إسبانيا متخوفة بشكل كبير من المغرب. هذا ما تبرزه وثائق وزارة الدفاع السرية الأخيرة، التي تسربت إلى بعض وسائل الإعلام. إذ يحذر التقرير الداخلي العسكري الإسباني مما وصفه بالتهديدات المشتركة التي تهدد إسبانيا من طرف المغرب بسبب وضعية المدينتين سبتة ومليلية، خصوصا في هذه السنوات الحرجة التي تمر بها بسبب سياسة التقشف الاقتصادية، التي أرغمتها على تخفيض ميزانيتها العسكرية بنسبة 25 بالمائة، أي 1500 مليون أورو، فيما تراكمت قروضها العسكرية بنسبة 27 ألف مليون أورو بسبب بعض البرامج العسكرية التي لن تستطيع تأدية ثمنها. وأشارت وثيقة وزارة الدفاع الإسبانية رقم 1/2012 إلى ضرورة توفر إسبانيا، رغم التقليص في ميزانتيها العسكرية وفي عدد الجنود على قوة «ردع»، وهو المصطلح الذي جاء في فقرات مختلفة من التقرير العسكري الأول في عهد ماريانو راخوي. وتعتزم إسبانيا تقليص 15 ألف جندي من قواتها، من بينهم 10 عسكريين، منهم 5000 من القوات البرية والجوية، بالإضافة إلى 5000 مدني بوزارة الدفاع، وهو رقم سينعكس حتما على جيشها البالغ عدده حاليا، 130 ألف عسكري، من بينهم 83 ألفا من القوات البرية والبحرية، و 47 ألف ضابط صف وملازم، و25 ألف مدني، و6000 موظف، و19 ألف عقد عمل مهني مع آخرين، فيما ستبلغ نسبة التقليص من الميزانية 25 بالمائة، كما سيشمل القرار حل عدة ألوية عسكرية وإغلاق مخازن للأسلحة وقواعد جوية.