فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد السلام المنبهي والذكرى الخمسينية للأمير الخطابي ..
نشر في شبكة دليل الريف يوم 26 - 03 - 2013

في خضم احتفالات القوى المغربية الديمقراطية في الداخل والشتات بالذكرى الخمسينية لوفاة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي، رئيس جمهورية الريف(1921-1926)، شن المدعو عبد السلام المنبهي( المعروف باسم عبدو المنبهي) هجوما لاذعا على المحتفلين بهذه المناسبة حيث وصفهم ب" الشوفينين " وغيرها من التهم والأوصاف التي تعبر عن خبث ونذالة الرجل. إلا أن أبرز ما ينطوي عليه هذا التصريح/ الحوار الذي أثار استغرابي ودهشتي، وبالتالي حفزني على كتابة هذه المقالة التي نتوخى من خلالها توضيح بعض الأمور التي أوردها المتحدث(عبدو المنبهي) في حواره مع جريدة هسبريس الالكترونية، هو قوله مثلا أن جمعية العمال المغاربة بهولندا(KMAN ) دأبت على إحياء ذكرى وفاة الخطابي مند سنوات، باحترام لكل الشعب المغربي وبتعابير ثقافية وازنة، بعيدا عن المضمون الشوفيني الذي أصبح يرصد بالاحتفالات المقامة اليوم !!. إن أهم ما يمكن أن نستخلصه من كلام الرجل ، الذي نعرف مواقفه جيدا، وموقفه من قضية الأمير الخطابي تحديدا، هو أنه مازال يلتزم منهجية التحريف والتضليل كما سنوضح ذلك في الفقرات الموالية من هذه المقالة. ونظرا لكونه ؛ أي الكلام الذي أورده المنبهي حول احتفال جمعيته بذكرى الخطابي ، يتضمن الكثير من المغالطات والافتراءات فإننا نؤكد على أن ما يدعيه الرجل بخصوص هذا الموضوع لا أساس له من الصحة بتاتا، وذلك انطلاقا من متابعتنا المكثفة للعمل الجمعوي بهولندا لمدة أزيد من عقدين من الزمن، فطيلة هذه المدة كلها لم نسمع ولم نشاهد يوم ما أن المدعو عبد السلام المنبهي وجمعيته خلد ذكرى الأمير الخطابي، وهذا ما تأكدنا منه أيضا من خلال اتصالات أجريناها مع العديد من الأعضاء السابقين في الجمعية المذكورة، وبالتالي فإننا لا ندري متى وأين كان الرجل يحتفل / يخلد ذكرى الخطابي؟ في هذا المضمار، ومن أجل أن لا يسود الغموض والالتباس ، سنحاول في ثنايا هذه المقالة المتواضعة، تأكيد وإثبات عكس ما يدعيه المتحدث من الكلام والمواقف التي لا أساس لها من الصحة كما (( قلنا)) أعلاه، لعل نساهم بذلك في إجلاء الحقيقة وليس شيء آخر غير الحقيقة. لكن قبل هذا وذاك ، أود أن أشير هنا إلى أن مسألة اتهام الريفيين بالانفصال والشوفينية كلما تم الحديث عن قضايا الريف ، ومنها قضية الأمير الخطابي، أصبحت مسألة عادية جدا، حيث تحولت مع مرور الزمن ومع كثرة ترديدها أيضا، من البديهيات والمسلمات التي لم نعد نتفاجئ بسماعها ، بل أننا نتفاجئ عندما لا يتم اتهامنا بالانفصال والشوفينية.
