نددوا أيضا بضعف البنيات الصحية وبغياب الأطباء والممرضين نظم العشرات من الشباب والنساء من سكان حي «الجرف» في إنزكان، صباح الاثنين الماضي، وقفة احتجاجية للتنديد بالأوضاع الأمنية والصحية التي أضحى يعرفها هذا الحي،حيث طالب المحتجون من خلال ملف مطلبي رفعوه إلى الجهات المعنية بضرورة تحسين معاملة الشرطة للمواطنين وإرسال دوريات الأمن الوطني والقوات المساعدة، خاصة إلى الحي المذكور، وكذا بتفعيل مخفر الشرطة في «الجرف» في انتظار بناء دائرة للشرطة خاصة بالمنطقة. وعلى المستوى الصحي، طالب المحتجون، الذين قارب عددهم 300 شخص، بتوفير العدد الكافي من الأطباء والممرضين في المركز الصحي «الجرف» وكذا بتحسين معاملة الأطر الطبية للمرضى، بعد أن سُجِّلت العديد من الممارسات المشينة بهذا الشأن. أما على المستوى الاجتماعي فقد طالب السكان بتفعيل المركب الاجتماعي وبتوفير الأساتذة الكافين في المؤسسات لتعليمية في الحي وإصلاح مشكل التيار الكهربائي الذي يتسبب في الانقطاعات المتكررة والمفاجئة واستبدال الأسلاك الكهربائية الحالية، بوصفها «خطيرة»، بأسلاك أكثر أمنا، حفاظا على سلامة المواطنين. وكانت اللجنة، المكونة من مجموعة من الشباب، التي تقود هذه النضالات، قد رفعت المطالب سالفة الذكر في نونبر الأخير إلى عامل عمالة إنزكان -آيت ملول، حيث تمّت إحالتها على رئيس الدائرة من أجل عقد اجتماعات من المسؤولين عن القطاعات التي تندرج تحتها المطالب المذكورة، إذ تم عقد أول لقاء في هذا الإطار مع ممثلة المندوبية الإقليمية للصحة، إلا أن هذا اللقاء لم يخرج بأي قرارات، حيث طالب ممثلو السكان بضرورة حضور المندوب الإقليمي، الذي يملك كامل السلطات التقريرية، من أجل الحسم في مطالب السكان، إلا أن أجواء الانتخابات حالت دون استمرار عقد هذه السلسة من اللقاءات. وبعد مجموعة من الاعتذارات من طرف المسؤولين المعنيين، اضطر ممثلو السكان إلى الدعوة إلى وقفة احتجاجية أمام المركز الصحي في «الجرف»، ورغم ذلك، لم يكلف المندوب نفسَه عناء الحضور بعد إلحاح المحتجين، مما حذا بهم إلى الإعلان عن تحويل الوقفة الاحتجاجية إلى مسيرة في اتجاه مندوبية الصحية، التي لا تبعد عن المركز الصحي بأقل من 400 متر. ومباشرة بعد الإعلان عن المسيرة في مكبّر الصوت، حضر، على وجه السرعة، كل من المندوب، برفقة رئيس الدائرة وقائد المقاطعة ورئيس المنطقة الأمنية والعميد المركزي إلى عين المكان، حيث تم تشكيل لجنة للتفاوض. وقد خلص الاتفاق بين المندوب والسكان إلى توفير طبيب إضافي وممرضين وتعهد المندوب بتحسين التعامل مع المواطنين وصيانة المركز والزيادة في علو السور المحيط به، حتى لا يكون عرضة للسطو من طرف اللصوص والمنحرفين، كما حدث في مناسبات سابقة.