ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس الخميس أن الشرطة الإيطالية أعلنت اعتقال أحد أكبر مهربي الحشيش المطلوبين في العالم بمدينة الدارالبيضاءالمغربية، وذلك في إطار حملة أمنية واسعة امتدت لثلاثة أعوام وشملت ثلاث قارات. وقال محققون إيطاليون إن المغربي بن زيان برحيلي البالغ 57 عاما حقق ثروته بتهريب أربعمئة طن من القنب الهندي المغربي (الحشيش) إلى أوروبا كل سنة، وهو يمتلك شركة كبيرة لإنتاج الحلويات بالمغرب. وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن اعتقال برحيلي جاء تتويجا لتحريات أجرتها العديد من الدول بشأن مسار جديد لتهريب المخدرات إلى أوروبا انطلاقا من المغرب مرورا بسواحل الأخير إلى ليبيا حيث تصل شحنات الحشيش المهرب إلى منطقة تسيطر عليها عدة جماعات مسلحة من بينها تنظيم الدولة الإسلامية. عشرون شحنة وأفضت تحقيقات الشرطة الإيطالية وأجهزة أمن في دول أوروبية أخرى وكذا إدارة محاربة المخدرات بالولايات المتحدة إلى ضبط عشرين شحنة من الحشيش المهرب منذ العام 2013، وتناهز زنة هذه الشحنات 280 طن وقيمتها 3.2 مليارات دولار. وأوضحت نيويورك تايمز أن العديد من أفراد مكافحة المخدرات بالشرطة الإيطالية سجلوا مكالمات برحيلي لعدة أشهر وجمعوا معلومات استخباراتية عن صفقات تهريب الحشيش التي أجراها بين المغرب وليبيا، وفي الرابع من أكتوبر الماضي داهمت قوات أمن شقة في وسط الدارالبيضاء واعتقلت برحيلي، ولم يعلن الاعتقال سوى يوم أمس الخميس. وقال قائد الشرطة المالية في إيطاليا فرانسيسكو مازوتا الذي قاد تحقيقات بلاده إن اعتقال برحيلي اختراق نوعي لأنه كان أخطر مهرب فردي للحشيش في العالم، وإن القبض عليه جاء ثمرة تعاون أجهزة الشرطة لعدد من الدول في حوض المتوسط. مسار التهريب وكان المسار المعتاد لمهربي الحشيش المغربي ينطلق بإرسال شحنات صغيرة الحجم من المغرب إلى إسبانيا عبر قوارب سريعة، وفي العام 2007 نصبت إسبانيا كاميرات على سواحلها الجنوبية لمحاربة التهريب فاضطر المهربون إلى تغيير وجهتهم. ويقول محققون إن طريق التهريب الجديد أصبح ينطلق من المغرب إلى مصر مرورا بليبيا، ثم تنقل شحنات الحشيش إلى دول البلقان شرق أوروبا قبل أن تتولى عصابات أوروبية توزيع المخدرات في أنحاء القارة.