منذ مدة يعم الخوف والهلع القلوب بمنطقة سوس بعد تزايد الحديث يوميا عما تسميه مواقع اجتماعية وإلكترونية ” اختطافات” تطال فتيات بأكادير ومدن أخرى بسوس”، ففي كل مرة اختفت فتاة عن أسرتها لأي سبب يتم الحديث على نطاق واسع عن حادث اختطاف جديد. والحال أنها ظاهرة قائمة تتعلق بفتيات غادرن العش الأسري لبضعة أيام بعد التغرير بهن، أو رغبة الحرية لمرافقة أصدقائهن. مريم عمرها حوالي 14 سنة اختفت من بيت أسرتها بالقليعة ووجدت بأيت ملول، لتعود أول أمس إلى حضن الأسرة، بعد الترويج إعلاميا لفرضية الاختطاف، وكانت الفتاة لجأت إلى إحدى الجمعيات للبحث عن مخرج، وتم نقلها إلى مصالح مفوضية الأمن، وبعد القيام بالإجراءات القضائية من قبل النيابة العامة، تسلمتها أسرتها. وفي 16 ماي اختفت نادية عمرها 16 سنة من حي أغروض ببنسركاو، وتم نشر الخبر على نطاق واسع، وكانت الأسرة في حديثها قد رجحت قضية الاختطاف من أمام البيت، مؤكدة أن الفتاة كانت تلعب ” قاش قاش ” مع أطفال من العائلة، و أنها لاذت إلى مكان جانبي لتختبئ في إطار لعبة الأطفال، لتختفي بشكل مفاجئ، كما رجحت الأسرة أن يكون غريب اختطفها. وبعد بحث طويل بأكادير تعذر إيجاد نادية، غير أن شرطة مراكش أوقفتها بالمحطة الطرقية بباب دكالة بتهمة التسول، وتم إيداعها مركز حماية الأطفال، كما انتقلت أسرتها إلى عين المكان من أجل القيام بالإجراءات الضرورية بالمحكمة الابتدائية بمراكش من أجل تسلم المختفية. ومنذ أسبوعين تضافرت جهود الشرطة من أجل البحث عن قاصرتين بأكادير، تقدمت أسرتهما بشكاية استعجالية من أجل البحث عن ظروف اختفائهما، وتم الحديث وسط الحي عن الاختطاف الذي طال القاصرتين، بدعوى أنهما لا تبرحان البيت، ولا تتجاوز تحركاتهما حدود الحي، تحدثت الفتاتان عن الاختطاف، غير أن الوقائع والأبحاث التي باشرتها الشرطة كشفت أن المختفيتين قضتا برغبتهما يومين بحي ليراك بوركان بأكادير مع صديقين لهما، ثم عادتا إلى البيت بمبررات واهية لم تصمد طويلا لدى الشرطة، لتعترفا بكل ما وقع. وبتمنار بإقليم الصويرة، يتم الحديث هذه الأيام عن اختفاء طفلة بلغة الاختطاف، وباشتوكة أيت باها أطقلت يوم 30 يونيو أسرة إيدير نداء من أجل البحث عن الطفلة حنان إيدير البالغة من العمر 13 سنة، وأكدت الأسرة أن الطفلة خرجت من البيت ولم تعد وأنها لا تعاني من أي مشاكل أو ضغوط أسرية يمكن أن تدفعها إلى الاختفاء، وتم ترجيح فرضية الاختطاف، كما تم إيداع شكاية لدى الدرك الملكي بماسة. واقعة الاختطاف الحقيقية البادية للعيان من كل هذا، سجلت بتارودانت، في حق فطومة الغندور، فتاة عمرها سنتان مازالت الرضاعة لم تبرح فمها، تم اغتصابها من أحد المتهمين المعتقلين، وقتلها ثم تخلص من جسدها بمكان مهجور، وتبقى حالة سليمة ذات الثلاث سنوات وثمانية شهور أبرز حالة اختفاء تشتم منها رائحة الاختطاف، ويرجح بعد عدم ظهورها أنها لم تقع في يد مغتصب، وإنما قد تكون اختطفت من قبل متسولة قد تكون غادرت أكادير ومازالت تخفيها بعيدا عن العيون.