لقد جرت العادة عند دعاة التطرف اللاديني ، من علمانيين وملحدين ، أن يجعلوا من استهداف الدين ورموزه وتاريخه مجال بحثهم عن شهرة يدخلون بها التاريخ ولو عن طريق اللعنات . فقد قرأت للعشرات من هؤلاء ، فما وجدتهم إلا حاقدين على كل ماهو دين أو تدين ، مشككين في كل ما هو خير وصلاح عرفه تاريخ الإسلام،ماحين، بجرة قلم ،كل آثار الإشراق والنور والمحبة والنصر ..التي طبعت تاريخ المسلمين ، عارضين في كلمات ، " أخطاء بشرية" ما نجت منها أمة من الأمم ، ولا سلم منها شعب من الشعوب ؛ كأنها روح هذا الدين وأسُّه وفَصُّه. فرغم أنهم مذاهب وتيارات ، و رغم اختلاف آليات بحثهم ، ومناهج تحليلهم ؛ إلا أن النتيجة التي ينتهون إليها دائما هي واحدة : أن هذا الدين ثقافة متجاوزة ، وأن التاريخ الإسلامي تاريخ صراعات وحروب وإحن ، وأن الإسلام لم يحكم أبدا بالمفهوم السياسي للحكم والدولة ، بل حُكم باسمه انقضاضا مقدسا على الحكم ، وأنْ ليس في الإسلام شيء اسمه دولة أوسياسة ، بل هو عبارة –فقط- عن "طريقة" تسيير تواضع عليها مجتمع قبائلي بدوي متخلف ... إلى آخره من الاستنتاجات و الخلاصات التي يعتصرونها من النصوص التاريخية والشرعية، بترا من سياقها ، ولويا لأعناقها بما يتفق وقناعاتهم المسبقة ، ويخدم مشاريعهم المجتمعية التي تتأسس على فكر علماني لاديني مداره الأساس ؛ إقصاء الدين من الحياة . وليس قصد هذا الكلام وفصُّه ، سوى ما لاحظته في هذه الأيام ، مع التعديل الدستوري المرتقب ، من ارتفاع أصوات تدعو إلى إعادة النظر في إسلامية الدولة المغربية بحذف بند"الإسلام دين الدولة " من الدستور الجديد تفاديا لأي خلط بين الدين والسياسة أو بين المقدس والمدنس على حد تعبيرها. وإعطاء الأولوية للمواثيق والتشريعات الدولية على حساب التشريع الإسلامي ، وغيرها من "المطالب" التي تروم إقصاء الدين من تدبير الشأن العام ، والتأسيس لدولة علمانية لا دينية ، "تحترم" الدين كشأن خاص ، في حين "تنأى به" عن "التلوث" بواقع الناس ، وصراعاتهم في دنيا السياسة والإقتصاد والثقافة والحقوق... !! فإذا كان الإسلاميون والعلماء وعموم الشعب المغربي المسلم يدافعون باستماتة على إسلامية الدولة المغربية ، ويعتبرون البند الموجود في الدستور والذي يؤكد على أن الإسلام دين الدولة ، خطا أحمر لا يجوز المس به بأي حال من الاحوال في التعديلات المرتقبة ؛ فإن طائفة من العلمانيين المغاربة يعيدون إشعال النقاش القديم/الحديث حول المقدس والمدنس أو الدين والدولة في حوار ونقاش صالوني ، ينتهي - في أفضل الحالات - إلى "المصادقة اللطيفة" على تحييد الدين عن أي نقاش سياسي/ مدنس ، وتقديم "فروض الطاعة والاحترام" له ، والارتكان به إلى ركن ركين بعيدا عن الحياة السياسية الملطخة بالأخطاء والزلات و"المعاصي" .... !! ولقد قرأت لبعض جهابذة هذا التيار، ممن تقتات هذه "النكرات" من فتات ما ينتجون ، مواضيع كلها تجريم لتاريخ المسلمين ، وتشكيك في صدقيته و رياديته ؛ فوجدت معظمها ، وإن كانت صادمة للحس الإسلامي العام ، مواضيع مؤسِّسة لقناعات أصحابها ، بانية لتصورات ورؤى حول الإنسان والكون والحياة ، صالحة أن تكون أرضية للنقاش والحوار ، مادام أصحابها يعتبرونها مجرد اجتهادات ورؤى لا تلزم أحدا .