نتيجة لما يمرالشباب به من تغيرات مستمرة نحو الأفضل،فقد لا حظت أخيرا” أنه دقت ساعة التغيير وأن الشباب متشوق لمستقبل أفضل في ظل حرية الرأي والرأي الآخر،والعدالة وإعطاء الفرص للدماء الجديدة،وما زال رأيي كما هو في النجاح والحظ ،فعندما يجتمع التحضير الجيد والمناسب مع الفرصة المناسبة ينشأ الحظ،والحظ ليس إلا ذلك. وبرأيي أن هذا الشباب بحاجة ماسة إلى التوجيه ،وإلى التمتع بالمهارات المناسبة التي تساعده على النجاح في كل مجالات الحياة،من إدارة عامة وقيادة إدارية وإبداع فائق، وهذه المهارات لا تتأتى له أن يتعلمها ما لم يستطع أن ينهل من خبرات الآخرين في مرحلة مبكرة من حياته ،حتى نستطيع أن نرى في الأجيال القادمة المدير الشاب والعالم الشاب و الوزير الشاب وحتى الرئيس الشاب. بدوري أعتقد أن من واجب كمساهمة مني في بناءالأمة ونهضتها لهؤلاء الشباب الذين يشكلون عماد الأمة ومستقبلها. كما ان للشباب وجود كمي عالي. ووجود نوعي بما يتمتعون به من مميزات وقدرات ومهارات لا تتوفر عند غيرهم كالديناميكية والفاعلية والاستجابة والانسجام والتوافق بين مطالبهم ومطالب المجتمع وسرعة التدافع والمجايلة والمرونة والطاقة الجبارة والفياضة من هذه الوضعية جاءت مقولة (الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل) فصار الشباب أمل الأمم والشعوب وغدها المشرق هذا ما أثبتته الحضارات الإنسانية في مسيرة التطور التاريخي للبشرية. ومن إدراك الشعوب والمجتمعات الإنسانية لدور الشباب نبع الاهتمام والرعاية بهذه الشريحة لما تلعبه من دور كبير ومتعاظم في خدمة المجتمع وتطويره من إعداد القيادات وبلورة الرؤى والأفكار والمواقف والقدرة على التخطيط والتنفيذ وحديثاً صنفت الأممالمتحدة الشباب ب(الفاعل الأول) في الحراك المجتمعي الهادف للتغيير والتحول فتم ربط الشباب بقضايا السلام والتنمية والديمقراطية والبيئة. من هذا المنطلق فان تنمية وتطوير قدرات الشباب الطريق للنهوض بالبلدان ودفع عجلة الحكم الراشد وبناء السلام وأهداف الألفية للتنمية. فجاز لنا ان نقول بان الشباب اكبر الفئات التي تعبر عن التاريخ الإنساني بلا منازع ويعول عليه في عمليات التحديث والتغيير والدمقرطة والتحول المجتمعي والقيمي والارتقاء بحياة الإنسان وتأمين حاجاته الضرورية في عالم متراكم الأمواج تواجهه تحديات شتى. لذا ظلت المجتمعات المستنيرة تراهن على سواعد الشباب وتنادي بتفعيل دورهم في المشاركة السياسية تفترض هذه الورقة إن تنمية وإعادة بناء المجتمعات وتطويرها وترسيخ مفاهيم الحكم الراشد والديمقراطية تقتضي بالضرور المشاركة الحقيقية للشباب في وضع السياسات العامة للدولة والمشاركة في تنفيذها وأن إي تجاوز للشباب في أي مشروع حرث في البحر. كما إن المشاكل والقضايا الشبابية كأكبر المعوقات لهذه المشاركة لا تحل إلا بإشراك الشباب أنفسهم في الحل وتقرير مصيرهم وإعلاء مشاركتهم كقيمة في الشأن العام ونبذ الوصايا والانتقاص من قدراتهم. ان النجاح النسبي لمنظمات المجتمع المدني مقارنة ببقية مكونات الدولة خاصة الحكومة والسوق يرجع بالأساس لمشاركة الشباب