شهدت قاعة المحاضرات بكلية الأداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس يوم الجمعة 07 دجنبر 2012 ، إبتداء من الساعة العاشرة صباحا، درسا افتتاحيا لمسلك ماستر اللسانيات والأدب الأمازيغيين تحت عنوان "الدراسات المخصصة للأمازيغية: الراهن والأفاق"ألقاها عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية السيد أحمد بوكوس. في البداية قدم الأستاذ عبد المنعم العزوزي منسق المسلك كلمة ترحيبية شكر فيها الأستاذ احمد بوكوس على قدومه كما لم يفته التنويه بكل من حضر الدرس الإفتتاحي بمن فيهم السيد عميد الكلية الأستاذ إبراهيم أقديم، وكل الأساتذة والطلبة الحاضرين، ليتناول بعد ذلك الكلمة السيد عميد الكلية الذي شكر بدوره عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية على تلبيته الدعوة. استهل الأستاذ المحاضر احمد بوكوس مداخلته بتحية كل من الإدارة والاساتذة والطلبة، الذين يساهمون في عملية تدريس الأمازيغية رغم أن إدماج اللغة والثقافة الأمازيغيتين شهد تعثرات عدة، كما هنأ الطلبة على اختيارهم المسلك رغم الصعوبات وأشار الى انه حضر بصفتين: صفة الباحث الأكاديمي وصفة المسؤول الإداري للمعهد الملكي للثقافة الامازيغية. افتتح الأستاذ بوكوس محاضرته العلمية بالإشارة الى أهمية الخطاب الإيديولوجي وفي الوقت ذاته حذر من إغفال الجانب المعرفي الذي يساهم في خلق رؤية لتدبير علمي وسياسي. اعتبر المحاضر أن الباحثين الكولونياليين أمثال إميل لاوست، وأندري باسي وأخرون هم رواد الدراسات اللسانية الأمازيغية وقال بأنه يجب علينا أن نستفيد منهم بتحلينا بنظرة نقدية تجاه إنتاجاتهم العلمية وأضاف أن هؤلاء الباحثين إعتمدوا مناهج غربية في دراسة اللغة الأمازيغية، الشيء الذي أعطى نتائج غير دقيقة بحكم أن للأمازيغية خصوصيات تميزها عن اللغات الأوروبية، وساق مثال الصرف الأمازيغي المتميز والذي قام الباحث بوجمعة الهباز بدراسته (الصرف)، وإعتبره بذلك من الدارسين الاوائل المجددين في مناهج دراسة اللسانيات الأمازيغية بمعية القاضي قدور وأخرين، الذين يعتبرون باحثي ما بعد الإستعمار. قال الأستاذ بوكوس أن هذه الدراسات اللسنية للأمازيغية ساهمت في تطوير نظريات في علم اللغة مثال: الوضع النووي في المقطع الصواتي للأمازيغية في علم الصواتة (la phonologie) والنسق اللامتسلسل (non-concaténatif) في المورفولوجيا (la morphologie). من جهة أخرى نصح الطلبة بالإنفتاح وعدم الإقتصار على ما يقدمه الأساتذة داخل الفصل لتحسين معارفهم. أتى المحاضر على ذكر مجموعة من الباحثين الذين قال إنهم إشتغلوا في ظروف صعبة للغاية بالمقارنة مع الظروف الموجودة حاليا، وأوصى الطلبة الباحثين باستغلال الظروف الحالية لبلوغ أهدافهم المنشودة، وقال إنه ينبغي أن نتعامل بذكاء وفطنة لنستفيد مما هو متاح، واقترح على الطلبة مجموعة من المجالات التي يمكن لهم دراستها وهي كالتالي: السوسيولسانيات: قال الأستاذ أن الدراسات في هذا المجال قليلة واقترح موضوع الإيبيلسانيات (épilinguistique) – وهي متعلقة بالمعارف الحدسية والفطرية للتحكم الوظيفي في تعامل الفرد مع اللغة. الدراسات البرغماتية: هي قليلة أيضا في مجال الأمازيغية. الدراسات المقارنة: قصد بها دراسات مقارنة للهجات الأمازيغية وقال أنها تمتاز بقلتها. الدراسات التاريخية للغة (études diachroniques). الدراسات المعجمية: وخصوصا علم خلق الكلمات (le néologisme)، وقال أن المعهد يرى أن هذا العمل يجب أن يكون من إختصاص مؤسسات معينة لتجنب "الفوضى المعجمية". اقترح المحاضر تقنية استعارة مناهج علمية من علوم أخرى (extrapolation)، كما فعل هو في دراساته اللسنية، ونصح بتوخي الأولوية في إختيار مواضيع الدراسة، كما دل الطلبة على مؤسسات توفر الدعم المادي والأدبي للباحثين، واستعرض نماذج من الميادين المهنية التي يمكن للطلبة ولوجها بعد إستكمال دراستهم الجامعية، خصوصا في ظل إنفتاح الدولة على الأمازيغية بعد ترسيمها، ملحا في الوقت ذاته على أن يقوم الطلبة بمبادرات لفرض الذات في سوق الشغل عبر الكفاءة المهنية. في الأخير أعطيت الفرصة للطلبة للتفاعل مع ما قدمه عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بطرح أسئلة وإستفسارات أجاب عنها الأستاذ بوكوس، والتي انصبت في مجملها حول طبيعة عمل المعهد وإختصاصاته وشراكاته مع مؤسسات أخرى، ليتم إختتام الدرس الأفتتاحي بكلمة لعميد الكلية، وعد فيها ببذل المجهود للرقي بمسلك الدراسات الأمازيغية وماستر اللسانيات والأدب الأمازيغيين، وذكر مجموعة من الإمكانيات التي تتوفر عليها الكلية الموضوعة رهن إشارة طلبة المسلك. دليل الريف : محمد الطيبي / طالب في ماستر اللسانيات والأدب الأمازيغيين