على خلاف ما تكتبه هذه "النكرات" من خربشات مبتورة من سياقات مختلفة ،لا تصلح حتى أن تكون مادة للقراءة بله موضوعا للنقاش وتبادل الرأي !! ولقد سبق لي أن رددت على بعض هؤلاء في مقالات ، كانت الجريدة الورقية المتنفس الوحيد للنشر . فبقيت هذه الردود حبيسة أوراق هذه الجرائد . لكن مع انتشار "النيت" وظهور هذه الجرائد الإليكترونية ، أصبح لما يكتب حظ وافر في أن يكون موضوعا قابلا للانتشار الواسع الشاسع في مشرق الأرض ومغربها. فقد نشر الدكتور إدريس أبو زيد في عموده "لامجال" في جريدة الأيام المغربية (العدد :225) منذ بضع سنوات؛ مقالا تحت عنوان :" الدماء بلا معتقدات" ، أطلق فيه العنان لقلمه بالتشكيك في وجود دولة الإسلام ، واستبعاد أن يكون الإسلام قد سبق له أن حكم بأي وجه من الوجوه، بل حُكِم باسمه استغلالا له ، و انقضاضا مقدسا على الحكم . ولولا أني أعرف قيمة الدكتور العلمية ، ومكانته الاجتهادية عند القوم ، ما تجشمت وعثاء الرد عليه ، كما لا أتجشم – اليوم- وعثاء الرد على بعض "النكرات" التي تلغ في أعراض المسلمين ودمائهم ومعتقداتهم ، بهدف الشهرة ولا شيء سوى الشهرة !! حتى لا أشارك في تمكينها من هذه الأمنية، ولو عن طريق نقض رؤاها ، ونسف خزعبلاتها .ما دامت سياط الردود الحامية لا تزيد بعضها إلا اشتعالا ونشاطا!! وخلاصة ما ذهب إليه الدكتور في مقالته ، وسعى للتأصيل له ؛ قوله: " الإسلام ما قطُّ حكَم ، في حين تم الحكم باسمه استغلالا ودهاء واستيلاء مقدسا على الحكم " .وقوله : " إن الإسلام لم يحكُم أبدا ، بل كان مطية للانقضاض المقدس على الحكم ". فهذا جزء من ردنا على مقال أبي زيد ّّ"الدماء بلا معتقدات"و الذي عنونته ب: ( "لامجال" للاجتزاء والبتر من التاريخ الإسلامي .. !!)،و تفضلت جريدة الأيام بنشره في عددها:226.ص:15 .نورده هاهنا ؛ تعميما للفائدة ،وتوسيعا للنقاش وإبداء الرأي : ********************************* بعد مقدمة مناسبة ، كتبت مايلي: [....قلتَ أخي أبا زيد : " إن الإسلام ماحكَم قط بل حُكِم باسمه " وهذا حق ، لكن الباطل الذي أريد به هو زعمك ، بما يفيد الإطلاق والاستغراق باستعمالك للفظتي " قط " و " أبدا" ، أن الإسلام ما كان إلا مطية للانقضاض على الحكم ، وأن الحكم باسمه كان استغلالا ودهاء . أما أن الإسلام ما حكَم قط بل حُكِم باسمه ، فلأن الإسلام بما هو عقيدة وشريعة ومنهج حياة يستحيل – عقلا – أن يحكم من ذاته بل لابد له ممن يحمله ، ويدعو إليه ، ويحكِّمه في دنيا الناس ... وهي إحدى التأويلات البريئة لمقولة " الحكم باسم الإسلام " ، وهي ليست مقصودك على كل حال . ولنا أن نسألك في حوار - هادئ ورصين - : ماذا كان يفعل الرسول – صلى الله عليه وسلم – في المدينةالمنورة وهو يؤسس المجتمع ، ويعقد التحالفات ، ويجيش الجيوش ، ويبعث الرسائل إلى مختلف الملوك والحكام ... غير الحكم بالإسلام ؟ وماذا فعل أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي – رضوان الله عليهم أجمعين – من بعده – ؛ غير الحكم بالإسلام ؟ وهم المتخرجون من مدرسة الإسلام العظيمة ، ولم يكونوا يعلمون من نظم السياسة والاقتصاد والتشريع غير هذا النظام الرباني ، وإن اختلفت تنزيلاتهم لنصوصه ، وتطبيقاتهم لأحكامه وتشريعاته ؛ فهو مستوعب لكل هذا الاختلاف والتنوع ؛ كيف ؟ والاختلاف أحد أسسه الأصيلة ، وفصصه البانية . وإن أسيئت الفهوم ، وتعددت الأفهام ؛ فالكل يمتح من معينه الذي لا ينضب . أكل هؤلاء ما حكموا باسم الإسلام إلا دهاء واستيلاء مقدسا على الحكم ؟ هذا ما يفهم من منطوق كلامك وأنت تنفي ب "قط " و " أبدا " حكم الإسلام وتستثني الاستيلاء باسمه على الحكم ، وهو الأمر الذي يفيد أن كل الذين حكَّموا الإسلام في الأمة لم يكن مقصودهم إلا زهرة الحكم ، وهو اتهام للنوايا خطير ؛ لم يقل به أحد من الأولين والآخرين حتى غلاة التاريخانيين التغريبيين من كراكيز الاستشراق قد استثنوا فترة الرسالة وعهدي الشيخين أبي بكر وعمر من هكذا حكم . محاولة يائسة ، وقذف لم يصب المرمى ؛ وكأني بك – أخي أبا زيد – تحاول – عبثا- ركوب ظهر قلمك لتخط خطا على وجه القمر .. تنكر على المسلمين أن يكونوا قد عاشوا رحاب الحكم الإسلامي الحق ، تشريعا وعدلا ، وتدعي – بصيغة العموم والإطلاق - أن الإسلام لم يكن سوى مطية ركبها الساسة والعساكر لأغراض خسيسة ، وأهداف دنيئة ...!! الغريب في مقالتك " الدماء بلا معتقدات " أنك أكلت بفم غيرك ..وحاولت المشي على الرأس ، حينما دعوت " هواة الإحصاء " للتأكد من موثوق المراجع حول مزاعمك ، ولم تتجشم – أنت – الرجوع إلى هذه البطون الموثوقة ، لتبني منها أحكامك ، وتؤصل لخرجتك الفريدة .. ذكرت حول " موقعة الجمل " كلاما سبقك إليه غلاة المستشرقين وكراكيزهم عندنا من أمثال طه حسين وعلي عبد الرازق وغيرهم ، حين قلت : " وموقعة الجمل لم تكن وراءها دول استعمارية ولا استهدافات إمبريالية ، بل كانت موقعة بين الإمام علي وبين عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير .. " . أي أنها كانت بين الصحابة فقط ، ولم تكن ثمة أياد خارجية وراء اشتعال أوارها .. وهذا كلام لو سألت عنه " هواة الإحصاء في المراجع " لجاؤوك بالخبر اليقين ، ولألفيت نفسك تغترف من الكأس الفارغة . هذا إن كنت جاهلا بحقائق هذا التاريخ ، ولم يكن غرضك إلا الحقيقة وليس مجاراة الفكر التغريبي المتطرف – بشقيه الماركسي والليبرالي - الذي يبني طرحه العقلاني على أساس وضع الإسلام في التاريخ ومن تم خلع كل الصراعات السياسية التي عرفها التاريخ الإنساني على تجربته السياسية . أما إن كنت تعلم ، فالمصيبة أكبر ! إذ بالرجوع إلى بطون أمهات الكتب الموثوقة ستجد أن " واقعة الجمل " لم تقع إلا بفعل المؤامرة الخارجية التي تولى كبرها اليهودي عبد الله بن سبإ وفرقته الذين سموا باسمه (السبئية) و الذين انتهجوا سياسة التفجير من الداخل . فقد نادى هذا الرجل في قومه قبيل التقاء الفريقين : " يا قوم إن عزكم في خلطة الناس ، فصانعوهم ، وإذا التقى الناس غدا ، فانشبوا القتال ، ولا تفرغوهم للنظر " ( البداية والنهاية ، ابن كثير ، 7/238 و الطبري، 5/195 .نقلا عن : "الخلافة والخلاف "، للأستاذ إدريس الجابري .ص: 55) فاندس هؤلاء في صفوف الفريقين ، وبدأ مندسوا علي من السبئية بالهجوم ، وظن أصحاب الجمل أن أصحاب علي قد نقضوا الميثاق فقاموا للدفاع عن أنفسهم ، بإيعاز من فريق السبئية المندس في صفوفهم ، فنشب القتال ، ووقع ما وقع . وهذا ليس بدعا أن يقع نظيره بين المؤمنين ، أكان بأياد خارجية أو بدونها ؛ إذ القتال بين المؤمنين لا يسلبهم صفة الإيمان . ودليلنا ان الله – عز وجل- لم يسلب هذه الصفة عن المؤمنين في حال اقتتالهم . قال تعالى : " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما .. الآية" . وهو اقتتال ممكن ، يحدث بفعل نزوات عابرة لا تؤسس لمنطق إلا لمنطق الخَوَر والضعف البشري الذي يصيب كل حي. لكنه غالبا ماينتهي بالصلح وهو مقصود الآية الكريمة . وهذا بالضبط ماوقع في موقعة الجمل ؛ إذ تفطن الصحابة للمكيدة فانقلبوا على القتلة ، ورجعت المودة والوحدة بين الصحابة من جديد ،وتحسر الجميع على القتلى من الفريقين وعلى رأسهم الصحابي الجليل " طلحة" الذي بكاه علي –رضي الله عنه- بكاء مُرًّا وهو من فريق عائشة ( انظر "التهذيب لابن عساكر ،7/86-87).