سؤال عريض يحتاج إلى إجابة ،بعدما توالت سلسلة الاصطدمات والتجاوزات الصادرة من الرعاة الرحل ،في حق الساكنة المحلية بسوس بأقاليم تزنيت و سيدي افني و اشتوكة ايت باها و تارودانت ،أحداث اختلفت حدتها وردود الفعل اتجاهها، في ظل بقاء الحال كما هو عليه حرية للرعاة الرحل بدون قيود وهضم لحقوق ساكنة المحلية لسوس والاعتداء على محاصيلها الزراعية وعلى مصادر تزودها بالماء ” مطافي المياه ” وفي بعض ألاحيانا تهديد سلامتها الجسدية التي سنسوق حالتين على سبيل المثال لا للحصر المثال الأول هو دابلعيد ابن منطقة اغرم قيادة ايت عبد الله جماعة تابيا الشيخ المسن الذي يبلغ من العمر 78 سنة والذي تعرض للضرب والجرح وتم تجريده من هاتفه النقال ومبلغ مالي قدره 1000 درهم حسب شكايته إلى السيد وكيل جلالة الملك بابتدائية تارودانت من طرف رعاة رحل والذي لقي تضامنا واسع في صفوف قبيلته قبيلة ايت علي وساكنة الجماعة التي ينتمي إليها بالإضافة إلى مؤزرة هيئات حقوقية لقضيته ” العصبة المغربية للدفاع على حقوق الإنسان – المركز المغربي للحقوق الإنسان – الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ” خلال حضورها للقاء التواصلي الذي عقدته الساكنة يوم الخميس 28 فبراير2014 بمركز الجماعة بعدما تم صدور قرار المنع للوقفة تضامنية مع الضحية والمثال الثاني هو المواجهات التي عرفتها منطقة اكزمير التابعة لجماعة توفلعز والتي دارت مابين عناصر الدرك المكلي والسلطة المحلية في مواجهة الرعاة الرحل أثناء هجومهم على الخزنات المائية التقليدية المعروف ب” المطفيات” واعتدائهم بالضرب على رجل سلطة بالمنطقة ،الأمر الذي اضطر معه للسيطرة على الموقف ،إلى إطلاق الرصاص في الهواء الطلق ،بعد عدم امتثال هؤلاء الرحل والاستعانة بأفراد القوات المساعدة لضبط الموقف هذه وقائع وأخرى تجسد حجم التوثر الحاصل التي أصبحت عليه العلاقة القائمة بين الساكنة المحلية و الرعاة الرحل بجهة سوس بعدما كانت إلى عهد قريب مبنية على الاحترام والوقار والتسامح وحسن الضيافة كما أن الأحداث التي شهدتها بعض الجماعات الترابية بإقليم تارودانت الذي ننتمي إليه شكلت محط سؤال كتابي موجه للسيد وزير الداخلية من طرف النائب البرلماني عن الدائرة الشمالية بتار ودانت عبد اللطيف وهبي يطالب فيه بضرورة حماية السكان وممتلكاتهم جراء تجاوزات هؤلاء الرعاة الرحل هذا ويبقى ملف الرعي الجائر من بين الملفات التي باتت تتجاوز المسؤولين على الصعيدين المحلي والإقليمي وتضعهم في إحراج مع الساكنة نظرا لطبيعتها الشائكة لان في ظاهر في مقاربة الموضوع يجعلنا أمام صورة تحمل كثير من التناقض هل نحن أم بدو رعاة ؟ أمام مستثمرين كبار في مجال تربية الإبل والمواشي ؟