أدت الأمطار القوية والغير المسبوقة التي تواصلت بمجموع تراب إقليم اشتوكة أيت باها التابع لولاية أكادير ، إلى إقفال طرقات وعزل عدد من المراكز القروية النائية بالدائرتين ، السهلية والجبلية للإقليم ، كما خلفت حالة وفاة بسبب غزارة المطر . فبجماعة " إنشادن " ، علمت اشتوكة بريس قبل لحظات ، أن سيدة مزدادة في سنة 1941 قد لقيت مصرعها بعد أن سقط عليها جدار منزلها محاذي للحظيرة ، بدوار " البويبات " . الجدار تهالك بسبب الأمطار، فأزهق روح السيدة التي تم نقلتها المصالح المعنية إلى التشريح الطبي لاتخاذ المتعين. وأفادت مصادر متطابقة، أن عمليات قادها رئيس قسم الشؤون الداخلية بالعمالة تحت إشراف العامل الذي يتولى رئاسة اللجنة الإقليمية لليقظة والتنسيق، أسفرت عن إجلاء نحو 385 شخصا بجماعات " إمي مقورن ، أيت ميلك ، ماسة ، وادي الصفا ، باشوية أيت باها ) ، بعدما حاصرتهم المياه في منازلهم ، منها الآيلة للسقوط ، إذ جرى توزيعهم لدى أقاربهم ومعارفهم. وسجل إلى حدود الساعة ، انهيار في نحو 30 مسكنا وصفت ب " القديمة " مشيدة بالطين المعروف محليا ب " اللوح " ، ويوجد معظمها بجماعة أيت ميلك ، ولحسن الأقدار فهي ظلت غير مأهولة كليا . واستمرت السيول التي تسببت فيها الأمطار الغزيزة ، والتي وصلت إلى أزيد من 210 ملمترات وبصورة لم يشهد لها الإقليم منذ عقدين ، إلى أن غمرت وحاصرت العديد من الدواوير والمداشر بجماعات سهلية ، وأتلفت محتويات بنحو 10 منازل بجماعة سيدي بوسحاب ( دواوير أيت تكَنزة، أيت باني ، القصبة ، إمي وغكَمي)،و40 منزلا بجماعة أيت ميلك ( دواوير أيت اعمر ، تولغرب ، إمخلاف ، أسرسيف ) . إلى ذلك ، أفادت مصادر من جماعة " سيدي بوسحاب " أن السلطات الإقليمية ذاتها تمكنت قبل لحظات ، من إجلاء 80 شخصا بواسطة قوارب مطاطية " الزودياك " بعد أن حاصرتهم المياه كليا بدوار " إمي وغكَمي " ، ليتم توزيعهم على عائلات بمناطق متفرقة من الجماعة. ولازال العديد من أهالي منطقة " أيت اعمر ، الهري ، أنراك ، إمخلاف ، تولغرب"بجماعة أيت ميلك ، يرزحون تحت وطأة مأساة حقيقية بعد أن لم يجدوا إلى حدود اللحظة منافذ للعبور خارج المنطقة وانقطاع الكهرباء ، إذ بادر مجموعة من شباب وفعاليات المنطقة إلى إجلاء الأسر المحاصرة وإيوائها في بعض البيوت بالمنطقة وفضاءات محلية ، كما تتعذر معه محاولات فك هذه الحصار المائي في انتظار تعبئة السلطات لمختلف المصالح المختصة في الإغاثة والإجلاء ، بعدما أفادت مصادر من هناك أن الأهالي نزحوا عند عائلات متفرقة خوفا من استمرار مسلسل الانهيارات الجزئية للمنازل الطينية. يذكر أن رئاسة اللجنة الإقليمية لليقظة كانت قد شددت في وقت سابق ، على ضرورة إعمال التدابير اللازمة للحفاظ على أرواح الساكنة بالدرجة الأولى، خصوصا في المناطق الجبلية ومجاري الوديان والمناطق المهددة بالفيضانات ، مع توفير الامكانيات اللوجيستيكية والبشرية من لدن المصالح المعنية لمواجهة هذه الظرفية .