أسدل الستار يوم الأحد 28 دجنبر 2014 بالمسرح البلدي بإنزكان ،على الدورة الثانية لمهرجان الشعر التي تنظمها جمعية نادي الشعر إسافن ن تكوري للثقافة و التنمية الاجتماعية بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ،وبتنسيق مع المجلس البلدي لإنزكان ،وذلك تحت شعار " أوال دو ماوال" ،وهو تقليد سنوي حملته ذات الجمعية على عاتقها للاحتفال بالشعراء و الاعلاميين بمنطقة سوس. دورة هذه السنة حملت تيمة المرحوم الرايس الحاج محمد الدمسيري ،حيث عقدت في هذا الشأن مائدة مستديرة ،أطرها كل من الاعلامي محمد ولكاش ،سعيد جليل ومحمد وخزان ،إذ تطرقوا إلى نشأة الشاعر سنة 1939 ،وبداية مشواره الدراسي في دار القرآن ،وتوقفوا على دفاعه على الهوية الأمازيغية إبان سنوات الرصاص .كما استطرد هؤلاء الباحثين قوة هذا الشاعر الذي قضى 34 سنة في الساحة الغنائية ،بكونه مغني بوصفات متكاملة ،فهو كاتب للكلمات و ملحن .وقد تطرق في جل مواضيعه إلى مشاكل سياسية ،اجتماعية،ودافع بقوة بأغانيه على معاناة المواطنين كقصيدة الدقيق المدعم "أكورن " " تمزكيدة " وهلم جرا،مما أدى به إلى تعرضه للمضايقات و الاستنطاقات . الرايس محمد الدمسيري أعطى نقطة إضافية لفن ترويسا ،حيث يتمتع ببيداغوجية التدبير في السهرات ،ونظم أزيد من 500 قصيدة ،ناهيك عن أغانيه الغير المسجلة و التي أداها في السهرات بجميع تراب المغرب ،إلى أن قضى نحبه سنة 1989.وبين هذا وذاك ،ورغم كل هذا الزخم الفني لم يرد الاعتبار لهذا الشاعر الأمازيغي ،بحيث لم يطلق اسمه على أحد المنشآت الفنية إسوة برفاقه في الدرب كالرايس الحاج بلعيد و سعيد أشتوك . إلى ذلك ،فقد عرفت فقرات هذا المهرجان ،توقيع دواوين شعرية و لكل من الشاعرمحمد نبيه "تافوكلا د إميك "و " تسماكالت " لعلي ن داهمو ،وآخر لقيدوم الشعراء الأمازيغيين الحاج أحمد الريح الذي شارك بمحاورة شعرية بمناسبة نفي محمد الخامس 1953 .إضافة إلى تكريم عبدالله الطالب علي ،صحافي بالإذاعة الوطنية تامازيغت ،والشاعر أحمد أودريس ،وتقديم أزيد من 50 قصيدة شعرية باللغة الأمازيغية . وفي تصريح لسعيد إد بناصر ،رئيس جمعية نادي إسافن ن تكوري لجريدة المسار الصحفي ،أفاد أن الهدف من تنظيم هذا المهرجان هو جمع ولم شمل شعراء الأمازيغيين في المنطقة ،وتعريف الناشئة بهذا الصنف الفني .باعتباره فن تراثي أصيل ،فضلا عن تشجيع الشباب على الاقبال عليه لضمان استمراريته .فكانت خاتمة هذه الدورة على نغمات فقرات موسيقية أمازيغية استمتع بها الجمهور الذي حج بكثرة ،خاصة الفنانة كلتومة تامازيغت التي تألقت فوق منصة المهرجان ،بل أطربت الجمهور الحاضر وهي تؤدي أشهر الأغاني المستوحاة من التراث الأمازيغي و الأنغام العصرية رددها معها الجمهور بكل حب ووفاء ،وتجاوب معها بشكل رائع .وكذلك الرايس أحمد ألبنسير [أسباب ]،وتقديم لوحات فلكلورية رائعة لجمعية أجماك سوس ،والفنان الرايس أحمد أوماست .لتطوي النسخة الثانية من المهرجان ،وليضرب الجميع الموعد في النسخة الثالثة منه .