16 فبراير أو عندما ينزعج المخزن وأزلامه من ذكر مشروع الخطابي:
كما هو معلوم ، نظمت مجموعة من الفعاليات الديمقراطية التقدمية بهولندا، يوم 16 فبراير 2013 بمدنية اوتريخت الهولندية ( وسط هولندا)، أمسية ثقافية فنية إعلامية لفائدة المواطنين المغاربة بهولندا وخارجها، وذلك بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والسياسية واللغوية. ومن هذا المنطلق كانت الأمسية - مبدئيا - مفتوحة لجميع المغاربة( وغيرهم) الراغبين في المشاركة والاطلاع على شخصية وفكر الأمير الخطابي، دون أي تميز أو شرط يذكر ( الدعوة كانت عامة ومجانية). اعتبارا لهذا لم تقوم اللجنة المنظمة بطرد أي مواطن من القاعة على أساس أللون، اللغة، المعتقد، أو انتمائه السياسي والفكري والجغرافي، ومن المؤكد أيضا أنها لم تفرض على المشاركين الإدلاء بهويتهم الشخصية حتى تتهم من طرف بعض بيادق النظام بالشوفينية والقبلية. وهذا ما أكدته أيضا الأجواء التي كانت سائدة داخل القاعة ، حيث كان الجمهور ( حوالي 400 شخص ) يمثلون مختلف الأعمار والأجناس التي توافدت من مختلف المدن الهولندية والدول الأوربية المجاورة.
ومن المفيد الإشارة هنا إلى أن المدعو عبد السلام المنبهي الذي يتهم اللجنة المشار إليها سابقا بالشوفينية والقبلة، وكاتب هذه الكلمات عضو فيها، لم يكن حاضرا في أشغال الندوة المذكورة، وبالتالي فإننا لا ندري من أين استقى معطياته ومعلوماته بشأن " شوفينية " اللجنة؟ بعبارة أخرى لا ندري ما هي المبررات التي اعتمدها الرجل في اتهامه اللجنة بالشوفينية والقبلية علما انه لم يكن من الحاضرين كما قلنا سابقا؟ نذكر في هذا الصدد أن اللجنة التي يتهمها المنبهي بالشوفينية هي نفس اللجنة التي كرمت محمد الرباع، ومحمد ألبرودي، ورشيد البلغيتي الذين لا ينتمون جغرافيا إلى الريف. علاوة على هذا لا ندري من منع الرجل / المنبهي من تخليد الذكرى وعلى طريقته الخاصة، حيث أنه لا يحتاج إلى أي ترخيص إداري/ قانوني أو أخلاقي من اللجنة أو غيرها ؟
هذا على مستوى الشكل، أما على مستوى المضمون، وهذا ما أزعج المخزن وأزلامه بشكل كبير ، فالموضوع وما فيه هو أننا في اللجنة حاولنا بكل تواضع وموضوعية أن نقدم الوجه الآخر للأمير الخطابي ، الوجه الخفي والحقيقي في تقديرنا، الوجه الذي لا يريد المخزن و أطراف سياسية أخرى أن يظهر إلى الوجود العلني ، وبالتالي لا يريد أن يعرفه المواطنون المغاربة في الداخل والشتات، حاولنا أن نقدم الوجه الإنساني والفكري للأمير الذي تخطى حدود القبيلة والوطن ليعانق هموم وقضايا الإنسان في كل مكان، فالإنسان في حجم الخطابي لا يمكن أن يكون شوفينيا متعصبا للقبيلة أو الدين أو العرق أو اللغة.
من هذا المنظور ، وإدراكا منها ( أي اللجنة) لطبيعة الأفكار والمواقف التي دافع عنها الخطابي أثناء تواجده بالريف على رئس حكومة جمهورية الريف ، وأيضا أثناء تواجده في القاهرة حتى وفاته يوم 6 فبراير 1963 بنفس المدينة / القاهرة، وانسجاما مع القناعات الديمقراطية والتقدمية لإغضاء اللجنة المذكورة سابقا، لم يتم أطلاقا تناول الخطابي من زاوية شوفينية وقبلية كما صرح بذلك عبدو المنبهي، الذي لم يحضر الأمسية كما اشرنا سابقا، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال وعلامة استفهام حول تصريحاته السابقة الذكر. قلنا لم نتناول الخطابي باعتباره ريفيا، وإنما باعتباره أولا وقبل كل شيء مفكر ا حداثيا، حيث قام بالثورة الثقافية قبل أن يقوم بالثورة المسلحة، وبالتالي فإنه مارس الفكر قبل السياسة، وثانيا باعتباره رئيس دولة وليس فقيه ومجاهد ناهض الغزاة الصليبيين كما تحاول الكتابات المخزنية أن تقدمه للقارئ المغربي، وبالتالي فالرجل صاحب مشروع سياسي مجتمعي ديمقراطي حداثي كان يسعى إلى تأسيس دولة ديمقراطية حداثية على أنقاض الدولة المخزنية التي تحالفت مع القوى الاستعمارية ضد إرادة الشعب المغربي في الحرية والكرامة، دولة قائمة على المبادئ الأساسية التالية : الاستقلالية، الحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
هذا ما حاولنا ، باختصار، إظهاره وإبرازه خلال الأمسية/ الندوة السالفة، ونحن ندرك جيدا طبيعة المشروع الذي ناضل من أجله الأمير الخطابي بالريف قبل أن يستسلم لدوافع إنسانية محضة ، وفي طبيعة هذا المشروع يكمن الصراع و الخلاف بين الخطابي ورفاقه من جهة وبين المخزن وحاشيته من جهة أخرى.
