إيكَيكَ أي البرق، هذا هو اسم نجم جديد بدأ مسيرته الفنية حديثا. شاب ينحدر من منطقة إيغرم بالأطلس الصغير، اتخذ فن الراب كوسيلة للتعبير عن أفكاره الثورية التي تنتقد الواقع المغربي اجتماعيا و ثقافيا و لغويا، ربما هذا النوع من الأغنية سيشهد موجة شبابية أمازيغية لتميز طريقته في التعبير عن السخط على واقعنا المزري. صدر له مؤخرا ألبوم بعنوان » ملات أسن ما نكَا « الذي يعني : أخبروهم من نحن. في هذا الألبوم يعالج الفنان إيكَيكَ اشكالية الهوية بالمغرب، كما نبه الى مشكل التنمية بالبلد حيث استدل بالنقص في البنيات التحتية كالطرق مثلا حين قال » كولو إغاراسن هاتي حفان « معناه كل الطرق متآكلة. كما تحدث عن التراث المادي المهدد بالزوال كالقصبات التي يطالها النسيان حين قال » كولو إيكَيدار هاتي خلان « معناه كل القصور و القصبات التاريخية تندثر. وفي عودة الى عنوان الألبوم يبدو أن الفنان متشبع بمبادئ و أفكار الحركة الثقافية الأمازيغية، هذا يبدو جليا من خلال رغبته في التعريف بالقضية و بالهوية الأمازيغيتين المهمشتين على أرضهما. كما عرج الفنان في ألبومه على المقاومة الأمازيغية للغزاة منذ عصر المماليك الأمازيغية حين تحارب الأمازيغ مع الرومان و الفراعنة بقوله : »لاجدود إينو كَان إيركَازن، موتن كولو ف تامازغا ،محاركان د أورومي زمانت، محاركان د فرعون نغانت « معناه أجدادنا كانوا شجعانا، استشهد جلهم من أجل تامازغا،تحاربوا مع الرومان فهزموهم، و تحاربوا مع الفراعنة فقهروهم . من هذا المنطلق يتضح أن الفنان اطلع على تاريخ المماليك الأمازيغية ، و اقتنع بما جاء في المصادر التاريخية حين تغلب الملك الأمازيغي يوغرطا على الرومان و عرض روما للبيع، ثم لما اعتلى الملك الأمازيغي شيشنق الأسرة الثانية و العشرون من حكم الفراعنة معلنا عن انتصار الأمازيغ انذاك. فيما انتقل الفنان الى الوعي العصري بالقضية الأمازيغية و ترحم على الثائر الحر الذي أنار تامازغا بأفكاره النيرة و ضحى بحياته من أجل هذه القضية العادلة و المشروعة و يتعلق الأمر برمز تيموزغا و تامازغا معتوب لونيس حين قال » بابا لونيس نتني أت إنغان، أشكو إيكَا أكَليد ن تمازغا، كادا ن واوال أغ إغزان، إسغليد تافوكت لي ياغ إحضان « معناه أبنا لونيس إغتالوه، لأنه كان أمير تامازغا، كثير من الأفكار أصاب فيها، فأشرقت شمسه المختفية . فيما انتقل فيما بعد الى ملامسة اشكالية التعريب الثقافي و فرض القومية العربية على الساكنة الأصلية لشمال افريقيا حين قال » إنبكَيون هلي أد أغ إحكَرن، أدن إ واوال نغ أد تن مضلن « معناه ضيوفنا احتقرونا، يريدون إقبار لغتنا . هذا الإحتقار يتمظهر من خلال غياب اللغة الأمازيغية في المناهج التعليمية و في الإعلام، و في الإدارات و الحياة العامة رغم وضعيتها الرسمية في الدستور الجديد. فيما لم يغفل الفنان في ألبومه اشكالية الإعتقال السياسي و الإغتيالات التي طالت نشطاء القضية الأمازيغية من مثل المعتقلين السياسيين مصطفى أوسايا و حميد أعضوش، وكذا اغتيالات من قبيل بوجمعة الهباز و عباس المسعدي حيث قال : » كولو امغناسن هاتي فتان، كرا غ أوبنيق كرا غ لقبور « يعني كل المناضلين اختفوا، بعضهم يقبع في السجون و البعض الأخر في القبور. و في اخر الألبوم انتقذ الفنان بشدة المواقف العنصرية و المعادية للأمازيغية لدى بعض المتأسلمين كالعالم الشيخ النهاري، و المقرئ أبو زيد الإدريسي حيث قال » ملات أسن ما نكَا ، إ العالم نسن الشيخ النهاري، د المقرئ نسن أبو زيد الإدريسي « معناه أخبورهم من نحن، أخبروا عالمهم الشيخ النهاري، و كذا مقرئهم أبو زيد الإدريسي. في حين حيا الفنان، الناشطين الأمازيغيين أحمد عصيد و مليكة مزان حين قال : » أيوز أ با عصيد، د أولتما مليكة مزان « معناه تحايتي للأب عصيد، و للأخت مليكة مزان . *طالب باحث في الدراسات الأمازيغية