اضطر عدد من مستعملي المحور الطرقي الرابط بين مركز خميس آيت موسى، بقيادة آيت وادريم التابعة لإقليم اشتوكة آيت باها، وجماعة أربعاء آيت أحمد، بإقليم تزنيت، إلى قضاء ليلة شبه بيضاء في العراء، عقب فيضان وادي "انكارف" وتضرر مُنشآت فنية "قناطر" التي غمرتها الأوحال والأحجار الكبيرة، مما حال دون مرور العربات والعبور إلى الضفة الأخرى من الوادي. وشهد المحور ذاته حركة مرور واسعة تزامنا مع قضاء أهالي المنطقة، المُقيمين بعدد من مدن المغرب وخارجه، أيام عيد الأضحى في زيارة ذويهم أو الاحتفال بمناسبات عائلية، غير أنهم علقوا بمُحاذاة وادي انكارف، غير متمكنين من الاجتياز إلى وِجْهاتهم، مع ما رافق ذلك من تعطل لحركة المرور وتذمر واستياء جراء غياب أبسط الآليات لإصلاح الوضع بعد انخفاض منسوب المياه. ابراهيم، القادم من أكادير رفقة عائلته، لم يتمكن من بلوغ وجهته بدوار "تمزكو" ضواحي تزنيت، نتيجة انقطاع الطريق على وادي انكارف، قال في حديثه للجريدة، إنه استعان بشاحنة من أجل نقل مرافقيه الذين استضافتهم إحدى الأسر بمركز خميس آيت موسى، وحكى كيف تحول شوق لقاء الأحباب إلى لحظات عصيبة، لولا مُبادرة أحد الأشخاص باستضافتهم، بعد أن رقّ قلبه لحال النساء والأطفال الذين كادت أن تجرفهم مياه السيول. لحسن، سائق شاحنة، يروي في إفادة للجريدة، أنه لبى نداءات من مواطنين لمساعدتهم على اجتياز الوادي، مستعملا في ذلك بعض الآليات البسيطة كالحبال لجر العربات الخفيفة إلى الضفة الأخرى، دون أن يُخْرِج من حسبانه ما يرافق ذلك من مغامرة محفوفة بالمخاطر، وزاد المتحدث أن المنطقة ظلت تشهد المواقف نفسها مع كل موسم أمطار، نتيجة طبيعة التضاريس وكثرة الأودية العابرة للمحاور الطرقية. ومع انخفاض منسوب مياه الوادي، تدخل صباح اليوم، متطوعون من أبناء دواوير مجاورة، من أجل إزاحة الأحجار والأوحال وإصلاح ما دمرته مياه السيول، حتى يُصبح بإمكان العربات العالقة بضفتي الوادي العبور إلى اتجاهاتها، وتم ذلك بالاعتماد على أدوات محلية بسيطة، غير أنها تكشف حجم التعاون والتآزر بين الأهالي لمواجهة مثل هذه الحوادث، في حين غاب تدخل المجلس الجماعي والسلطات المختصة، يورد أحد المتحدثين.