كشف مصدر مطلع أن الحدود الشمالية للمملكة عرفت تعزيزات مهمة نهاية الأسبوع الماضي، بعد حجز السلطات الإيطالية لشحنة ضخمة من الحشيش كانت موجهة إلى أوربا. وأوضح المصدر ذاته أن عملية تشديد المراقبة على السواحل الشمالية للمملكة جاءت بعد تشديد الجمارك بميناء الدارالبيضاء، بتعاون مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، الخناق على عمليات تهريب المخدرات داخل الحاويات الموجهة للتصدير والذي أسفر خلال آخر عملية عن حجز كميات مهمة من الحشيش كانت موجهة إلى ليبيا. وأكد المصدر ذاته أن تنسيقا أمنيا يتم بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الأوربية، من أجل مواجهة عمليات تهريب المخدرات، مضيفا أن المغرب ينتظر التحقيقات التي تجريها الأجهزة الأمنية الإيطالية مع طاقم السفينة، التي حجزت داخلها شحنة المخدرات من أجل معرفة ما إذا كانت قد انطلقت الشحنة من المغرب، أو من دولة أخرى من دول شمال إفريقيا. وفي سياق متصل، وصل وزن شحنة الحشيش التي حجزتها المصالح الأمنية الإيطالية بتعاون مع الجمارك الفرنسية بسواحل جزيرة صقلية حوالي 42.7 طنا كانت على متن سفينة يقودها طاقم هندي تحت إشراف لبنانيين وسوريين، وكانت المخدرات مخبأة بإحكام داخل السفينة، التي كانت متوجهة إلى السواحل الإيطالية من أجل نقل الشحنة وتسويقها بدول أوربا الغربية. وتأتي عملية حجز شحنة المخدرات الضخمة أسابيع قليلة على صدور التقرير السنوي للمرصد الأوربي للمخدرات والإدمان، الذي أكد استمرار المغرب في مراتب الصدارة لتزويد أوربا بنبتة القنب الهندي، رغم تشديد المراقبة على الحدود، وتضارب آراء القوى السياسية بين المطالبة بتقنين زراعة القنب الهندي والاعتراض على هذا الأمر. ووصلت كميات المخدرات المستهلكة بأوربا، حسب التقرير ذاته، معدل 2050 طنا، نسبة كبيرة منها تأتي من المغرب، في ارتباط مع شبكات تهريب المخدرات والاتجار فيها بين أوربا والمغرب، وهو ما دفع المرصد إلى التحذير من مخاطر استهلاك الحشيش المتزايدة، التي وصلت إلى حوالي 80 مليون أوربي.