بشرى لكم آل التعليم بهذا المكسب الجديد، الذي سينضاف إلى قائمة ما تحقق لكم من مكتسبات، فأسباب النزول تدركونها جميعا، فقد انزلقت البيداغوجية التفاعلية عند البعض، وتحولت علاقتهم بأصحابهم وصويحباتهم من المتعلمات والمتعلمين وسقطت في جحيم القبل وأشياء أخرى. "سمحوني"، لن أرضَ أن تستغل جمعيات محسوبة على فصيل مناوئ، لتسجل في رصيدها نقطا اضافية ومجانية. قد تعيبون علي انتشار القبل والعناق بل وحتى المضاجعة في الاعداديات والثانويات والجامعات وبهفي الشواطئ والشوارع والمنتزهات ونحن مكتوفو الأيدي نتفرج، والمعنيون بهذا تلميذات وطالبات وشباب في عمر الزهور، نعرف أسماءهم وأسماءهن ونعرف صفحاتهم على الفايسبوك: "موسطاشات ، مشرملات..."، لكن صدقوني نريد أن نتصدى بداية للدعارة والاغتصاب التربوي فقط خاصة بسلك الابتدائي لأن حيطه قصير، فكل تجربة يستحسن أن تبدأ بالحلقة الاضعف، فلنا اليوم إرادة صادقة للتصدي للظاهرة ومحاربتها كما حاربنا تعاطي الخمور وجعلنا بيعها وشربها لغير المسلمين. إخواني، لقد أصبح لفلذات أكبادنا حساسية مفرطة ضد "البوسان"، لذا قررنا إعطاء الضوء الأخضر لاستراتيجية وطنية ضد "البوسان" ستنطلق من المدرسة، ليس المهم أن تكون لدينا خطة لاصلاح التعليم لأننا نخاف أن نخسرها كما خسرنا حروبا ضد الساعات الاضافية وضد لوبي التعليم الخاص الذي أردناه شريكا في التشغيل وصنع الثروة، فصنع لنفسه الثروة وصنع لنا ثورة (أنثى الثور) ركلتنا بقوائمها. استراتيجيتنا ضد "البوسان" ليست وليدة اليوم، فقد نوينا بدأها منذ زمن، وتتذكرون معي حادثة الطائرة والقبلة التي كادت أن تسقطها لولا لطف الله، والنية أبلغ من العمل. أعرف أنكم أسرة التعليم قادرون على صنع النجاح بانخراطكم في هذا المشروع الكبير "مانبوسوش الدراري"، وأعرف أن معظمكم صنع النجاح في التعليم الخاص وتظافرت جهودنا وكللت بالنجاح في زرع بذور الفشل في تعليمنا العام، ولكن ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. قد يتساءل البعض منكم ما نصيب السياح من هذه الاستراتيجية الوطنية؟ اطمئنوا فقد اتخذنا عدة تدابير ليس لمنع السياح من الدخول إلى بلداننا فهم قدرنا ونحن قدرهم، وان قابلونا بالجفاء، لكن أعلن لكم أن هذه الخدمة لن تكون مجانية بعد اليوم، فالسائح سيتم ربطه بعداد سيلصق مباشرة على ظهره لحظة دخوله المطار، وسيسجل هذا العداد عدد "البوسات" وسيدفع السائح الفاتورة بالعملة الصعبة، كما سنضع كاميرات لرصد تحركاتهم ومراقبتهم تجنبا لكل استعمال غير قانوني لأفواهم وباقي الأعضاء، كما سنزودهم بمكابح شهوة ستعمل عن بعد ولن يسمح لهم بتجاوز سقف طريدتين في اليوم. وبخصوص أطفالنا فلن نمكنهم إلا من أطفال الشوارع واللقطاء، ولن يسمح لهم باغتصاب أي طفل إلا باذن ولي أمره وبعقد مكتوب حول التزامات كل طرف. قد تكونون مستائين من الزيادات في كل شيء، لكن أزف لكم اليوم الشروع في اجراءات تخفيض عدد من الأشياء: تخفيض عدد البوسات، تخفيض سن الزواج، تخفيض الأجور، والقائمة طويلة.