منذ ظهور نتائج الحركة الوطنية العادية لهذه السنة، بنتائجها المخيبة للآمال ورجال التعليم يعقدون آمالا كبيرة على الحركة الوطنية الاستثنائية، إلا أن الصدمة كانت قوية عندما تشبتت الوزارة برفضها المطلق لهذه الحركة، داعية في الوقت نفسه إلى الاهتمام بالقضايا الكبرى حسب تصريح أحد النقابيين، كلام مثير حقا للاستغراب والاشمئزاز. ألا تدخل هذه الحركة في إطار القضايا الكبرى؟ وماذا تقصد الوزارة بالقضايا الكبرى؟ هل كما تراها هي أم كما يراها رجل المهنة والميدان؟ إن موقف الوزارة هذا يعتبر ضربة موجعة لسيرورة التعليم ببلادنا، وتحطيما لآمال وطموحات ثلة من رجال الطباشير أصحاب الملفات الصحية والاجتماعية والذين يعانون معاناة شديدة في مناطق عملهم، ويطالهم الظلم والجور كل سنة في الحركة الوطنية العادية، فمنهم الملتحقات والملتحقون،ومنهم من تجاوز 16سنة في الأقدمية العامة،ولم يستفد قط من ذلك الحق المزعوم الذي لوحت به الوزارة، أي اعتبار صاحب هذه الأقدمية في نفس درجة الملتحقات. إنه موقف جبان من وزارة التربية الوطنية، وضرب مباشر “للمخطط الاستعجالي” الذي تتشدق به، والذي لم يأت بجديد اللهم تكريس اللأوضاع الكارثية للتعليم ببلادنا،وفتح أوراش مزعومة لم ينجز منها إلا النزر اليسير، لتوضع مصداقية المسؤولين عن صرف المال العام في الميزان، ويطفو على السطح سؤال النهب والاختلاسات. إن رجال التعليم بقدر ما يستنكرون الموقف اللامسؤول للوزارة، يستغربون لموقف النقابات المشاركة في الحوار الأخير والذي بررت فيه الوزارة المذكورة إلغاءها للحركة الوطنية الاستثنائية لهذه السنة 2010/2011 بدافع “الاهتمام بالقضايا الكبرى”. إن هذه النقابات انسحبت “راشدة” دون استماتة وتشبت بحق الشغيلة في هذه الحركة، ليصبح مصير رجل التعليم في هذا البلد بين مطرقة القرارات الوزارية المجحفة وسندان النقابات المتلاعبة بمصالح الشغيلة التعليمية. إن الوزارة الوصية مطالبة بتغيير موقفها قبل فوات الأوان، وفسح المجال لأصحاب هذا الحق ليستفيدوا إسوة بإخوانهم وأخواتهم الذين استفادوا في السنوات الفارطة، إذا أرادت فعلا أن تمر هذه السنة في ظروف جيدة. وإن النقابات مطالبة هي الأخرى بالإعلان عن موقفها الصريح هل هي فعلا مع مصلحة رجل التعليم وحقوقه؟ أم أنها أصبحت عبارة عن “موضة” هدفها خدمة مصالح الوزارة، من خلال امتصاص الغضب؟ وأخيرا إن رجال التعليم مطالبون بالتكتل، وإحياء المواقف النضالية المشرفة، والثبات على المطالب والمواقف. وما ضاع حق وراءه طالب.