فالمشروع الديمقراطي الحداثي للأمير، و القائم على القيم والمبادئ التي ذكرناها سابقا، والطامح في التعايش المشترك بين الثقافات والأديان والأجناس كلها، حيث يكفي إعادة التفكير والتمعن في مواقفه الإنسانية الكثيرة، ومذكرا منها على سبيل المثال فقط موقفه من عدم دخوله مليلية و مسألة الأسرى.
لهذا نرى أن من اختار الانتماء إلى هكذا مشروع، وخاصة إلى مشروع الخطابي لا يمكن له أن يكون شوفينيا أو قبليا،، فالخطابي لم يقوم بالدفاع عن الريف ومن خلاله على كافة الوطن حيث قاد الريفيين وكل أحرار الوطن من اجل الدفاع عن كرامة وحرية المغاربة بالدم و الحديد ، حيث سقط منهم مئات الألف ودمرت منازلهم وأحرقت ممتلكاتهم بالسلاح الكيماوي واغتصبت نسائهم ( خاصة في ظل الدولة الوطنية سنتي 1958/1959 )، كما لم يقوم بتأسيس الدولة الريفية على خلفية قومية عرقية وإنما على أساس الديمقراطية والحداثة، وهذا ما يزعج الرباط ونواحيها ، بل أنها تزعج حتى المغاربة الذين يتبنون الفكر والطرح الجمهوري، فجمهورية الخطابي ليست على شاكلة جمهورية حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق أو على شاكلة الحزب الناصري في مصر مثلا.
أما بخصوص النشيد الوطني لجمهورية الريف الذي تم أذاعه للمرة الأولى أثناء احتفالية اوتريخت، وكذلك مسألة رفع العلم الوطني للجمهورية، فهذه الأمور هي جزء من مشروع وانجازات الخطابي وبالتالي لا يمكن الحديث عن مشروع الخطابي دون التطرق إلى هذه الأمور الأساسية في مشروعه، فحتى لو أن المرء لا يتفق مثلا مع قرار الجمعية الوطنية( البرلمان) في حكومة جمهورية الريف وضع العلم والنشيد الوطني فإن الموضوعية والأمانة التاريخية تقتضى الحديث عن هذين الموضوعين كجزء من مشروع الخطابي بغض النظر عن موقفنا الشخصي من ذلك. وعليه نستطيع أن نؤكد للذين يعتبرون أن رفع علم جمهورية الريف أثناء انعقاد أمسية اوتريخت، أو النشيد الوطني لجمهورية الريف، هو شكل من أشكال النزوع نحو الانفصال والقبيلة، أو الذين يعتبرون ذلك نوع من الشوفينية ، قلنا نستطيع ، ومن موقع مشاركتنا ومساهمتنا المتواضعة في أعمال واجتماعات اللجنة المذكورة مند بدايتها ، أننا لم نتناول الموضوع من هذه الزاوية أطلاقا، وإنما نظرنا اليها كجزء من مشروع الخطابي وبالتالي فهو جزء من هويتنا وثقافتنا وتاريخنا وتراثنا شئنا أم أبينا.
