“الأحداث المغربية” نشرت تغطية مفصلة لمجموعة من القضايا، المرتبطة بتشكيل الحكومة وانطلاق عملها، في أربع صفحات صدّرت لها في صفحتها الأولى، وقالت في خبر رئيسي، عنوانه “هل بدأت حكومة بنكيران عملها بخرق الدستور؟”، بأن إسراع بعض الوزراء في إجراءات تسلم السلط مباشرة بعد تعيين الحكومة يبدو أنه سيجر “الحكومة إلى مستنقع جدل دستوري جديد مفاده أن الدستور الجديد لا يعتبر أن الحكومة قائمة إلا بعد تنصيبها من قبل مجلس النواب”. واستقت الجريدة مجموعة من التصريحات عدّدت أغلبها بعض “الأخطاء الدستورية” التي واكبت وتلت تعيين حكومة عبد الإله بنكيران، منها ما قاله أستاذ القانون الدستوري المقارن عبد الرحمن بنيحيى “ليس هناك في الدستور الجديد شيء اسمه وزير دولة ولا وزير منتدب ولا حتى أمين عام للحكومة”، وهي التسميات التي وردت في الحكومة الجديدة، مستدلا على رأيه بنص الفصل 87 من الدستور الذي ينص في فقرته الأولى على أن “الحكومة تتألف من رئيس الحكومة والوزراء، ويمكن أن تضم كتابا للدولة”، وعن إجراءات تسلم السلط قبل حيازة الحكومة لمصادقة مجلس النواب أكد أن أعضاء الحكومة الجديدة لا يمكنهم ممارسة سلطاتهم إلا بعد مصادقة مجلس النواب على البرنامج الحكومي كما هو منصوص عليه في الفصل 88 من الدستور، في حين اعتبر أستاذ القانون الدستوري عبد العالي حامي الدين أن الحكومة الحالية يمكنها التوقيع على القرارات المتعلقة بتدبير الأمور الجارية لكن مع الامتناع عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية. “المساء” بدورها نشرت خبرا في نفس الموضوع حمل عنوان “بنكيران يترأس أول مجلس حكومي وسط جدل دستوري والملك يدعو له بالتوفيق”، قالت في مطلعه “ينتظر أن يترأس عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، صباح اليوم، أول مجلس لحكومته الجديدة، وسط جدل دستوري حول مدى دستورية هذا المجلس مادام مجلس النواب لم يمنح بعد ثقته لهذه الحكومة، وفق ما ينص عليه الفصل 88 من الدستور”. ونقلت الجريدة، نقلا عن مصادر حكومية، أن المجلس الحكومي سيتضمن “كلمة افتتاحية لرئيس الحكومة ينتظر أن تخصص في جانب كبير منها للوصايا وتعليمات بنكيران إلى الفريق الحكومي الذي سيشتغل معه خلال السنوات الخمس القادمة. كما سيكون المجلس الحكومي مناسبة للشروع في مناقشة البرنامج الحكومي”. وفي نفس الموضوع نشرت “أخبار اليوم” خبرا في صفحتها الرئيسية عنونته ب”بنكيران يرأس أول مجلس للحكومة اليوم”، سجلت فيه أن رئيس الحكومة لم يمهل “وزراءه لكي يلتقطوا أنفاسهم ويعتادوا على المواقع الجديدة على الكثيرين منهم، فبعد يوم حافل تسلم فيه الوزراء الجدد مفاتيح الوزارات من سابقيهم بعدما جاء الأمر من الديوان الملكي يلح بالتعجيل بذلك، توصل الوزراء الثلاثون بمراسلات من الأمانة العامة للحكومة، التي بقي على رأسها إدريس الضحاك، تطلب منهم الحضور صباح اليوم الخميس إلى مقر رئاسة الحكومة بتواركة، حيث من المنتظر أن يرأس عبد الإله بنكيران أول مجلس للحكومة”. وفي خبر ثان حمل عنوان “الوزراء الجدد يتسلمون مفاتيح الوزارات وساركوزي يعلن دعمه لبنكيران”، رصدت الجريدة أولى ردود الفعل الدولية على حدث تعيين الحكومة، والذي جاء من العاصمة الباريسية، حيث قالت بأن الرئيس نيكولا ساركوزي أعرب عن دعمه لحكومة عبد الإله بنكيران، ونقلت عن الناطق باسم الخارجية الفرنسية “برنار فاليرو” قوله إن “فرنسا، التي تدعم مسلسل الإصلاح الطموح الذي باشره ملك المغرب، تجدد تأكيد إرادتها الوقوف إلى جانب الحكومة المغربية الجديدة قصد تلبية حاجيات التعاون في إطار روح الصداقة والأخوة التي تجمع بلدينا”. أما “الصباح” فقد فضلت في خبرها الأساسي استقراء مضمر هيكلة حكومة بنكيران، ففي خبرها “أقطاب الدولة تهيمن على حكومة بنكيران” قالت بشكل قاطع “ظهرت بصمات الهمة قوية على التشكيلة النهائية لحكومة عبد الإله بنكيران، إذ ساهمت تدخلاته، من موقعه الجديد، مستشارا للملك، في تكسير حالة “البلوكاج” التي سادت بعد تسريب أسماء المستوزرين داخل الأحزاب”، ونقلت الجريدة، وفق مصادرها، بأن هذه التدخلات ظهرت في مضمون الهندسة الحكومية وخاصة في هدف “تأمين انتقال تدريجي لوزارات السيادة، سيما الداخلية والخارجية، وذلك بتكليف مسؤولين حزبيين على رأسهما ووضع وزيرين منتدبين إلى جانبهما”، ويتعلق الأمر بالشرقي الضريس في وزارة الداخلية، وتسمية يوسف العمراني وزيرا منتدبا بالخارجية. ووقفت الجريدة أيضا عند اللغط الشديد الذي أثاره وجود امرأة وحيدة في الحكومة الجديد التي تضم 31 وزيرا، واستقت مجموعة من التصريحات النسائية التي تقاطعت جميعها، وإن اختلفت في الأسباب والمسؤوليات، في استغراب واستنكار واستهجان الأمر، معتبرة أنه تصغيرا واحتقارا للمرأة. كما عرضت “الصباح” للأزمة السياسية المتصاعدة داخل حزب الاستقلال على خلفية تشكيل الحكومة، معتبرة، في خبر “الخليفة: البكاء وراء الميت خسارة”، أن “الخاسر الأكبر هو حزب الاستقلال الذي حاز على حقائب وزارية دون المستوى وفق تقديرات وتحليلات قياديين استقلاليين”.