بل إن عليا –رضي الله عنه-صلى على قتلى الفريقين ودعا لهم كثيرا . أما ما ذكره أستاذنا أبوزيد حول معركة صفين بين علي ومعاوية وعرضها كمعركة دموية لاغرض منها سوى تصفية حسابات خاصة رغم رسوخ الرجلين في العقيدة والدين ؛ فهو كلام يحتاج إلى تفصيل ليس هذا مجاله ، لكن حسبنا أن نشير إلى أن هذه المعركة بدون وضعها في إطارها الزمني ، والوقوف عند خلفياتها الموضوعية و الشرعية ؛ ستفقد كل أَلَقِها وتميزها عن سائر المعارك والحروب التي عرفتها الدنيا . إذ من أسبابها المباشرة ، اختلاف في الاجتهاد بين علي – رضي الله عنه- ومعاوية –رضي الله عنه- حول القصاص من قتلة عثمان . فأغلب المصادر الموثوقة ترد مصدر هذا الصراع إلى الاجتهاد في تفسير الفئة الباغية التي ستقتل عمار بن ياسر ( الحديث في البخاري ومسلم والترمذي والطبري والنسائي وأحمد والبيهقي ) . ففي الوقت الذي يرى فيه الأول ضرورة تأجيل قتل القتلة حتى يستتب له زمام الأمر ، يرى الثاني ومعه أصحاب الجمل ضرورة الإسراع بالأمر . بيد أن السبب غير المباشر أو الخفي هو التفاف القتلة بعلي- كرم الله وجهه- والدخول تحت لوائه في العراق حيث عصبيتهم وقوتهم ، مما يجعل أي بادرة من جانب علي - ض- للقصاص منهم- ومن تم الاستجابة لطلب أصحاب الجمل - مغامرة لا تحمد عقباها . أما تميز هذه المعركة ، وأَلَقُها فيعود إلى طابعها الأخوي والأخلاقي الفريد، من ذلك مثلا : · قول علي لجيشه : " إذا هزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا ولا تجهزوا على جريح ، ولا تكشفوا عورة ". · صلى صلاة الجنازة على قتلى الفريقين ودفنهم جميعا .( الطبري ، 5/221). · أعاد الغنائم إلى أصحابها ولم يأخذها (نفسه، 5/222). · بشر قاتل الزبير بجهنم (البداية والنهاية ، 7/249). · زار أمنا عائشة بعد المعركة وهجم على من تكلم فيها ، وأعطاها مبلغا من المال وسيَّر معها النساء . وكان يقول : " إنها زوجة نبيكم في الدنيا والآخرة " ( الطبري ، 5/225).[ نقلا عن : الجابري :56-57.مصدر سابق]. وأخيرا ، أترك لأخي القارئ الكريم كامل الحرية لفهم خلفية هذه الجولة التاريخية ، لأستاذنا أبي زيد ، وقصدها وفصها ، مع هذا الكلام الذي ذيل به مقالته : " وما أسهبت اقتضابا وعلى عجل قد يخل بالتوضيح المطلوب إلا لكي أستدل على أن الإسلام ما قطُّ حكَم بل حُكِم باسمه وتمت باسمه مجازر مروعة هو منها براء وحتى أولئك الذين يتحدثون عن سماحة الإسلام قلما رأيتهم يتسامحون !!والذي يهمني أكثر هو رؤيتي لكثير من الأحزاب الإسلامية العربية تهرول بحثا عن رضا الغرب سواء عبر البوابة التركية أو غيرها ، لعلمها أن الرضى الحقيقي يأتي من الغرب لا من مواطنين صوتوا عليهم بعدما أتعبهم البحث عن الطيبين !! كيف أدرك هؤلاء أن القبول الغربي أهم من برامج حزبية واضحة تهم طريقة الحكم وما سيخططون لعيش الناس من أبسط صورة إلى أعقدها !! لماذا هذا القفز على الواقع وأسئلته الملحة ويصبح الهم هو التسابق للقاء مسؤولين غربيين لإثبات حسن النية لأنظمة غربية يرمونها بالسر لا بالعلن بالكفر ومعاداة الإسلام.. أليس من أول صفات المسلم أن يكون صادق الطوية نقي السريرة !!..."]. اه . فهذا الكلام من هذا الدكتور يكتب نظيره وقريب منه على صفحات الجرائد وفي المواقع الإليكترونية ب"الكيلو"، من "نكرات" تجد فيه مجالا رحبا للشهرة والظهور . لكن أن يصدر من "عقلاء" يشتغلون على مشاريع مجتمعية مُؤسِّسة لرؤى خصوم الطرح الإسلامي ،فإنه في هذه الحالة سيستدعي منا ومن كل غيور على دينه ، "التفاتة خاصة" تضع اليد على المغالطات، وتكشف عن الخلفيات . أما "النكرات" التي لا تأثير لها ولا أثر ، فحسبها مزبلة التاريخ ترمى فيها ، فلا أذن سمع ولا قلب وجع...