اهتمت الصحف الوطنية الصادرة، اليوم السبت، باحتفالات المغرب بثورة الملك والشعب والأنشطة الملكية وتاريخ إجراء انتخابات مجلس النواب، إلى جانب مواضيع وطنية ودولية أخرى متنوعة. وهكذا، أبرزت الصحف تخليد الشعب المغربي اليوم للذكرى الثامنة والخمسين لثورة الملك والشعب والذكرى الثامنة والأربعين لميلاد جلالة الملك محمد السادس، مركزة في هذا السياق على الأوراش الكبرى للإصلاح التي أطلقت في عهد جلالته. وأضافت الصحف الوطنية استنادا الى بلاغ للقصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن جلالة الملك محمد السادس سيوجه خطابا ساميا الى الأمة مساء اليوم بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ،مبرزة أن جلالته سيرأس غدا الأحد بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لميلاد جلالته مأدبة إفطاربالقصر الملكي بمدينة مراكش. وحللت الصحف الوطنية في افتتاحياتها ومقالات لها عن مغزى تخليد هذين الحدثين الوطنيين الكبيرين ،خاصة وأنهما تزامنا هذه السنة مع حدث تبني الدستور الجديد للمملكة. وفي هذا السياق كتبت صحيفتا "الصحراء المغربية" و"لومتان الصحراء والمغرب العربي" أن هذا الحدث " يعد دعامة لبناء مجتمع حداثي ديموقراطي بقيادة حفيد بطل التحرير جلالة الملك محمد السادس،الذي فتح أوراشا كبرى للإصلاح السياسي والبناء الإقتصادي استلهاما واستحضارا لروح ومغزى ثورة الملك والشعب". وأبرزت الصحيفتان أن احتفال الشعب المغربي غدا بالذكرى الثامنة والأربعين لميلاد جلالته ،والذي يلي بيوم واحد ذكرى تخليد ثورة الملك والشعب،يجسد مدى التلاحم القوي والمتين القائم على الدوام بين الملك والشعب والسعي الى تحقيق المزيد من الإنجازات الكبرى،السياسية والإقصادية والاجتماعية التي تجعل المغرب يلج عهدا جديدا يحقق الكرامة والتقدم المنشود للشعب المغربي الأبي حتى يساير مستجدات القرن الواحد والعشرين. وتحت عنوان " ثورة الملك والشعب المتواصلة التي لا ينضب لها معين العطاء " كتبت صحيفة "العلم" أن ذكرى ثورة الملك والشعب تحل اليوم "والمغرب على عتبة مرحلة ديموقراطية جديدة تنفتح فيها الآفاق لإرساء قواعد الدولة الديموقراطية الحديثة في إطار الملكية الدستورية الديموقراطية الحديثة، استنادا الى دستور يؤسس لنظام سياسي مستقر،يمارس فيه الشعب حقوقه الوطنية كاملة غير منقوصة في إدارة شؤون البلاد والنهوض بها نحو مستويات أرقى من التقدم والرقي والإزدهار في شتى المجالات ". واعتبرت صحيفة "الإتحاد الإشتراكي" من جهتها في مقال بعنوان "العقد الملكي الشعبي" أن "ذكرى 20 غشت تعيد مغزى التعاقد السياسي في المغرب والذي تبلور في أربعينات القرن العشرين واغتصاب الشرعية للمرة الثانية"في مطلع الخمسينات. وأشارت الى أن هذه الذكرى تجدد نفس تعاقد ثورة الملك والشعب من خلال ترسيخ الهوية المشتركة العامة في الدفاع عن الحرية والوحدة الوطنية والبناء الديموقراطي، في انسجام تام مع ما يصبو الى تحقيق المزيد من الإنجازات في ظل الدستور الجديد للمملكة. ومن جهتها كتبت صحيفة "بيان اليوم" في مقال بعنوان "الاحتفال بالعيدين" أن احتفال المغرب بهذين العيدين الوطنيين الغاليين هو "احتفال بالدلالة والذكرى وهو أيضا درس للمستقبل وتجديد للإنخراط في أوراش البناء والتغيير" في وقت تعرف فيه المملكة دينامية سياسية ،فتح أوراشها الدستور الجديد للمملكة "الذي يعد العمود الفقري للثورة الهادئة التي يخوضها المغرب اليوم ". وفي افتتاحيتها بعنوان "رحلة خاصة" كتبت صحيفة "أخبار اليوم" أن "شباب المغرب يطمحون اليوم الى أن يقود الملك 'ثورة التغيير' الديموقراطي في البلاد وأن يكون الجالس على العرش ،جزءا من هذه الدينامية الجديدة التي يقودها الشباب (...)." وبعنوان "ثورة متجددة "أكدت صحيفة "رسالة الأمة" أنه" لا يمكن تصور مغرب بدون انصهار العرش والشعب في بوثقة العروة الوثقى،التي تجمعهما بواسطة البيعة الشرعية ".معرجة على تاريخ نضال العرش والشعب من أجل افتكاك الاستقلال وبناء وطن قوي مستميت فوق كل التحديات". وأشادت الصحيفة بالإنجازات الكبرى التي تحققت في عهد جلالة الملك محمد السادس في شتى المجالات ،السياسية والإقتصادية والاجتماعية. أما صحيفة "المنعطف" فاعتبرت في مقال بعنوان "1953 "ثورة الملك والشعب.. 2011 "ثورة الشعب والملك" أن "ملحمة هذه الثورة ستظل خالدة حاضرة لدى أجيال ما بعد الاستقلال، ومن روحها استلهمت ملاحم أخرى كملحمة المسيرة الخضراء المظفرة ....