قدمت خمسة مكاتب نقابية، منضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، استقالتها دفعة واحدة. ويتعلق الأمر بمكتب النقل الطرقي بالجنوب، والمكتب الإقليمي للنقل الطرقي بإقليم اشتوكة آيت باها، والمكتب الإقليمي لسائقي ومهني الشاحنات بإقليم إنزكان، والمكتب الإقليمي لأرباب «البيكوبات والكانطيرات» بإنزكان آيت ملول، إضافة إلى المكتب النقابي لسائقي ومستغلي سيارات الأجرة الصغيرة بأكادير. وقد أجمعت رسائل الاستقالة، التي توصلت «المساء» بنسخ منها، على أن الأسباب الحقيقية لهذه الاستقالة راجعة بالأساس إلى تدخل أطراف حزبية بإنزكان في شؤون المكاتب النقابية سالفة الذكر لصرفها عن النضال مع تجار إنزكان. ويتعلق الأمر بمستشاري حزب العدالة والتنمية بالمجلس البلدي لإنزكان، الذين أقدموا، حسب ما وصفته رسائل الاستقالة، على تحريض رئيس المجلس على مقاضاة أعضاء التنسيقية المحلية للدفاع عن تجار ومهنيي المدينة، والتي تعتبر المكاتب المستقيلة أعضاء فاعلة فيها. الأمر الذي اعتبرته المكاتب المستقيلة تجسيدا لغياب الاستقلالية بين الحزب والنقابة في قراراتهما. كما ذكرت رسائل الاستقالة أن المكاتب النقابية سالفة الذكر قامت بفضح سلوكات الفريق المسير، الذي أصبح يدافع بشكل «مستميت» عما اعتبرته هذه المكاتب خروقات الرئيس. كما برر المستقيلون إقدامهم على هذه الخطوة بالمشاكل المتراكمة مع ممثل القطاع الخاص بالمكتب الجهوي للاتحاد بأكادير، إضافة إلى إهمال الملف المطلبي، الذي سبق أن تقدمت به المكاتب سالفة الذكر، والتي- حسب المصادر ذاتها- لم يتخذ المكتب الجهوي بشأنها أي إجراء، رغم مرور أزيد من ثمانية أشهر من تسلمه. من جانبه، أشار المكتب النقابي لسائقي ومستعملي سيارات الأجرة الصغيرة بأكادير إلى أن أسباب استقالته جاءت احتجاجا على ما وصفته الرسالة بالطابع العشوائي الذي أصبحت تسيّر به نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والمتمثلة في عدم الاهتمام بقطاع النقل لأنه غير منتج انتخابيا، حسب تعبير الكاتب المحلي لهذا المكتب، على اعتبار أنه قطاع لا يوجد فيه مناديب للعمال، وكذا إقصاء هذا الأخير من الجمع العام الأخير الخاص بانتخاب المكتب الإقليمي للاتحاد بأكادير. وقد انضمت المكاتب النقابية المستقيلة إلى إطار نقابي جديد. ويتعلق الأمر بالمنظمة المغربية للشغالين المتحدين، التي يوجد مقرها المركزي بمدينة سلا. وقد تم انتخاب عمر قاش كاتبا جهويا خلال الجمع العام الذي انعقد مساء الأحد الماضي بضواحي مدينة آيت ملول.