اعتقلت الشرطة القضائية بأولاد تايمة، أول أمس الخميس الماضي 16عنصرا من صيادي طائر الحسون ” موقنين” بينهم وسيطان في عملية التهريب نحو دولة الجزائر، وتمكن الأمن بموجب هذه العملية من الإفراج عن أزيد من ألف طائر عثر عليها بحوزتهم وسط أقفاص كبيرة بمنزلين أحدهما بأولاد تايمة والثاني ببلدية الكردان. شبكة أخرى فككها الدرك الملكي بأولوز يوم الثلاثاء الأخير، تتكون من أربعة قناصين قدموا من مدينة مكناس، وشرعوا في قنصه، وكانت الصدفة قادتهم إلى الاعتقال و حجز أدوات القنص وتخليص 24 طائرا من قبضتهم. يقول المثل الشعبي “صياد النعامة يلقاها يلقاها” وفي هذه الحالة يحق القول “صياد موقنين يلقاها يلقاها” أراد الشبان الستة عشر صيد أكبر عدد من طائر الحسون فوقعوا في مصيدة الشرطة التي وضعتهم خلف القضبان وخلصت صيدهم من الشباك. العملية أشرفت عليها مصالح المياه والغابات بمدينة تارودانت التي باشرت عملية الإفراج عن مئات من هذه الطيور بعد تحرير محضر في النازلة، وتقدمت مصالح المياه والغابات بدعوى ونصبت نفسها طرفا مطالبا بالحق المدني، وسيحال المتهمون الستة عشر يومه السبت على وكيل الملك بابتدائية تارودانت. الموقوفون تم تعقبهم بناء على إخبارية وردت على مصالح الشرطة تفيد بأن حملة شعواء تطال طائر »الحسون« وسط الغابات وعند المنابع المائية. وبينت التحقيقات أن الموقوفين يتحدرون من منطقة الغرب، وأنهم قدموا إلى أولاد تايمة وسبت الكردان مستغلين موسم تكاثر هذا الطائر وقاموا بكراء منزلين يتخذونهما للسكن وتربية »الحسون» إلى غاية تهجيره نحو الحدود الشرقية من أجل تهريبه نحو دولة الجزائر. واعترف الموقوفون بأنهم يبيعون الطائر الواحد ب40 درهما للوسطاء، وبدورهم يبيعونه بوجدة ب 60 درهما، من أجل تهجيره نحو البلد الجار بثمن يتراوح بين 500 و 600 درهم للطائر الواحد، وقدرت الصفقة التي فوتتها الشرطة عليهم بين 50 و 60 مليون سنتيم. كما حجزت مجموعة من الأقفاص الكبيرة والشباك المعدة لعملية القنص والاحتجاز والنقل. وبخصوص شبكة التهريب التي وقعت في يد درك أولوز فقد جاء التوقيف بناء على شكاية الساكنة التي اشتبهت في أمر القناصة القادمين من العاصمة الإسماعيلية، ظن السكان بأنهم من عصابة »الفراقشية» الذين يسرقون المواشي، وعند مداهمتهم من قبل مصالح الدرك، -عثر بسيارتهم على الطيور المصطادة، وأدوات القنص الموظفة في ذلك، وقد أحيلوا على ابتدائية تارودانت. هذا و ارتفعت في الآونة الأخيرة عمليات قنص طائر »الحسون» الممنوعة بموجب القانون المغربي، على اعتبار أنه من الطيور المهددة بالانقراض، وهي من فصيلة الطيور المغردة، يتم تهجينها وتعليمها الشدو والغناء، ويرتفع ثمن الطائر بحسب درجة تعلمه الغناء وأصالة صوته وعدم تأثره برطانة أصوات الطيور الدخيلة. وينتظم هواة الطيور المغردة داخل جمعيات وينظمون ملتقيات وطنية للتباري في صنف طائر الحسون وهيجنته، وتسهر عليها وتؤطرها الجامعة المغربية لعلم الطيور .