ومباشرة بعد توصلها بالخبر انتقلت إلى عين المكان فرق تابعة للمصالح الأمنية والوقاية المدنية...؛ لاشك أن اغلب القراء يجدون هذه الجملة ومثيلات لها بأساليب مختلفة تختم كل المقالات الصحفية التي تتحدث عن وقوع حوادث سير أو قتل وغيرها، لكن دعونا نتساءل هل فعلا هذه الجملة تعبر عن الحقائق كما هي أم أنها فقط لتلميع المقال ونيل رضا الجهات المعنية. كل مغربي يعرف بما لا يدع مجالا للشك ان وقايتنا المدنية ومعها المصالح الأمنية هي أخر ما يحضر لمكان الحادث، وتتأخر في غالب الأحيان بالساعات، ولعل حادثة بني احمد اموكزان التي نشرنا تفاصيلها على جريدة صنهاجة الالكترونية دون زيادة ولا نقصان كما توصلنا بها –لعلها- خير دليل على هذا، لقد اختارت جل المواقع التي نشرت الخبر أن تختم خبرها بالجملة السالفة الذكر دون تكليف نفسها عناء البحث والتقصي للحصول على المعلومة الصحيحة، وهناك من اخذ الفقرتين الأولى والثانية من مقالنا وأضاف إليها الجملة الشهيرة ونسب لنفسه الخبر ولمصادره كل المعلومات. الحادثة التي وقعت ببني احمد لم تعرف حضور أي من المصالح المذكورة باستثناء شيخ القبيلة، أما سيارة الإسعاف والوقاية المدنية فقد تأخرت لمدة ساعتان لتحضر في الأخير سيارة إسعاف الجماعة التي تصلح لنقل كل شيء إلا لنقل المرضى والمصابين، ومع عدد الضحايا الذي وصل لخمسة اضطر السكان لاستعمال السيارات الخاصة لنقل المصابين للمستشفى المحلي بتاركيست، ومعلوماتنا تؤكد أن سيارة الإسعاف تعطلت في الطريق إلى تاركيست. سيارة إسعاف الجماعة هذه ظلت مركونة لقدح من الزمن في إحدى الأماكن، سيارة غير مجهزة وكل ما يميزها عن السيارات الأخرى أنها كتب عليها "سيارة اسعاف"، أما السيارة الثانية التي حصلت عليها الجماعة مؤخرا فكما يعلم الجميع هي الأخرى تعرضت لحادثة سير وسائقها في حالة سكر ولا زال مصيرها مجهولا بعد مرور شهران على الحادثة، أما السائق فلم يتلقى أدنى تكوين في التعامل مع المرضى وكل ما يعرفه هو الإفراط في السرعة الذي يجعل المصاب يتأرجح يمينا ويسارا مع منعرجات تيشكا الريف،ولا زلت أتذكر يوما اضطررت لنقل أخي لتاركيست أني أمضيت طول الطريق أطالبه بالتخفيف من السرعة, والعارف بتضاريس المنطقة سيعلم حالة المصاب ستتفاقم قبل أن يصل إلى المستشفى. فأين هي المصالح المعنية التي تحدثت عنها المواقع الالكترونية، من أين حصلوا على المعلومات وما هي مصادرهم المطلعة التي تحدثوا عنها ? أسئلة يمكن أن نطرح معها إشكالية مصدر الخبر أو حسب تعبير الصحافيين المصادر المطلعة، فالخبر حينما يأتي من شهود عيان ومن ضحايا يكون أكثر مصداقية، فالمواطن يتحدث بعفوية وبحرقة ولا يخفي أي شيء ويعبر عن حزنه, ألمه وفرحه بكل طلاقة، أما حينما يكون مصدر الخبر هو الجهات الأمنية التي تحضر لعين المكان فور إخبارها حسب تعبير الجملة الروتينية فالباحث عن الخبر يجد أمامه معلومات بسيطة كمكان الحادث وعدد الضحايا ويطلب منه أن يختم تغطيته بالجملة التلميعية. رجاءا أوقفوا ترهاتكم، أوقفوا الضحك على الذقون ولا تزيدوا من معانات عائلات الضحايا بالكذب والبهتان، فوا لله لو سمعتم احد أقارب الضحايا يتحدث بحرقة لما قلتم أن المصالح حضرت لعين المكان، عفوا إخواني الصحفيين مصالحكم لم تحضر فور إخبارها!!