجائزة الجمهور والصحافة خلال فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الذاكرة بالناظور وكذلك جائزة أحسن إخراج خلال مهرجان الدارالبيضاء للفيلم القصير والشريط الوثائقي. ويشار إلى أن «أرهاج» فيلم وثائقي تناول حرب الغازات السامة خلال الحقبة الاستعمارية واستحضر مجموعة من الوثائق التي تبرز انعكاسات الحرب الكيماوية على المنطقة، كما تتخلله شهادات لمجموعة من الخبراء والناشطين الحقوقيين والجمعويين.