قال مصطفى سلمى، في اتصال ل«المساء» به، إنه يرغب في مواصلة الدفاع عن قضيته، التي تعتبر قضية الشعب الصحراوي المحاصَر في مخيمات تندوف، من قبل النظامين المستبدين للبوليساريو والجزائر، مضيفا أنه فضل تأجيل اختياره بلد اللجوء والاستقرار، حتى يتمكن من استرجاع عافيته النفسية والبدنية، وأن الأولوية بالنسبة إليه في الظرفية الراهنة هي رؤية عائلته المتواجدة في تندوف. وشدد سلمى على ضرورة رؤية أهله في مكان ما، قبل اتخاذ أي إجراءات أو محاورة مع مفوضية اللاجئين خلال المقابلة الرسمية، التي اعتبرها محددة لمصيره ومستقبله، خصوصا الوالدة والزوجة وأطفاله وابنته الصغيرة «مريم»، معبرا عن رغبته في الوصول إلى أهله والرجوع إلى المخيمات قبل اتخاذ أي قرار سياسي لتحديد مصيره المقبل، مفضلا عدم مغادرة المنطقة والبقاء قريبا من المحيط المغاربي والمنطقة، حتى يتمكن من التواصل مع أهله ويحدد الخطوات الأخرى المرتقبة. وأضاف مصطفى ولد سيدي مولود أن شرطه الوحيد في لقائه مع مفوضية اللاجئين في موريتانيا، اليوم الثلاثاء، هو الاستقرار في بلد يمكنه أن يستضيفه ويحتضن القضية التي يحملها في الدفاع عن الشعب الصحراوي والحكم الذاتي، كمنطلق للتفاوض مع المغرب والعمل على إخراج المحتجَزين والمحاصَرين في المخيمات تحت قمع سلطات البوليساريو والجزائر، قائلا إنه لن يقبل دعوة وعرض لجوء سياسي إلى بلد، بعيدا عن المنطقة. وأكد مصطفى سلمى أنه سيجتمع مع مفوضية اللاجئين، اليوم الثلاثاء في العاصمة الموريتانية، لتحديد الاختيار وللإجابة عن أسئلة مفوضية اللاجئين وملء بعض الاستمارات والوثائق، قبل اتخاذ الخطوات المقبلة، لاسيما أن اللقاء كان مرتقَبا أن يتم مع مسؤولي مفوضية اللاجئين أول أمس الأحد. وعبَّر مصطفى سلمى عن شكره وامتنانه للمغاربة وللشعب المغربي على الدعم والمساندة التي تلقاها من جميع المغاربة، قائلا: «ما عْندي باش نْكافي المغاربة بْالشي اللِّي عْدّلو مْعايا»... منتقدا ما تقترفه الجزائر والبوليساريو في مخيمات تندوف، من قمع للحريات الحقوقية والسياسية المخالفة، وسط «الشعب الصحراوي» في مخيمات تندوف. ونفى سلمى نفيا قطعا اجتماعه مع مفوضية اللاجئين في المعتقَل، مفندا أكاذيب البوليساريو في هذا السياق، ومؤكدا أن أول لقاء له مع مفوضية اللاجئين كان عند لحظة «تسلمه» من البوليساريو. وقد تسلم مصطفى سلمى من البوليساريو ناشطون أفارقة، ينتمي أحدهم إلى تشاد والآخر إلى إفريقيا الوسطى، يعملان في فرع مفوضية اللاجئين في موريتانيا، حيث تم التسليم على الحدود الموريتانية، ليتم نقل مصطفى سلمى إلى المقر الطبي لمفوضية اللاجئين في العاصمة نواكشوط. وفي نفس السياق، أفادت مصادر قريبة من مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، أن فترة اعتقال الأخير شهدت حياة يومية عصيبة ومؤلمة ولا وجود لها سوى في معتقلات البوليساريو «القمعية»، مؤكدا أن مصطفى سلمى وضع في أماكن مليئة بالأفاعي والعقارب، مما جعله يتعرض للدغات العقارب السامة، التي أثرت على صحته، حيث «شاركته» الأفاعي الفراش ووجد الكثير منها فوق بطنه وبالقرب منه، خصوصا أن المكان الذي احتُجز فيه مصطفى سلمى مكان صحراوي قاحل ويعرف ندرة في الماء. وحسب نفس المصادر من العاصمة الموريتانية، فإن مصطفى سلمى كان يجد صعوبة في النوم، نظرا إلى تواجد الأفاعي بالقرب من رأسه وفي مكانه، حيث شاركته الأفاعي شرب الماء، ليواجه «جحيما» من قبل جلادي البوليساريو، الذين قاموا بتركه في العراء ليواجِه البرد القارس والحرمان من النوم وكثرة الترحال الدائم من مكان إلى آخر ومن جبل إلى جبل... وقد تعرض مصطفى سلمى للتهديد بالتصفية الجسدية إن لم يتراجع عن «تعريتهم أمام العالم» وعن موقفه الداعم للحكم الذاتي، كما تعرض للمعاملة السيئة على طريقة القراصنة وقطاع الطرق، حيث كان يُنقل من جبل إلى جيل، معصوبَ العينين ومكبَّل اليدين بالأصفاد، وكان يتم التحقيق معه ليلا، وخلال كل التحقيقات، كان محروما من الماء والأكل... وواجه مصطفى سلمى 71 يوما من الاعتقال، تعرض خلالها لشتى أنواع التعذيب ومورست عليه مضايقات وتعسفات من طرف الحراس والمحققين، الذين كانوا يمارسون عليه شتى أنواع التعذيب، لدفعه إلى التراجع عن مواقفه المخالفة لقيادة البوليساريو والجزائر...