إنه أشهر مجرمٍ هارب من السجون في العالم ، تحوّل إلى أسطورة في عالم الإجرام وأسمته الصحافة البلجيكية مرعب مراكز الأمن. وأعاد خبرٌ نشره موقع BRUZZ البلجيكي اسمه إلى الواجهة الإعلامية وهو الذي طالما شغل اهتمام الإعلام الدولي والأوروبي على الخصوص. إنه الشاب البلجيكي المغربي الأصل أشرف السكاكي الذي سيدهشك بمخططاته الجريئة للهروب من السجون عبر العالم. ولكن هذه المرة هي ليست الأولى للمغربي أشرف السكاكي، إليكم أبرز محطات هروب هذا الشاب. الخميس الثالث والعشرون من شهر يوليو/تموز2009 المكان في مدينة بروج بالمملكة البلجيكية، يوم صيفي عادي ولكنه سيتغير بعد لحظات ليصبح اليوم الذي شهد فيه هذا البلد أشهر وأجرأ عملية هروب من السجن. في سجن المدينة كان السجناء في منتصف هذا اليوم منتشرين في الساحة للاستمتاع بفسحتهم اليومية في الهواء الطلق، وفجأة هدير قوي يصم الآذان يأتيهم من السماء مع ريح قوية تمنعهم من رفع أعينهم لاستطلاع الأمر. وانتشر السجناء على أطراف الساحة فارين من هذا الضجيج القوي المصحوب برياح قوية قبل أن يتمكنوا من معرفة حقيقة ما يقع، حيث وأمام أعينهم المشدوهة نزلت طائرة مروحية من النوع السياحي وسط ساحة السجن وتوجه إليها ثلاثة سجناء ركبوها وحلقت الطائرة مغادرة. الأمر استغرق لحظات فقط ظلت خلالها أعين السجناء وكذلك الحراس مشدوهة عاجزة عن رد الفعل، في حين غادرت الطائرة حاملة معها ثلاثة من السجناء في عملية فرار غير مسبوقة على شاكلة الأفلام الهوليودية، وفي هذا اليوم أعلنت ولادة شخصية إجرامية غير عادية، بحسب الجريدة البلجيكية الإلكترونية 7sur 7. ولكن القصة لم تبدأ هنا وليست هذه نهاية القصة كذلك قصة الشاب البلجيكي من أصول مغربية أشرف السكاكي. أشرف من مواليد مدينة مالينس في شمال بلجيكا الناطقة بالهولندية سنة 1983 لأسرة مغربية مهاجرة من منطقة الريف وسط شمال المغرب. أول اعتقال له كان في عمر ال 13 بتهمة تنفيذ سرقات صغيرة في المحلات التجارية، حيث ألقى الأمن البلجيكي القبض عليه ووضعه في إصلاحية بمنطقة مول في الشمال البلجيكي قرب الحدود مع هولندا. أول عملية فرار لأشرف بدأت من هذه الإصلاحية التي أمضى فيها عامين وهرب منها عدة أشهر قبل أن تتمكن أجهزة الأمن البلجيكية من إعادة اعتقاله. خرج الشاب المغربي من السجن سنة 2003 بعد أن قضى حوالي ثلث المدة المحكوم عليه بها وكانت 19 سنة بإطلاق سراح مشروط لحسن السلوك. نفذ بعدها حوالي 16 عملية سرقة مسلحة للبنوك في مناطق مختلفة في بلجيكا وفي مدة خمسة أشهر فقط، إضافة إلى مطاردات وإطلاق نار على الأمن البلجيكي كانت تنتهي دائماً بتمكنه من الفرار معززاً أسطورته في عوالم الإجرام البلجيكية حيث أصبح يحمل لقب الزعيم، في حين كانت الصحافة البلجيكية تسميه (la terreur des commissariats )أي مرعب مراكز الأمن. تمكنت مصالح الأمن البلجيكية من اعتقاله مرة أخرى سنة 2008 بعد عدد من المطاردات الفاشلة ووضعته في سجن ثورونت. حاول الفرار منه بمساعدة سجين آخر بكسر القضبان الحديدية لنافذة قاعة الرياضة في السجن، ورغم فشله في هذه المحاولة إلا أنه عاود المحاولة وهذه المرة بطريقة أكثر تعقيداً حيث خطط لرمي قنبلة يدوية في قاعة المحكمة. المحاولة فشلت ولكن نتيجة خطأ في الملفات القضائية أفلت أشرف من العقاب، وبقي في السجن على ذمة تهمٍ متعلقة بالسرقة المسلحة للبنوك والاختطاف واستعمال الأسلحة النارية. هروب في حقيبة سفر سنة 2009 هرب إلى المغرب وهناك ألقي القبض عليه حيث نقل إلى سجن مدينة وجدة شرق المغرب وشريكه محمد الجوهري في حين كان الشريك الثالث لهما وهو عبد الحق ملول قد وقع في يد الأمن البلجيكي. عشيقة أشرف كانت تزوره في السجن مستعملة وثائق هوية مزورة على أنها أحد أفراد عائلته بالمغرب، وتسلمه في كل زيارة حبوباً طبية تساعد على فقدان الوزن في فترة وجيزة إضافة إلى نظام غدائي صارم وتمارين رياضية قاسية مكنته من فقدان عدة كيلوغرامات من وزنه مع الاحتفاظ برشاقة وقوة الجسم. في اليوم المحدد لتنفيذ الخطة وصلت عشيقته إلى السجن وبرفقتها حقيبة سفر من النوع المزود بعجلات وتمكنت من إدخالها حتى قاعة الزيارة مستفيدةً من تواطئ أحد حراس السجن معها وهو ما لم يتم الكشف عنه بشكل رسمي. واستغل أشرف غفلة الحراس ليطوي جسده برشاقة في حقيبة السفر وتغادر عشيقته السجن المحلي لمدينة وجدة شرق المغرب بهدوء وهي تجر الحقيبة دون أن ينتبه أحدٌ لغرابة الأمر وذلك بتاريخ الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2009. عاود الأمن المغربي اعتقاله مرة أخرى وهو بصدد مغادرة المغرب عبر مدينة مليلة الخاضعة للسيطرة الإسبانية شمال شرق المغرب، وهو حالياً يقضي عقوبة 12 سنة بالسجن المغربي الأشهر والأشد حراسة سجن سلا وسط المغرب.