ظلت المنتجات المحلية التي تزخر بها مختلف مناطق جهة سوس ماسة خلال عقود متتالية محدودة الأثر على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للساكنة المحلية ، وذلك بفعل عوامل عدة من جملتها غياب التأطير ، وانعدام حس المبادرة المتجددة لدى الساكنة القروية التي اعتادت على استثمار هذه الثروة الطبيعية بطرق تقليدية. وقد استمر استغلال هذه المنتجات المجالية وفي مقدمتها منتوج الأركان ، إلى جانب اللوز والزيتون والعسل وغيرها ، بوسائل عتيقة يغيب معها استحضار المنافع الفعلية الكبيرة لهذه المنتجات ، غير أن إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي احدثت تحولا نوعيا في طرق استثمار هذه الثروة الطبيعية، كان له وقع إيجابي كبير على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للساكنة القروية. وقد عرفت مختلف مناطق جهة سوس ماسة ، على غرار باقي جهات المملكة ، بفضل هذه المبادرة ديناميكية غير مسبوقة في مجال الإقبال على اقتراح المشاريع التنموية في شتى المجالات ، وفي مقدمتها مشاريع استغلال وتثمين المنتجات المحلية . كما أعطت المبادرة دفعة نوعية للجمعيات التنموية المحلية في هذه المنطقة من المملكة، المعروفة تاريخيا بتمسكها بقيم التضامن والثقة في النفس، ونفسا جديدا لروح الابتكار الذي عزز الحس التلقائي بالرغبة في العمل والإبداع الخلاق لدى عموم المواطنين ، خاصة منهم ذوي الدخل المحدود. وتشير الأرقام المعلن عنها خلال لقاء تواصلي، نظم الأسبوع الماضي بمقر عمالة أكادير إداوتنان في إطار تخليد الذكرى 17 لعيد العرش ، والذكرى 11 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إلى أن الغلاف المالي الإجمالي الذي خصص لتمويل مختلف المشاريع المبرمجة في إطار المبادرة الوطنية في هذه العمالة خلال الفترة ما بين 2005 و 2015 بلغ في المجموع 435 مليون ، و 637 ألف، و854 درهم. وقد خصص جزء مهم من هذا الغلاف الاستثماري لتمويل العديد من المشاريع ذات الارتباط بتثمين المنتجات المحلية سواء في إطار المشاريع المدرجة ضمن محاربة الفقر بالوسط القروي والتي رصد لها غلاف مالي بقيمة 90ر45 مليون درهم، أو المشاريع المبرمجة ضمن محاربة الهشاشة والتهميش والتي خصص لها غلاف مالي بقيمة 70ر96 مليون درهم.