خلق «صام»، حسب وثائق جنسيته الأمريكية، و«ولد الهبيل» حسب اسمه المغربي، حالةَ استنفار في صفوف مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية في فاس، طيلة الأسبوع الماضي، بعدما «اخترع» طريقة جديدة في الاحتجاج ضد قرار هدم منزل له في المدينة العتيقة رغب في أن يحوله إلى رياض سياحي. وعمد هذا المغربي المتجنس إلى كتابة لافتة مناهِضة لقرار الهدم في سيارة «هامر» استقدمها من الولاياتالمتحدةالأمريكية وبدأ يتجول بها في مختلف أحياء وشوارع المدينة، فيما قررت السلطات، صباح يوم الجمعة، مداهمة مستودع سيارته لحجزها، ووضع حد لهذا الاحتجاج «الغريب». واستعانت السلطات بإدارة الجمارك ل«اعتقال» هذه السيارة، بتهمة تجاوزها الحد القانوني المسموح به لاستضافتها فوق التراب المغربي والذي تحدده السلطات في 6 أشهر، وذلك مباشرة بعد مضي يومين على هذه المدة بالنسبة إلى سيارة «ولد الهْبيلْ»، الذي زاول مهنة مرشد سياحي، دون رخصة، في المغرب، قبل أن يقرر سنة 1986 مغادرة التراب الوطني في اتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تمكن من الحصول على جنسيتها. ووجدت إدارة الجمارك صعوبة في نقل هذه السيارة إلى محجز البلدية، عبر آلية «الديباناج». وبعد عودته من أمريكا، قرر «صامْ ولد الهبيلْ» الذي يتحدر من منطقة «مولاي بوشتى الخمار»، في ضواحي تاونات، شراء منزل في حي «الطالعة الكبيرة» في فاس العتيقة وتمكن من نسج علاقات مع بعض المسؤولين المحليين وبدأ في أشغال تهيئة منزله ليحوله إلى رياض سياحي. لكن السلطات تتهمه بعدم الالتزام بالقوانين المعمول بها في مجال التعمير والبناء، ما دفعها إلى التدخل لإرجاع وضع المنزل إلى حالته الأصلية، في وقت كان «صام» في عطلة في بلده «الثاني». ودفعته مكالمة هاتفية أخبرته بالحادث إلى العودة إلى المغرب، ليدشن مبادرات احتجاجية، اتخذ بعضها صبغة شكايات وُجِّهت إلى عدد من المؤسسات العمومية المعنية. والتقى، في مسار احتجاجه، بسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية في أحد المطاعم الخاصة في فاس العتيقة وطالبه بالتدخل لدى السلطات المغربية، لإنصافه من «الضرر» الذي لحقه جراء هدم رياضه. وفي الوقت الذي تشبث «صام» بتصعيد احتجاجه، لجأت السلطات الإدارية إلى التنقيب في ماضيه قبل أن يغادر المغرب.. ليتبين لها أن «صام»، الذي اشتغل لمدة في مجال الإرشاد السياحي، له حوالي خمس سوابق قضائية في الفترة ما بين 1983 و1989، تاريخ مغادرته المغرب، يتعلق بعضها بالضرب والجرح وإصدار شيكات بدون رصيد.