لم يتقبل الطفل القاصر أن يحكم عليه اساتذته بتكرار القسم السادس فأوقدها نارا مدمرة بأحد فصول الدرس بفرعية المحجوبي المتواجدة على مرمى حجر ببيت اسرته. يقطن الفتي بدوار أيت إبراهيم يوسف بجماعة رسموكة، إقليمتيزنيت،ويدرس بمجموعة مدارس أربعاء رسموكة المركزية، هناك كان حظه العاثر أن يكون الراسب الوحيد بين زملاء القسم السادس، فانهالت عليه شماثة الزملاء وأبناء الدوار، وتوبيخات الأقارب فقرر أن ينتقم من المدرسة لأنه لا يقوى على مواجهة الاساتذة. واستحق بذلك الاعتقال والإحالة على جنايات أكادير يوم السبت الأخير. في لحظة يأس قاتلة حمل القاصر ذي الأربعة عشر ربيعا ولاعة، قاصدا الفرعية المجاورة لسكناه، تسلل من فوق الجذار، وحاول أن يفتحها فتمنعت عليه، انصاع لرغبته فقط القسم الخاص بحضانة ألأطفال انفتحت النافذة في وجهه، ومنها دلف إلى داخل القاعة، فجمع مجموعة من الكتب والإسفنجات، وأوقد فيها النار ثم فر باتجاه بيته. مدير المجموعة المركزية التي تضم هذه الفرعية وضع شكاية في هذا الموضوع، لدى النيابة العامة فأعطت أوامرها بالبحث عن مرتكب هذه الفعلة. وبناء على ذلك انقل قائد اللمركز القضائي للدرك الملكي بتيزينت بنفسه لمعاينة الواقعة. وجد الناس متجمهرين بعين المكان، من بينهم بدأ التحقيق فارشدوا قائد المركز إلى طفل شوهد غير بعيد عن هذا المكان عندما كانت النار تلتهم ما يضمه من كتب وأفرشة. ، دلوه عن المنزل الذي يقطن به القاصر رفقة اسرته. ما اقترب قائد المركز القضائي من بيت المتهم حتى وجده يطل من بين أشجار الصبار المحيطوة بالبيت، فنادى عليه ليأتي قصد استفساره من يكون الفاعل، المتهم بإضرام النار داخل أحد اقسام الفرعية، أنكر بداية، أن تكون له يد في الحادث، فرد عليه الدركي ليستدرجه، إن مثل هذه المدارس ليست ذات قيمة، وتستحق النار،وعقب القاصر مشاطرا الرأي، أي نعم معترفا بأنه هو من حرق الفصل بالفرعية المجاورة لسكناه ، وأن وسيلة نقل تعوزه رفقة كمية من البنزين، وإلا اضرم النار بالمركزية التي تسببت في رسوبه، انفكت عقدة لسان التلميذ فصب جامع غضبه على مدرسته وأساتذته، لأنهم ” لم يراعوا انه تلميذ وفي للدرس والتحصيل لم يتغيب قط،، مواظب على قطع مسافة طويلة تفصل بين الدار ومحل السكنى، يقطعها جيئة وذهابا صباحا ومساء، دون أن يرقوا لحاله، فيمكنوه من النجاح عرفانا بهذا المجهوذ اليومي الذي يبذله.” اصر أمام الدركي على تشديد القول أنه لو كانت له من الإمكانيات لصب كمية من البنزين واضصرم النار في المدرسة برمتها. اعتراف القاصر العفوي دفع قائد الدرك إلى قيادته، نحو المركز الإقليمي بتزينت حيث قضى ليلة الجمعة وأحيل يوم السبت الأخير على جنايات أكادير، رغم عفويته وصغر سنه، والظروف المحيطة بالفعل الذي اقدم عليه.