ما أن وصل الرئيس البرازيلي، لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، الى مطار تل أبيب مساء أمس الاحد بدعوة رسمية من الرئيس الاسرائيلي، شيمون بيريس، حتى أثار أزمة دبلوماسية أغضبت المسؤولين الاسرائيليين حين علموا بأنه ألغى من جدول زيارته للقدس، حيث ينزل الآن في فندق "الملك داود" الشهير، زيارة بروتوكولية لقبر ثيودور هرتزل، وهي مهمة للاسرائيليين. وكان لولا، وهو أول زعيم برازيلي يزور الأراضي المقدسة منذ 150 سنة "قد طلب من قسم البروتوكول في الخارجية البرازيلية إلغاء زيارته للقبر قبل أن يغادر البرازيل فجر الأول من أمس الى اسرائيل"، بحسب ما ذكرته وسائل اعلام برازيلية اليوم. وقالت هذه الوسائل إنه لن يقوم بالزيارة كي لا يضع اكليلاً من الورد على قبر هرتزل، وهو صحافي يهودي مجري - نمساوي أسس الحركة الصهيونية قبل 113 سنة، وتوفي في فيينا بعمر 44 عاماً في 1904 ثم نقلوا رفاته، حيث تمت اعادة دفنها في 1949 بجبل هرتزل في القدس، حيث أصبحت زيارة الضريح ووضع إكليل من الزهور عليه بروتوكولاً للزعماء الأجانب حين زيارتهم اسرائيل، وآخرهم كان جون بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، نفسه. وزاد من غضب المسؤولين الاسرائيليين أكثر حين علموا أن جدول زيارة الرئيس البرازيلي الى الضفة الغربية يشمل زيارة الى رام الله، وإلى ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، ليضع إكليلاً من الزهور عليه، باعتبار أن لقاءه الرسمي بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، سيتم في أريحا الأربعاء المقبل، وهو ما دفع بأحد كبار المسؤولين في الخارجية الاسرائيلية على التصريح لموقع "غيزن" الاخباري الاسرائيلي، وهو بالفرنسية والإسبانية، بأنه "من غير المقبول أن يلغي الرئيس لولا زيارة بروتوكولية مهمة وأن لا يحترم العرف التقليدي للزيارات الرسمية، لذلك نأمل بأن يعيد النظر في قراره"، وفق ما نقلت وسائل الإعلام البرازيلية عن موقع "غيزن" الشهير الذي لم يأت على اسم صاحب التصريح. وسيقوم لولا في اسرائيل بتأنيبها على المشاريع الإسكانية التي اعلنت عنها في القدسالشرقية، كما سيطالب بالإسراع في بدء حوار بينها والسلطة الفلسطينية وبالمطالبة بأن تلعب البرازيل دوراً "يناسب نموها الاقتصادي وثقلها الدولي" في قضية الشرق الأوسط، "كما ستقوم اسرائيل بتأنيبه للتصويت ضدها مراراً في المحافل الدولية، ولاعتبار البرازيل الصهيونية حركة عنصرية"، وفق ما أجمعت على ذكره وسائل الاعلام البرازيلية.