تمكنت فرقة الشرطة القضائية بالناظور السبت الماضي، من الإيقاع ببارون للمخدرات القوية بالمنطقة، وأحد المزودين الكبار لعدد من «البزناسة» والمدمنين على مخدر الكوكايين بعدد من المدن المغربية. واجه المحققون الموقوف بالمحجوزات التي ضبطت بحوزته، وهي عبارة عن 160 غراما من مخدر الكوكايين، وسلاح أبيض وقنينة غاز مسيل للدموع (كليموجين) ومبلغ مالي مهم، وهواتف محمولة، واعترف بأنه كان يتنقل على متن سيارات مزورة الوثائق من أجل تزويد عدد من المروجين بالكوكايين والهيروين، كما أضاف أثناء الاستماع إليه أنه كون شبكة واسعة من المتعاونين والزبناء على الصعيد الوطني. وفق مصادر «الصباح» فقد جاء اعتقال المسمى «حليم.ح، 36 سنة» بعد عمليات ترصد ومراقبة دقيقة، مشيرة إلى أن الأبحاث والتحريات استمرت أزيد من شهرين، قبل أن يتم الاهتداء إلى تحديد مكان وجوده ومحاصرته على متن سيارة داخل سوق شعبي بمنطقة بوعرك. ووصفت مصادر «الصباح» الموقوف ب»الصيد الثمين» وأحد «أخطر المبحوثين عنهم» بالمنطقة. وتمت عملية المراقبة والاعتقال بتنسيق مباشر مع والي أمن الجهة الشرقية ورئيس المنطقة الأمنية، وتلقت العناصر الأمنية المكلفة بالمهمة تعليمات مشددة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة للإيقاع به. وأضافت المصادر ذاتها، أن بارون المخدرات المعروف ببنيته الجسدية القوية أبدى مقاومة شديدة، وحاول الفرار بعد تطويقه على متن سيارة مزورة من نوع «ميرسيدس»، غير أن الفرقة الأمنية تمكنت من شل حركته، ليتم نقله إلى مقر المصلحة تحت حراسة مشددة. وفق المعطيات ذاتها، فقد كان بارون المخدرات الملقب ب»اقويس» يواجه 60 مذكرة بحث على الصعيد المحلي والوطني، من بينها مذكرات صدرت خلال التسع سنوات الماضية عن مصالح أمنية مختلفة بعدد من المدن، من بينها الرباط والدارالبيضاء، وبركان والحسيمة، كما ورد اسمه على لسان متورطين آخرين جرى إيقافهم سابقا من أجل ترويج المخدرات القوية وقضايا إجرامية أخرى. وحسب تفاصيل السيرة القضائية للموقوف، فقد صدرت في حقه أولى مذكرات البحث منذ 2004، وظل في حالة فرار، متنقلا بين المدارات الطرقية لجماعتي بوعرك وقرية أركمان والطريق الساحلي الرابط بين الناظور والحسيمة، مستفيدا من ضعف التغطية الأمنية بهذه المناطق، والأخبار التي ترده من مخبرين حول تحركات أمنية محتلمة لإيقافه. وعلى صعيد آخر، اعترف المتهم أثناء الاستماع إليه بالتهم المنسوبة إليه، بعد أن تبين أنه كان مبحوثا عنه كذلك من أجل التورط في عمليات اختطاف واحتجاز وتعذيب، والتهديد بسلاح ناري، وسجلت ضده شكايات تخص اعتداءه على عدد من الضحايا بمدينة زايو. وأحيل المتهم الثلاثاء الماضي، بعد انتهاء فترة الحراسة النظرية، على أنظار الوكيل العام ووكيل الملك من أجل تهم جنائية وجنحية مختلفة، وحررت على ضوء اعترافاته مذكرات بحث في حق شركاء متورطين معه في أنشطته الممنوعة.