وأخيرا ، أنعمت القدرة الإلاهية على حي أنزا ( بشرها ، حجرها ، بحرها وجوها بقسط من الهواء النقي نسبيا ،بعد هدنة اضطرارية فرضها حلول " عيد الفطر المبارك" فلا المؤسسات التشريعية ولا التنفيذية لم تستطع أن تضع حدا لما تعانيه أنزا مدة نصف قرن وما تزال من تدمير لكل مقومات الحياة نتيجة ما تنفثه المداخن وما تفرزه المصبات العشوائية للمعامل التي عاثت في الأرض فسادا، ولن تستطيع تفعيل وتنفيذ الترسانة القانونية المدرجة في رفوف مكاتبها. هذه الهدنة المؤقتة فسحت المجال لشواطئ أنزا وأجوائها لتستعيد أنفاسها وعافيتها ، كما فسحت للسكان الاستمتاع بهواء خال من الروائح الكريهة فقط خلال هذه الأيام التي تعد على رؤوس الأصابع ، بعد معاناتها وويلاتها اليومية والمتكررة ، حيث لم تسلم حتى في شهر العبادة والغفران . فخلال هذا الشهر الكريم ، لم تتوقف معامل التصبير ومعامل دقيق السمك من تعكير جوها بدخان مداخنها المتآكلة والتي لا يتعدى علوها أقلا من متر، وإفساد صفوة ونقاوة شواطئها ( رمالها ومياهها ) بالسوائل الصناعية التي تقذف بها مباشرة في البحر محملة بما هو مسموح وما هو محظور إلى أن صنفت شواطئنا من بين الشواطئ الممنوعة من السباحة ، لتحرم مواطنات ومواطنين (شابات و شباب) من ارتياد البحر للاستمتاع والاستحمام بمياهه خلا ل عطلة الصيف ، مع العلم أن الشاطئ هو الوجهة الوحيدة التي يلجأ إليها سكان أنزا السفلى ( لا مساحات خضراء ولا ملاعب رياضية ولا متنزهات ) كما هو حال مجموعة من الأحياء التابعة لجماعة أكادير . إن هذا التهميش المقصود حرك مشاعر مجموعة من الشباب الذي تطوع وبإمكانيته المتواضعة لتهييىء الشاطئ وتنظيف الأزقة وخلق فضاءات خضراء صغيرة في كل ركن وزاوية لتضفي على هذا الحي المنسي رونقا وجمالا رغم بساطتها ، والتي نالت إعجاب واستحسان الساكنة والزوار. يبقى المشكل الكبير والمطروح هو : الحالة المزرية لمياه السباحة التي تهدد صحة وسلامة الشباب حاليا ومستقبلا.