تنتظر جلول صمصم الذي عين أخيرا واليا على جهة تازةالحسيمة تاونات كرسيف، تحديات كبرى. وأكد العديد من المواطنين بالحسيمة، أن انتظارات السكان غير خافية على أحد، وتتلخص في ملفات كبرى لم يعد الوقت يسمح بتأجيل الاشتغال عليها، وأن هذه الانتظارات التي يراهن عليها سكان الجهة ويتوقعون انكباب الوالي الجديد على مواجهتها، التركيز على بلورة المشاريع ذات الأولوية التي تم تسطيرها والتي تعتبر عنصرا أساسيا لضمان تنمية مستدامة تفك العزلة عنها. ورغم الإمكانات الهائلة السياحية والبشرية والثقافية التي تتميز بها المنطقة، فإنها تعيش خارج التنمية المنشودة، حيث يستفيد من خيراتها فئة قليلة جثمت على صدر سكانها، وامتصت عائداتها وأصبحت تملك أرصدة بنكية ومشاريع متعددة. ويجد الوالي الجديد أمامه ملف حاملي الشهادات العاطلين، والذي لم يجد بعد طريقه إلى الحل النهائي، رغم بعض " الروتوشات " للوالي السابق، والتي لم تلق رضا جمعية حملة الشهادات. وبات صمصم مطالبا بالاشتغال بالاستثمار المنتج اجتماعيا واقتصاديا لامتصاص ظاهرتي البطالة والفقر، وذلك عبرمنح امتيازات للذين يرغبون في ذلك مع تبسيط المساطر. كما يجد الوالي أمامه ملفا شائكا استعصى حله على سابقه، ويتعلق بالبناء العشوائي، بعدما شهدت الحسيمة تجاوزات خطيرة أساءت إلى العمران وجماليته، وأن يطلب الوالي الجديد لائحة إحصاء المستفيدين من السكن اللائق بالحسيمة وتاركيست. وتنتظر جلول صمصم ملفات أخرى، نظيرالصيد البحري والمنطقة الصناعية آيت قمرة، وتهريب الرمال، وموضوع المجزرة الجماعية وسوق الجملة ببوكيدارن، وموضوع القنب الهندي، وغياب مراقبة برنامج تأهيل الأحياء السكنية ناقصة التجهيز، وبعض الطرقات التي زفتت، وهاهي اليوم تتآكل، وملفات أخرى تفوح منها روائح كريهة، وإعطاء بعد جديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال توسيع دائرة المستفيدين. وسيكون الوالي مطالبا بفتح ومتابعة أوراش المشاريع الكبرى التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس خلال زياراته المتتالية للمنطقة، وهي المشاريع التي تهدف إلى تأهيل إقليمالحسيمة على كل المستويات. وترك الوالي السابق لخلفه ملفا مستعصيا يتعلق بالباعة المتجولين واحتلال الملك العام بالعديد من شوارع مدينة الحسيمة. وأمام الوالي تحريك آليات استخلاص الجماعات لما بذمة الكثيرين الذين يتملصون من أداء ما عليهم من واجبات مالية راكمتها سنوات متعددة. وإذا كان الشرقي ضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية أثناء حفل التنصب دعا سكان المنطقة وكل قواها الحية إلى أن يمدوا يد العون والمساعدة للوالي الجديد، وأن الملك محمد السادس يولي رعاياه الأوفياء بهذه الجهة، عنايته السامية واهتمامه اللازم من أجل الارتقاء بها، فإن من المؤمل من جلول صمصم أن يبعد كل المسؤولين الذين ارتبطت أسماؤهم بالفساد ببعض الإدارات العمومية، ومدعو إلى تجديد بعض النخب، وتجسيد فلسفة القرب، وتدشين صفحة جديدة تضع المنطقة على مسار تنمية حقيقية.