سقوط جدار برلين:
في سياق حديثه ؛ أي حديث عبد السلام المنبهي، المذكور أعلاه، حول تخليد ذكرى الخطابي، قال ما يلي " بعد سقوط جدار برلين غدا هناك من لا يفكر إلا في القبيلة والحي من منطلقات تغيب عنها رؤى شمولية ديمقراطية..". فحول هذه النقطة بالذات نود أن نذكر المتحدث / المنبهي بشكل سريع ومختصر، على اثر ذكره لمسألة جدار برلين، فإذا كنا لا نريد الدخول هنا، والآن، في مناقشة مفهوم القبيلة والشوفينية الذين تعرض لهما المنبهي ضمن حواره الأنف ، فإننا نريد أن نذكره هنا بشيء أساسي ومهم للغاية، لعله سيستفيد من ذلك، نذكره بأن المحتفلين بالذكرى الخمسينية لوفاة محمد بن عبد الكريم الخطابي، سواء في هولندا أو اسبانيا أو المغرب ، أنهم مع بداية سقوط وانهيار جدار برلين سقطوا مباشرة في أحضان أجدير؛ أي في أحضان الفكر التحرري لمولاي محند(محمد بن عبد الكريم الخطابي) وفي أحضان الفكر الأمازيغي الديمقراطي الحر، ولم يسقطوا في أحضان المخزن " الشريف " وإمارة المؤمنين، ولم يسعوا أبدا إلى ضمان تقاعد مريح عبر الانخراط في مؤسساته كما فعل المتحدث/ المنبهي، وهنا يكمن جوهر الخلاف والاختلاف .
فمن سقط في أحضان الفكر التحرري لمولاي محند ، سواء قبل أو بعد انهيار جدار برلين، لا يستطيع أن ينضم إلى أعتاب المخزن " الشريف" ويقبل تعينه بظهير " شريف "، وبالتالي فإن من اختار أن ينخرط في المؤسسات المخزنية لا يستطيع أبدا أن ينتمي إلى المشروع الديمقراطي والحداثي للأمير محمد عبد الكريم الخطابي الهادف إلى تحرير المغاربة من جميع أنواع وأشكال الاستعمار والتبعية والعبودية. لكن - مع الأسف - المنبهي لا يعرف هذه الحقيقة، بل انه لا يستطيع أن يستوعب ويفهم هذا الكلام لسبب بسيط جدا، وهو : أن المصالح الذاتية هي التي تحدد قناعاته وتوجهاته وعلاقاته النضالية وليس المبادئ والثوابت والمصلحة العامة.
عبدو المنبهي بين نزعة القيادة و نزعة التدمير :
بالإضافة إلى ما سبق نرى أن العهد " الجديد " استطاع - في تقديرنا الخاص - أن يقنع عدد هائل من الفاعلين السياسيين والإعلاميين والمدنيين - ظاهريا على الأقل - خاصة الذين انخرطوا في مؤسساته وبرامجه وتوجهاته ، ومنهم عبدو المنبهي. قلنا (( استطاع )) أن يقنعهم بوجود شيء اسمه الاختلاف، الأمازيغية، الديمقراطية والوحدة ..الخ. فعلى سبيل المثال وليس الحصر تحول المتحدث/ المنبهي ، هو أيضا، بعد التحاقه بالمخزن وانخراطه في "مجلس الجالية المغربية بالخارج" للحديث عن الديمقراطية، و الأمازيغية، والوحدة والاختلاف ، وهو المعروف بانتهازيته وأنانيته المفرطة حيث لا يستقيم له الأمر إلا بالقيادة والزعامة؛ وربما هذا هو السبب الرئيسي في انسحابه من المجلس المذكور أعلاه أن لم يتم طرده كما يعتقد العديد من المتتبعين والمهتمين !!.

