مثلث ثلاث شابات تطوانيات، أمام أنظار قاضي التحقيق بابتدائية أكادير، بداية الأسبوع الجاري، بعدما اعتقلتهم المصالح الأمنية، بتهمة تعريض شخص(مشعوذ) للنصب وتلفيق شهادات كاذبة للزج به في السجن ومساومة ومقربوه للإفراج عنه. وتبرز المعطيات الأولى لمراحل التحقيق الأولي، أن المعتقلات اختان وصديقة لهما، اتجهن للنصب على المشعوذين عكس ماهو متعارف عليه في القضايا المعروضة على ردهات المحاكم، أبطالها دجالون ومشعوذون، وذلك بعدما تقوم إحدهن بالتوجه للمشعوذ المسهدف مرفوقة بأختها، مدعية أنها مصابة بمس جني، وتمده مقابل ذلك مبلغا محترما يجعله يطمئن لهما.في حين تبدأ فصول عملية النصب من خلال الاتصال المشعوذ وشكره على معالجتها، وتستغل الفرصة لاستدراجه لكمين، عبر تقديم مقترح القدوم لمدينة تطوان لصرع شابة أخرى تنحدر من أسرة غنية من أهواس الشياطين والجن، ولتنتهز المناسبة للتفاوض معه حول أتعابه الباهظة السعر( تصل إلى ملايين السنتيمات) حول حصص العلاج. لتقوم ذات الفتاة بتسجيل صوتي لعملية المساومة التي تحرص الفتاة التطوانية أن تبقى المعطيات الدقيقة لتفاصيلها مبهمة لاستغلالها في عملية الابتزاز والنصب على ذات المشعوذ. ويأتي ذلك، من خلال التوجه للمصالح الأمنية والتبليغ عن تعرضها للعملية نصب ووعد بالهجرة للأراضي الأوربية أو دول الخليج العربي. مستعينة بشهادة أختها وصديقتها اللتان يشهدان بتوصل المشعوذ المستهدف بالملبغ المذكور، إلى جانب تسليم الشريط الصوتي للعناصر الأمنية لتأكيد روايتهما. وتنطلق فصول التفاوض وابتزاز عائلته ومقربيه، لتقديم أموال مقابل طي ملف القضية. الكشف عن دهاء الشابات الشماليات في الإيقاع بالمشعوذين، جاء على أيدي هيئة دفاع الفقيه المعتقل، بعدما شرع محامي المتهم في إماطة اللثام عن خيوط ناظمة لسيناريوهات متكررة للفتيات مع فقهاء آخرين، بمناطق سطات ومراكش، آخرهن مشعوذ ينحدر من مدينة القليعة، اعتقال بتهمة النصب وإعطاء وعود بالهجرة للخارج، ليتم اطلاق سراح فيما بعد، إثر تنازل المشتكيات، بعد توصلهن بمبلغ محترم يناهز 40 ألف درهم. المصالح الامنية بدورها قامت باستدراج الفتيات واعتقالهن، وتقديمهم على أنظار النيابة العامة التي أمرت بدورها إيداعهن سجن أيت ملول، إلى حين محاكمتهن بتهم تقديم شكايات كاذبة، والنصب والاحتيال وتضليل العدالة. فيما تم إطلاق سراح المشعوذ الذي أضحى ضحية عملية نصب من قبل الفتيات الشماليات.