كشفت النتائج النهائية للناجحين في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بمختلف أسلاكها عن واقع مر وفاسد وموغل في الاستبداد والتحكم،واقع تسوده الزبونية والمحسوبية والعبث والتمادي في الظلم والطغيان وأكل حقوق المستضعفين من نجباء هذا الوطن بغير وجه حق. من المؤسف فعلا أن نلحظ مثل هذه الممارسات في مؤسسات وزارة التربية الوطنية،في ضرب صارخ لكل الشعارات التي يتبجح بها صانعو القرارات ومنفذوها من إصلاح جذري قوامه الإستحقاق والجودة والمهننة وغيرها من الكلمات الرنانة التي أتخموا بها مسامعنا طيلة هذا الموسم التكويني،والتي كشفت الوقائع والنتائج الأخيرة على أنها لاتعدو أن تكون سوى سراب لدر الرماد على العيون ومغالطة الرأي العام عن طريق الخرجات الألكترونية وتحقيق السبق الإعلامي في الإعلان عن المواعيد والنتائج والقرارت في تواريخها. ولكي لاتقولوا عني أني إنسان دائم التشاؤم أو إني إنسان متحامل أفكاره غير بريئة ويخدم أجندات معينة ،هدفه مقاومة الإصلاح والمصلحين أسوق لكم وقفتين للتأمل: الوقفة الأولى: اخبركم فيها أنه سبق لي وأن تخرجت من مركز تكوين المعلمات والمعلمين،وبعد التطورات الكثيرة التي عرفتها بلادنا في العشر سنوات الأخيرة،في ماسمي بالعهد الجديد عهد المؤسسات والإصلاحات الجذرية وربط المسؤولية بالمحاسبة،التحقنا بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين وكلنا تطلع الى ملامسة التغيير في واقع مؤسسات تكوين الأطر بوزارة التربية الوطنية،لكن ومع كامل الأسف لازالت دار لقمان على حالها بل ازدادت سوءا في الكثير من الجوانب. كنت أقول بأنه ربما سنعايش جيلا جديدا من المكونين يختلفون عن اولئك الذين كانوا قبلهم بحكم تقارب السن والمشارب والمرتكزات السوسيوثقافية،على اعتبار أن الجيل الأول من المكونين كانوا ينتمون لحقبة زمنية اتسمت بظروف وحيثيات خاصة جعلت من مساحة التفاهم معهم أمرا صعبا في كثير من الأحيان،لكن وللأسف الشديد وجدنا من يتقلدون زمام الأمور اليوم أسوء حالا ممن سبقوهم،فلازالت مراكزنا تعج بالعديد من المرضى والمتحكمين والمتسلطين _ مع إحترامي وتقديري وفخري إعتزازي بالشرفاء والصالحين منهم _ لنعرف أن أزمتنا اليوم أزمة أخلاق وأزمة تربية لاأزمة إصلاحات وشعارات ووثائق لامعة لا تتجاوز الأوراق التي رسمت عليها.وهو ماتؤكده الرؤية الجديدة لإصلاح المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والتي جاءت بتصور جديد ومتطور يبين المستوى الكبير للأطر التي عملت على إخراجه بشكل متكامل وشامل مع بعض النقائص والثغرات التي أعتبرها انا عادية يمكن أن تعتري كل مجهود بشري. هذا الإصلاح الذي لم يوازيه تغيير في الفئة التي ستقوم بتنزيله على أرض الواقع،فإصلاح العربة وحدها،مع وجود سائق فاسد،غير كاف لمواصلة السير كماهو مخطط له. وهو الأمر الذي عايشناه خلال هذا الموسم التكويني بالعديد من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين والتي تحتاج إلى تطهيرها إن صح التعبير من العديد من أشباه المكونين والذي لايحملون من هذا الإسم سوى الصفة. الوقفة الثانية: تتمثل في مهزلة النتائج والنقط،والتي تعبر عن العبث والتخبط الكبير و التلاعب في مصائر عباد الله بدون حسيب ولارقيب، التي عرفتها عملية التقويم الإشهادي الذي عرفته المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين،ويتضح هذا جليا من خلال التباين الواضح في المعدلات من مركز إلى آخر، فتصوروا معي وكأن الجهابدة يا سبحان الله جمعوا في مراكز بعينها فاستحقت بذلك أعلى المعدلات{ مركز الرباط ومركز العيون مادة التربية الإسلامية نموذجا وغيرها من المواد}، وتصوروا معي ان آخر معدل في مركز يفوق أول معدل في مركز آخر....... والأمثلة كثيرة على العبث والتلاعب الذي عرفته هذه النتائج، وللتأكد مما أقول أدعو كل مشكك إلى تصفح المجموعات والتجمعات التي شكلها الأساتذة المتدربون بهذه المراكز للوقوف على مدى التذمر والسخط الكبير الذي يعبرون عنه من جراء الحيف الذي طالهم من خلال هذه النتائج الكارثية، التي أبانت عن المزاجية الخرافية لبعض الأساتذة المكونين و العبث والمحسوبية والزبونية التي تعاملوا بها في منح النقط بسخاء حاتمي كبير للمقربين وأصحاب الحضوة،وفي محاربة ومعاقبة كل من لم يكن للأوامر طائعا،وفي وجه كل من يقف في وجه تجاوزات وتراهات بعض المكونين. كانت تلكم وجهة نظري المتواضعة في مسرحية النتائج،قد يتفق معي البعض وقد يختلف معي البعض الآخر،المهم أن هناك خلل بمراكزنا يجب العمل على تجاوزه قبل أن يسحب البساط من القائمين على الشأن التربوي ببلادنا لأن حبل الظلم والعبث قصير. طاب يومكم