وجد أحد المسنين نفسه في ورطة لا مفر له منها، بعدما توفيت فتاة ليلا في ضيافته، وفوق فراشه، هم خلال الصباح بإيقاضها من أجل أن تغادر بيته قبل أن تصحو عيون الحومة وتصبح تحت سيطرتها بمنطقة لابيركولا بالدشيرة، غير أن الخليلة لم تأبه لندائه، حركها ولم تستجب لدعواته، ثم استجمع الرجل قواه ليوقضها بنبرة ملؤها الجد فاكتشف بأنها ترقد بجواره جثة هامدة بعدما كانت كائنا حساسا يتفاعل ويتجاوب معه. حاول مرارا أن يوقضها حتى لا تكون مجرد مازحة تتظاهر بموتها. نال الذعر والذهول من الرجل، فحاول مرارا وتكرارا أن يتجسس نبضها غير مصدق لما يحدث فوق فراشه، فهذه الفتاة ليست المرة الأولى التي تزوره وتقضي الليلة بجواره لتروي ضمأه هو الذي يعيش وحيدا محروما من بنات حواء، ويتحاشى كل المشاكل. وبعد محاولات متكررة، عاد مرة أخرى ليجس نبض الخليلة، ويتحسس ضربات قلبها، فاكتشف بما لا يدع مجالا للشك، بأن نبضها متوقف وأن جسمها بارد رغم أنها كانت تحتمي بدفء الفراش، خرج لا يلوي على شيئ، متوجها نحو مقر الشرطة القضائية بالدشيرة، دخل اول مكتب يجده أمامه مدعورا، وأخبر بأن خليليته باتت جسدا نابضا بالحياة، واصبحت بلا روح جثة هامدة. بعد إشعار وكيل الملك بالواقعة انتقلت الشرطة إلى البيت، وتفحصت جسد الفتاة وكانت مازالت مسجاة بغرفة النوم فوق السرير بلباس النوم، تأكدت بأن إخبارية صاحب البيت صادقة، وبادرت بنقل الفتاة إلى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني من أجل إجراء تشريح طبي، لمعرفة أسباب الوفاة. وبتعلميات من النيابة العامة أمرت بوضع المسن رهن تدابير الحراسة النظرية.. الرجل اعترف بأنه يضاجع الفقيدة بالمقابل المادي، وأنه كلما اشتاق إاليها يهاتفها لتحل ببيته، كما تشبث بكون الوفاة عادية، وأنه لم يشعر بدونو آجالها، ولم يشعر بما وقع إلى أن ايقضها في الصباح لكي تغادر. وفي ظل تشبثه بأقواله، من المنتظر أن يقول الطب الشرعي كلمته في هذه النازلة، وإذا ما كانت الوفاة كما ادعى المصرح، فسيواجه تهمة مخففة تنتهي عند حدود ” إعداد بيت للدعارة ومعاشرة امرأة خارج إطار الزواج” .