بصورة اكبر في منظمات المجتمع المدني. فالمشاركة من الحقوق الأصيلة التي نصت عليها المواثيق الدولية وتكون هذه المشاركة عبر: تعبئة الكافية للمشاركة سوي في القطاع العام أو الخاص أو منظمات المجتمع المدني ومشاركة التخصيص هذه الورقة تبحث في مشاركة الشباب بمنظمات المجتمع المدني بصورة ايجابية. هنالك مترادفات لمبدأ المشاركة خاصة تلك التي ارتبطت بالشباب ومنظمات المجتمع المدني تمكين الشباب وهو توسيع الإمكانيات والقدرات لدى الشباب في المشاركة والمفاضلة والتأثير والتحكم والقدرة على المساءلة للمؤسسات التي تؤثر في حياتهم وقد عرفه الإعلان العربي لتمكين الشباب: هو عملية تكوين وتنمية وتوظيف قدرات الشباب لإنتاج وتوزيع فرص الحياة انطلاقاً من الالتزام بتحرير الشباب وتكافؤ الفرص بين جميع شرائحه خاصة بين الذكور والإناث لتحرير أرادته وتوسيع خياراته ومبادراته من أجل مشاركته في المجالات المختلفة. أدراج قضاياهم واحتياجاتهم ضمن الخطط والسياسات (السياسية والاقتصادية والثقافية) وتوفير الفرص المتكافئة للإدلاء بآرائهم وإشراكهم في التخطيط ومتابعة التنفيذ وفتح قنوات الاتصال وإتاحة الوسائط الإعلامية لهم وتزويدهم بالمعلومات والمهارات الضرورية لأخذ المبادرة والقيادة. الشراكة تعني ببساطة تعاون إرادي بين إطراف تجمع بينهم أهداف مشتركة تحفظ لكل طرف مصالحه وحقوقه ووجباته وتقوم على قيم التكامل والتكافل والندية والشفافية والتشاور وترتبط بالمسئولية الوطنية لخدمة المجتمع وتفعيل مشاركة الشباب في التنمية واتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من منطلق المسئولية المشتركة لكل أفراد المجتمع والمتطلبة شراكتهم في صنع حياة أفضل. دور الشباب في منظمات المجتمع المدني: انشاء قوة ضغط شبابية قوية ومؤثرة للضغط على الحكومة للاستجابة لتطلعات الشعب لإنجاز المشاريع التنموية وكذلك الضغط على الأحزاب السياسية للقيام بدورها المناط بها والضغط على الأعلام وعقد التحالفات والتشبيك لدفع المسيرة الديمقراطية الضغط على صناع القرار عبر مؤسساتهم الحزبية للمشاركة الشبابية في صنع القرار وكسر حلقة التهميش الفئوي. نشر وترسيخ المفاهيم (الثقافة والحوار والمشاركة) وتوسيع دائرة النقاش حول القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية العالقة حتى تنال اكبر قدر من الإجماع قبل عرضها على الأجهزة المختصة وذلك باستخدام الوسائط الإعلامية المختلفة. ارتبط دور المنظمات بالتنمية البشرية التي تهدف لتقوية وتمكين الإنسان وتوسيع خياراته وزيادة رفاهيته وحفظ مصالح الأجيال القادمة وهذا الدور يحتم مشاركة الشباب. دخول الشباب في المنظمات يدعم محاربة الفقر والإيدز ومحو الأمية والعمل على تجاوز المرارات والكراهية والتباغض وبناء الثقة والاحترام المتبادل ونبذ الإقصاء والعنف وقبول الآخرو محاربة الفساد الإداري والاقتصادي والسياسية وتعزيز الشفافية. إن المنظمات التطوعية تعمل من أجل التغيير والتحول الاجتماعي والسياسية والثقافي المستمر وتوجيه حملات التعبئة الضخمة للمجتمع لنشرالوعي المشاركة والتشاركية من أجل تعزيز