ومن جهة أخرى، الرجل معروف أيضا بتعصبه السياسي والإيديولوجي( هذا إذا ما كانت له قناعات إيديولوجية أصلا !! ) على مدار العقود الماضية؛ أي قبل أن يتحول إلى احد ابرز خدام الأعتاب " الشريفة" في الخارج عامة، وفي هولندا خاصة. فإذا كنا مبدئيا لا نعترض على القناعات والتوجهات السياسية والفكرية للرجل التي هو حر فيها ، ولا على اختياراته التنظيمية كذلك ، فلا يمكن لنا - مبدئيا أيضا - السكوت على الافتراءات والمزايدات السياسية المجانية التي يمارسها دون أي سبب موضوعي يذكر ماعدا التشويش وإثارة النعرات بين المهاجرين وتنظيماتهم المدنية كعادته، والبحث أيضا عن الأضواء لعل ذلك يعيد إليه بعض الاعتبار الذي فقده على اثر انضمامه إلى المجلس المذكور أعلاه ، ومن هنا، فإننا لا نقبل بالتحايل على التاريخ وتزويره، ولا باحتكار الحديث باسم المهاجرين.

طبعا، الرجل يستطيع أن يقول ما يشاء لكن الحقيقية التاريخية شيء آخر، كما أن تاريخه النضالي المعروف يؤكد لنا أمورا أخرى لا علاقة لها بما يدعيه. ودون الاستطراد في ذكر المزيد من الأحداث والمواقف التي تؤكد ما سبق ذكره بشأن الرجل، لا من جهة الأمازيغية، ولا من جهة الخطابي، يمكن القول: إن المتتبع لمواقف الرجل على مدار مساره النضالي يدرك مدى انتهازيته وأنانيته، واقل ما يقال عنه انه لم يكن ديمقراطيا في تفكيره وتصرفاته/ سلوكه ، فكيف يكون ديمقراطي وهو الذي قضى أزيد من خمسة وعشرين سنة رئيسا لجمعيته ؟ وهل من يؤمن بالديمقراطية - كفكر وممارسة - يقبل تعينه بظهير "شريف " ؟
ومن المفيد التذكير هنا بأن الجمعية التي أشار إليها المتحدث في حواره السالف الذكر لا تحتوي في سجلها النضالي عن أية مبادرة نضالية تنظيمية بشأن القضية الأمازيغية، ولا بشأن ذكرى الخطابي التي قال أنها دأب على تخليدها مند سنوات !!؟ وبالتالي فإن ما قاله بخصوص هذه النقطة هو مجرد كذب وافتراء لا علاقة له بالواقع التاريخي الذي يعرفه جميع الفاعلين والمناضلين المغاربة بهولندا. تاريخيا، وللأمانة التاريخية، نقول أن الجمعية الوحيدة التي كانت بهولندا تنضم بشكل مستمر( تحتفل سنويا) ذكرى الخطابي إلى جانب احتفالها أيضا بذكرى اختطاف واغتيال المهدي بن بركة هي جمعية الهجرة المغربية بأوتريخت التي كان المنبهي نفسه يسمها بجمعية الأموات !!.
زيادة على هذا، الرجل لم يكن يوم ما مناضلا وحدويا ، فهو مستعد أن يدمر كل شيء من أجل مصالحه الشخصية( المادية والمعنوية) ، وإذا كان يدعى العمل الوحدوي فعليه أن يشرح لنا لماذا تحالف مع الجمعيات المخزنية المشبوهة (...) في صراعها مع الأستاذ محمد الرباع عندما رفع هذا الأخير دعوة قضائية ضد اتحاد المساجد المغربية بهولندا؟ وإذا كان وحدويا فعليه أن يشرح لنا لماذا أسس العشرات من الجمعيات والفروع الوهمية لجمعيته( شخص في كل فرع) أم أننا سنذكره بقصة صراعه من اجل استحواذه على مؤسسة العمل المشترك بين المغاربة والتونسيين ( SMT)؟ وإذا كان وحدويا فعليه أن يشرح لنا أيضا لماذا ناهض، و بقوة، مشروع التؤمة بين بلدية أمستردام وبلدية الحسمية حيث استعمل جميع الوسائل والإمكانيات المتاحة لديه من أجل أن لا يتم هذا المشروع ؟ وإذا كان يناهض بالفعل الفكر القبلي فعليه أن يوضح لنا ما هي المقاييس والمعايير التي استعملها من أجل انجازه عدة مشاريع تنموية لصالح المدينة التي ينحدر منها ( العرائش
ملحوظة: الأفكار الواردة في هذا المقال لا تعبر عن رأي اللجنة المذكور ة في النص/ المقال وإنما تعبر عن رأي صاحب المقال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.