شنت إسرائيل حملة برية على قطاع غزة بعد عشرة أيام من القصف الجوي والبحري الذي فشل في وقف هجمات الصواريخ التي يشنها النشطاء مما يزيد من وتيرة الهجوم الذي ادى بالفعل إلى حصيلة كبيرة من القتلى المدنيين. ولمحت إسرائيل إلى ان الغزو سيكون محدودا وسيستهدف انفاقا حفرها النشطاء وقالت إنها لا تنوي الإطاحة بحركة حماس المهيمنة على قطاع غزة. وأضاءت انفجارات السماء في الساعات المبكرة يوم الجمعة وقال سكان في مناطق عدة في قطاع غزة الذي يقطنه 1.8 مليون فلسطيني إنهم شاهدوا اعدادا صغيرة من الدبابات الاسرائيلية تعبر الحدود من اسرائيل. وأفاد بيان رسمي صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر يوم الخميس بأنه أمر الجيش بتدمير الأنفاق التي يستخدمها النشطاء في التسلل إلى إسرائيل وتنفيذ هجمات. وقال متحدث باسم الجيش إن الهجوم البري الذي تشنه إسرائيل في قطاع غزة لا يهدف إلى الإطاحة بحركة حماس التي تهيمن على القطاع. وقالت حركة حماس إن الغزو البري الإسرائيلي لغزة "أحمق" وستكون له "عواقب مروعة". وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس لرويترز إن الهجوم البري لا يخيف قيادة حماس ولا الشعب الفلسطيني. وحذر أبو زهري رئيس الوزراء الإسرائيلي من عواقب مروعة "لمثل هذا العمل الأحمق". وأفاد مسؤولون طبيون وسكان في غز بوقوع قصف مدفعي كثيف على امتداد الحدود الشرقية من بلدة رفح الجنوبية إلى شمال قطاع غزة. وقال سكان ان اشتباكات ضارية وقعت على امتداد الحدود بما في ذلك في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا. وقال شهود من رويترز أن ومضات برتقالية أضاءت شرق قطاع غزة حيث أطلقت زوراق حربية إسرائيلية قبالة ساحل البحر المتوسط قذائف وطلقات مضيئة. ودكت المدفعية الإسرائيلية المنطقة وأطلقت المروحيات النار عبر الحدود. وقال البيان الصادر عن مكتب نتنياهو "إن أوامر القيام بالعملية البرية وافق عليها مجلس الوزراء الأمني بعد أن وافقت إسرائيل على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار بينما رفضته حماس واستمرت في إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية." وبعد مرور عدة ساعات على الإعلان قال اثنان من سكان بلدة خان يونس في جنوب قطاع غزة انهم شاهدا عددا صغيرا من الدبابات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية. وقال شاهد في شمال غزة أن عدة دبابات دخلت من معبر اريز الحدودي الإسرائيلي الى الجانب الفلسطيني لكنها لم تصل إلى المناطق السكنية وأنه لم تقع اشتباكات. وقال مسؤولو الصحة في غزة ان 238 فلسطينيا معظمهم مدنيون قتلوا منذ بدء الهجوم الجوي والبحري في الثامن من يوليو تموز فيما سمته ردا على الهجمات الصاروخية المتزايدة على المدن الإسرائيلية. وقد قتل مدني إسرائيلي واحد. ودعا بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل لبذل مزيد من الجهد لمنع سقوط قتلى مدنيين من الفلسطينيين وذلك بعدما أمر نتنياهو الجيش الإسرائيلي ببدء هجوم بري في غزة. وقال بان "آسف لأنه على الرغم من دعواتي المتكررة ودعوات الكثير من قادة العالم والمنطقة سويا فإن صراعا خطيرا بالفعل تصاعد اليوم بصورة أكبر.. أدعو إسرائيل إلى بذل مزيد من الجهد لوقف سقوط خسائر من المدنيين."