جميع القوى ومشيدة بالجهود المتواصلة مما يعزز وجود الشباب في التغيير لارتباطه بالاستمرارية لفترات طويلة تتعلق بالعمر والمواكبة. كما هناك أهم المرتكزات مهمة وراهنة التي تترجم بدورها تطلعات طموحات الشباب من أجل توسيع المشاركة الشباب في برامج ومشارع التنموية بارزة : -إعطاء دورات مكثفة تشارك فيها كافة القطاعات المدنية المساهمة في المشروع في تقوية مهارات وقدرات مجموعة من الشباب حول إدارة المشاريع من أجل تحاشي أصابتهم بمرض البطالة. -الإسهام في أشراك الشباب في كافة الوسائل المجتمعية والإسهام بالقيادة والتدريب والتطوع والمشاركة بالمبادرات الشبابية. -التنسيق بين مشاريع التنموية والجهات الخاصة القادرة على دعم الشباب في حالة وجود طاقة أبداعية تستوعب هذه الطاقة الإبداعية في الجهة الخاصة. -التركيز على تنمية الشباب من خلال منح الشباب فرصة المشاركة وإدراجهم في نشاطات تخص مجتمعاتهم. -رفع مستوى الوعي للمجتمع بخصوص قضايا الشباب في عموم والتعرف على مطالبهم واحتياجاتهم الخاصة وقدراتهم. -تطوير وسائل الاتصال والتواصل والمشاركة لدي الشباب و تحسين المهارات في تبني القيادات الشبابية وتدريبهم. -تمكين الشباب من المشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية وكافة جوانب الحياة المكفولة لها وتحسين أداء الشباب بالعمل ومساعدتها في الحصول على عمل. -جمع ما أمكن من الشباب المتميزين ودمج الشباب في المجتمع ليصبحوا أعضاء فاعلين متحركين ومحتكين ومشاركين ومساهمين ومسؤولين في تنمية أنفسِهم وكسبُهم مهارات ثقافية وفكرية جديدة. -الكفاح من أجل تشجيع روح التطوع بين الشباب وحث المشاركين على أخذ ادوار فاعلة في تخطيط وتنفيذ عمليات التعليم والبرامج الاجتماعية والثقافية. -تنمية القدرات التربوية المتخصصة في معالجة قضايا الشباب والمهتمة بالتعليم بما يكون مشاركة مجتمعية شاملة تهتم بقضايا الشباب وتعاونهم على التحصيل العلمي والفكري الجيد. -توسيع دائرة المعرفة وتحسين دور الشراكة الاجتماعية وتبادل الخبرات بين الأطفال والشباب والإناث في المجتمع وتشجيع الرحلات الطلابية الرياضية والترفيهية. -توفير فرصة كافية في تطوير الخبرات وتشجيع المبادرات الشبابية بما يعزز من دور الثقة بالنفس ويبعدهم عن الضعف والانحطاط في الجوانب الغير أخلاقية. -تنمية القدرات التعليمية للكوادر التربوية والعاملين في خدمة المجتمع في مجال حقوق الإنسان وأهمية أتباع القوانين. -التوعية بأهمية التعليم ومنع تسرب الأطفال من مواصلة التعليم وحثهم على فوائد التعليم وإعادة من حرموا من التعليم تشجيعه -المحاولة إلي محو افتقار المدرس في عموم الأرياف إلى التقنيات والأدوات والخبرات النوعية العالية في مجال التعليم والتربية والتواصل مع الطالب وفق خبرات تربوية حديثة وعالية في الشفافية والمصداقية. -تعزيز مبادرة المحبة والإخاء والتكاتف بين أوساط الشباب في المجتمع الواحد وتعريفهم على أهداف شباب الألفية الثالثة . -أعادة الشباب الراغبين في التعليم ومن حرموا من التعليم الجامعي ودعمُهم بما يلزم وتنمية قدراتهم الفكرية والثقافية.