قد يجد ركاب إحدى الطائرات أنه من الطبيعي أن ينشب أحيانا شجار بين أحدهم وبين مضيفة أو مضيف جوي خلال رحلتهم، لا سيما إذا ما ازداد تذمر أحد الطرفين من الآخر لسبب أو بدون سبب. ولكن، ترى كيف سيكون موقف الركاب على متن إحدى الرحلات عندما يخرج عليهم فجأة أفراد الركب الطائر، لا ليقدموا لهم ما لذ وطاب من الطعام أو الشراب، ولا ليعلنوا عليهم أمرا يتعلق بأمن أو سلامة الطائرة، بل ليوسعوا بعضهم بعضا ضربا وركلا وليتبادلوا الاتهامات على مرأى من الجميع؟ هذا ما حدث بالضبط حوالي الساعة الرابعة والنصف فجرا (الحادية عشرة بتوقيت جرينتش) على متن إحدى الطائرات التابعة للخطوط الجوية الهندية أثناء تحليقها فوق باكستان وهي في طريقها إلى العاصمة الهندية دلهي قادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة يوم أمس السبت، وذلك على ذمة بعض التقارير الإعلامية. "معركة جوية" فقد ذكرت التقارير أن ركاب الرحلة المذكورة، وعددهم 103 ركاب، ذُهلوا عندما خرج عليهم بعض الطيارين وأفراد الركب الطائر الآخرين وهم يتشاجرون، وذلك في "معركة جوية" أسفرت عن إصابة أحد الطيارين ومضيفة جوية بجروح من جرَّاء تبادل الركل والرفس واللكمات بين الطرفين، ناهيك عن تراشقهم الاتهامات. بدأت الحكاية بشجار كلامي داخل قمرة القيادة، وذلك بسبب "مزاعم" إحدى المضيفات بأنها تعرضت لتحرش جنسي من قبل أحد الطيارين. لكن الشجار سرعان ما تطور وتفاقم ليمتد إلى باقي أنحاء الطائرة، وذلك مع خروج المتشاجرين من كابين الطيارين وتجاوزهم منطقة المطبخ ووصولهم إلى أماكن جلوس المسافرين. شكوى "معسكر" المضيفين والمضيفات زعم أن الطيارين هم من بدأوا التحرش الجنسي بالمضيفة ذات السنوات ال 24 من العمر، والتي سارعت إلى تقديم شكوى ضد الطيارين إلى الجهات المختصة حالما حطت الطائرة في أرض المطار. إلا أن صحيفة "تايمز أوف إنديا" نقلت عن "معسكر" الطيارين نفيهم ل "ادعاءات" المضيفة، قائلين إن مزاعم التحرش تلك لم تكن سوى محاولة لتحويل الانتباه عن اتهامات بسوء التصرف كانت قد وجهت إلى أحد المضيفين. أما الشرطة الهندية، فقد شرعت بإجراء تحقيق بالحادث لمعرفة ملابساته وأي الطرفين تسبب بالمشكلة فعلا. وقد أعلنت الخطوط الجوية الهندية بدورها عن شروعها بإجراء تحقيق داخلي بالحادث، كما أمرت بإيقاف كافة الأشخاص المتورطين بالمشكلة عن الطيران.