لقي أكثر من 153 راكبا من أصل 176 حتفهم في حادث تحطم طائرة أمريكية بعد أقل من 3 دقائق على إقلاعها أول أمس الأربعاء من مطار مدريد في اتجاه جزر الكناري. وكان مقررا أن تقلع الطائرة في حدود الساعة الثانية وخمس وعشرين دقيقة، غير أنه عندما حان موعد الإقلاع جاء ربان الطائرة وبعض العاملين في الشركة ليخبروا الركاب بأنهم سيتأخرون عن موعد الإقلاع بسبب عطب فني في الطائرة ودون أن يعطوهم أية تفاصيل. وبعد ساعة من التأخر، صعد الجميع إلى الطائرة بابتسامات وترحيب المضيفات، ورحب الربان بالركاب وتحركت الطائرة في المدرج، لكن بعد دقيقتين أو ثلاث، وبالضبط عندما وصل إلى ما يعرف في الملاحة الجوية بنقطة اللاعودة، أي لحظة لا يبقى أمام الربان مجال لتوقيف الطائرة ولا يكون هناك سبيل غير الإقلاع في الجو، وارتفع فعلا بحوالي ثلاثين مترا في الجو، بدأ الجميع يسمع صوتا غريبا في الطائرة التي بدأت تهتز، ثم انحرفت صوب اليمين وسقطت فوق أرض مليئة بالأحجار والأشجار الصغيرة وتحطمت، وبعدها وقع انفجار كبير بحكم أن خزان الطائرة كان مليئا بالوقود. وهرع رجال الإطفاء وسيارات الإسعاف إلى مكان الانفجار.. كان أول هدف للمنقذين هو إطفاء الحريق الذي نجم عن الانفجار بأقصى سرعة والشروع في إخراج الضحايا من الطائرة التي انقسمت إلى ألف قطعة، بل إن أحد محركات الطائرة عثر عليه داخل قمرة الربان الذي توفي بمعية جميع المضيفات وأفراد طاقم الطائرة. وقطع لويس رودريغيث ثباتيرو، رئيس الوزراء الإسباني، عطلته الصيفية التي كان يقضيها بهويلبا، جنوبإسبانيا، وأعلن أنه عائد للتو إلى مدريد رفقة بعض وزرائه في النقل والصحة والداخلية للاطلاع عن كثب على ما يجري، والشيء نفسه قام به ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي المعارض. ونجا بعض الركاب بالصدفة، مثل أشقاء ألغوا رحلتهم في آخر لحظة وغيروا توقيتها، ورجل آخر وصل متأخرا عن موعد تسجيل الحقائب وحاول إقناع المستخدمة بتسجيل حقيبته حتى يتمكن من ركوب الطائرة لكنها رفضت رغم إلحاحه، وبينما كان ما يزال يوجد بالمطار لدراسة إمكانية تغيير تذكرته سمع انفجار الطائرة، وشخص آخر غير موعد الرحلة في صباح ذلك اليوم، لأن والده لم يكن يستطيع استقباله في المطار في تلك الساعة.