لا حديث لساكنة بونعمان هذه الأيام إلا عن المرأة الوحش الملقبة أمازيغيا ب “تاغزنت” أو “عيشة قنديشة”،قد يكون هذا الوحش بالمواصفات المتداولة من وحي خيال البعض المهووس بالفكر الخرافي الخوارقي، إلا أن غالبية الناس تتحدث بجزم و وثوقية كبيرين عن وجود هذا الوحش المؤنث الذي يختار الظهور ليلا، منذ الأسبوع الماضي، على الطريق الرئيسية الرابطة بين تيزنيت ومركز الجماعة، فتتعمد الهجوم على مستعملي الطريق حيث تلقي بنفسها عليهم مصدرة صوتا رهيبا، وقد اختلف الذين تعرضت لهم “تاغزنت” في تحديد مواصفاتها بدقة بين من قال أن لها وجه حيوان وجسد إنسان، ومن أكد أنها امرأة ممسوخة تظهر بشعر منفوش وثياب مهلهلة وممزقة، في حين هناك من جزم أنها جنية تظهر في صورة امرأة لها حوافر حصان، ورغم الاختلاف البين في تحديد المواصفات، إلا أن الخبر شكل مصدر رعب وخوف شديدين خاصة في صفوف النساء والأطفال وحتى بعض الرجال، إلى درجة أن غالبية الناس تتهيب من استعمال الطريق ليلا والمرور بالمكان الذي تظهر فيه بالتحديد. وبعيدا عن التفسيرات الخرافية للواقعة، اجمعت آراء بعض ساكنة الجماعة على صحة الخبر المتداول من اندفاع شخص بمواصفات مختلفة تجاه مستعملي طريق بونعمان ليلا، إلا أن فئة منهم يرجع الأمر إلى امرأة مختلة عقليا هربت من ذويها في إحدى القرى الجبلية بالجماعة واختارت أن تظهر بهذا الشكل وفي ذات المكان لتخوف الناس، وأن الأمر انتهى بالقبض عليها وإرجاعها إلى أهلها، فيما ذهبت الفئة الأخرى إلى أن الأمر يتعلق بفتيات من شمال المملكة نزلن عند أحد سكان المنطقة، وفي الليل يستمتعن بتخويف المارة عبر ارتداء أقنعة وملابس فضفاضة ومتسخة وإصدار أصوات غريبة وأن الحكاية انتهت بسفرهن ورجوعهن. و يشار إلى أن مصطلح “تاغزنت” ليس غريبا عن المخيال الشعبي الأمازيغي الحافل، فهي شخصية أسطورية من الميثولوجيا الأمازيغية والتي ترويها الأجيال بالمنطقة وتضفي عليها نوعا من الصدقية والشرعية الدينية حيث يعتقد أنها المرأة التي ترتكب الفاحشة أثناء حدادها على زوجها الميت فيمسخها الله بتغيير شكلها وهيئتها فتكون أقرب إلى صفة وحش عدواني حتى في وجه أقرب الناس إليها وهم أبناؤها فيقال “تاغزنت إشان تاروانس”.