ومرحلة جديدة بلغت أوجها بخطاب 19 مارس الماضي، وتبلورت في استفتاء فاتح يوليوز الذي أرخ لميلاد دستور جديد للقرن الواحد والعشرين ولامتداد فكر 'ثورة الملك والشعب' من خلال ثورة خاضها الشعب وباركها الملك". وفي مقال بعنوان "المغرب أمام التطور الذي وصل إليه" أكدت صحيفة "الحركة" أن المغرب سائر في الخطة التي تمكنه من التحكم في المسيرة التاريخية التي يسعى الان الى رفع وتيرتها ،طبقا لما جاء في الدستور الجديد..."لتمكين المغرب من مواصلة الجهود التي يقود قاطرتها جلالة الملك محمد السادس والرفع من وتيرتها الى أرقى الغايات". وفي ركن "من صميم الأحداث" كتبت صحيفة "الأحداث المغربية" أن ثورة الملك والشعب عرفت نفسا جعها تتميز هذه السنة عن سابقاتها عبر التاريخ "إذ اتضح بشكل جلي أن في المغرب اليوم ثورة يقودها الملك ويقودها الشعب وأن الطرفين معا تجاوزا الطبقة السياسية ،لكي يفرضا،كل من موقعه تغييرا هادئا يحمل البلد الى مسار آخر خالف المسار الذي سار فيه لمدة أربعين عاما أو يكاد،يقدم الإجابات الضرورية والحاسمة عن أسئلة مؤرقة وشائكة للغاية، مثل أسئلة الحراك الشعبي الدائر في دول قريبة منا ..." وبخصوص الأنشطة الملكية سجلت الصحف الوطنية أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أدى أدى أمس صلاة الجمعة بمسجد "الكوثر" بالحي الحسني بالدار البيضاء،مشيرة في الوقت ذاته الى إشراف جلالته في نفس اليوم بمراكش،على وضع الحجر الأساس لتشييد مركز لمحاربة الإدمان وآخر للتكوين المهني في حرف البناء، تنجزهما مؤسسة محمد الخامس للتضامن بكلفة إجمالية تبلغ 25 مليون درهم. ويندرج تشييد مركز محاربة الإدمان في إطار استمرارية البرنامج الوطني الذي وضعته مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بشراكة مع وزارتي الصحة والداخلية، ويروم إحداث بنيات لمكافحة تعاطي الشباب، بالخصوص، للمخدرات بكل أنواعها في مختلف جهات المملكة. وبخصوص تاريخ إجراء انتخابات مجلس النواب،أشارت الصحف الوطنية إلى أن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري قال، أول أمس الخميس، إن تاريخ 25 نونبر، الذي تم تحديده كموعد لإجراء الانتخابات الخاصة بمجلس النواب، تم الاهتداء إليه بعد مشاورات واسعة شملت مختلف الفاعلين السياسيين خلال اجتماع ترأسه وزير الداخلية متم الأسبوع الماضي، وحضرته جميع الأحزاب السياسية. وأضافت هاته الصحف أن الوزير أكد، في لقاء مع الصحافة عقب مجلس للحكومة، أن هذا التاريخ لم يثر خلال هذا الاجتماع أي تحفظ ولم يصدر أي اعتراض عليه، مبرزة أن "جميع التواريخ فيها مزايا وفيها عيوب". وفي ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، أبرزت الصحف المغربية تأكيد الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول الإرهاب عبر العالم، نشر أول أمس الخميس بواشنطن،على أن عدم إيجاد حل لنزاع الصحراء "يعرقل التعاون الفعال لمكافحة الإرهاب في المنطقة". وأضافت أنه، بعدما سجلت أن المغرب أرسى علاقات "متينة" في مجال مكافحة الإرهاب مع شركائه الأوربيين والأفارقة، من خلال تبادل المعلومات وعبر عمليات مشتركة، أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن أسفها لعدم حصول أي "تقدم" على صعيد التعاون بين المغرب والجزائر في هذا المجال، وذلك تحديدا بسبب عدم إيجاد حل لقضية الصحراء. ومن جهة أخرى، تطرقت الصحف إلى بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الذي ذكر أن السيد محمد أوزين كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون دعا، أول أمس الخميس بروما، إلى إحداث بنك إفريقي للتضامن الغذائي. وأضافت أن أوزين شدد، في كلمة له باسم مجموعة ال` 77 زائد الصين، خلال اجتماع عمل من مستوى عال للدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة(الفاو) حول موضوع القرن الإفريقي، على ضرورة توحيد الجهود بهدف الاستجابة لحاجيات الساكنة المنكوبة. ثقافيا، أولت الصحف الوطنية اهتمامها بمشاركة الفرقة الغنائية المغربية (جيل جيلالة) في إحياء سهرة فنية في الهواء الطلق وسط العاصمة التونسية، حيث قدمت مجموعة مختارة من أغانيها التراثية الملتزمة، وبالأمسية الطربية الرمضانية التي أحيتها بمدينة القنيطرة السوبرانو المغربية سميرة القادري رفقة فرقتها الموسيقية (أرابيسك). في المجال الرياضي،ركزت الصحف اهتمامها على انطلاق البطولة الوطنية الاحترافية للنخبة لكرة القدم، وإكمال فريق الكوكب المراكشي لعقد الفرق المؤهلة لثمن نهاية كأس العرش في كرة القدم للموسم الرياضي 2010 - 2011 بعد تغلبه على فريق فتح سيدي بنور يثلاثة أهداف لاشيئ. على الصعيد الدولي، شكلت مستجدات الأوضاع بكل من اليمن وسورية وليبيا وفلسطين ومصر إلى جانب التطورات الميدانية في فلسطين وأفغانستان وباكستان، أهم المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف الوطنية الصادرة اليوم.