يسود استغراب ممهور بغضب كبير لدى مصالح ولائية بأكادير لعدم قدرة السلطة الإقليمية باشتوكة أيت باها على تدبير الوضع الاجتماعي الموسوم بالفوران داخل رقعتها الترابية التي تتحمل فيها المسؤولية الأولى لتطويقها وفق مقاربة استباقية تواصلية لإزالة المتاريس في عجلة المطالب الاجتماعية للساكنة المعنية داخل الإقليم. كيف وصل الوضع إلى حد نقل الفئات الغاضبة ( حقوقيون ، منتخبون ، متمدرسون ، فاعلون تنمويون وسياسيون ..) للحراك الاحتجاجي بالإقليم إلى معترك والي أكادير ؟ المراقبون لمسار هذا الحراك يدركون أن هذه النتيجة المحصلية غير مسبوقة على مستوى الإقليم ، ويوم السبت الفارط ، ظل الاستغراب الأمني الولائي سيد الوضع بأكادير ، بعدما ذهل عد من المسؤولين لبساطة ملفات مطلبية اجتماعية ، بالإمكان تدبير مقاربة حلحلتها داخل نفوذ دائرة ترابية محلية ( بلفاع ماسة ) إذ لم يكن الوضع يستدعي الجنوح إلى لغة الصمت تاركين حركة تلاميذية ومنتخبين وأساتذة للمطالبة ببناء داخليتين مدرسيتين .. فهل عجز عامل الإقليم على الدفع بدفة التنسيق بين النيابة الإقليمية والأكاديمية الجهوية والمجلس الإقليمي لإقناعهم بضرورة إدراج هذه المشاريع الاجتماعية المتوسطة بأبواب الميزانية أو حتى إذابة الفوران الذي تثيره هذه الوضعية بالدائرة المعنية ؟ يظل إقليم اشتوكة أيت باها الوحيد على صعيد جهة سوس ماسة درعة ، مسجلا أرقاما قياسية في الحركات الاحتجاجية بسبب مطالب اجتماعية صرفة . بيد أن ما يواصل المراقبون البحث عن إيجاد وتحديد تفسيرات واضحة له ، هو العودة القهقرى للمسؤول الأول عن الإقليم في تنفيذ الخطة التواصلية الاستباقية مباشرة بعد عودة الحراك الاجتماعي لعشرين فبراير والحركات المصاحبة إلى نقطة الصفر في المسار الاحتجاجي بالشارع ، إذ ظل المسؤول ذاته يستدعي مناضلي جبهة الدفاع عن الحقوق والحريات والفاعلين الحقوقيين إلى مكتبه ويبسط معهم أوجه خطة إزالة العصا في عجلة الملفات المطروحة بقوة لدى الساكنة الغاضبة ، حيث صار الباشا السابق لمدينة بيوكرى الذي ارتقى إلى كاتب عام بعمالة طاطا ، هو المفتاح الذي يزيل به المسؤول ذاته ، في معظم الحالات ، " العكس " بمقولته الشهيرة " يسر ولا تعسر " على أبرز الملفات الاجتماعية ( التعمير والمطالب العمالية ) ، فهل طارت هذه " القدرة " مع رجل السلطة المعني أم ثمة مقاربة جديدة لا يعلم مفاصلها الكبرى إلا العامل لتطويع القدرة الحالية على نحو أنجع ومتجدد والسنة تشرف على أفولها والأوضاع تنذر بمزيد من الاحتقان داخل الدائرة السهلية للإقليم على وجه الخصوص وتصريفه إلى ساحة السلطات الولائية ؟ .