أعلنت التنسيقية المحلية لمحاربة الفساد بايت اعميرة يوم الخميس المقبل خميس الغضب على الفساد والمفسدين. مدشنة بذلك مسلسلها النضالي السلمي التصعيدي، حيث قررت في هذا الاطار تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر جماعة أيت عميرة بدء من الساعة الثالثة مساء على خلفية ما سمته التنسيقية في نداء توصلنا بنسخة منه محاربة الفساد واجتثاث رموزه والدفاع عن حقوق ساكنة الجماعة وكرامتها، والمساهمة في بناء مجتمع الديموقراطية والعدالة الاجتماعية والحق في العيش الكريم. واعتبر ذات النداء أن أوضاع ساكنة ايت عميرة تعيش ترديا مريعا على كافة المستويات اقتصاديا،اجتماعيا، سياسيا، وثقافيا، يضاف إلى ذلك تصاعد حدة الهجوم على أبسط الحقوق وتدني خدمات القطاعات الاجتماعية الحساسة كالتعليم (( اكتظاظ قي الأقسام يصل إلى 50 تلميذا في الفصل الواحد وإعدادية يتيمة لساكنة تصل إلى 50 ألف نسمة ومستوصف منذ عهد الاستعمار بطبيبين )) ذات النداء أكد أن ملف التعمير بذات الجماعة يعرف تلاعبا وزبونية وابتزازا لسنوات عبر تجميد رخص البناء، و انتزاع الأراضي من أصحابها قسرا دون تعويض تحت ذريعة أراضي الجموع، الجماعة نفسها تشهد _حسب نص النداء_ تلاعبا بالدقيق المدعم، وإطلاق يد النهب لفائدة المضاربين العقاريين الكبار، واستمرار استنزاف المياه الجوفية وإنهاك التربة وتسميم الآبار، وزحف النفايات الفلاحية، وسحق العمال والحكم على ساكنة الجماعة في السنوات القليلة المقبلة بالاختيار ما بين الهجرة كرها أو الموت عطشا. وعلى خلفية هده الأوضاع، يضيف نص النداء، ولعقد من الزمن أو يزيد، ظلت ساكنة ايت اعميرة تئن تحت وطأة تدهور مريع لأوضاعها الحياتية والمعيشية، تزداد حدته سنة بعد أخرى نتيجة التدبير العشوائي والانفرادي لرئيس المجلس القروي في غياب مخطط استراتيجي يهدف إلى إقلاع تنموي حقيقي، وإصراره بتواطؤ مع السلطات المحلية والإقليمية على تجاهل واحتكار المطالب العادلة والمشروعة لعموم ساكنة الجماعة من مختلف الشرائح والفئات الشعبية المقهورة والمضطهدة ( عاملات وعمال زراعيين ، معطلين ، مدرسين ، تلاميذ ، موظفين ، حرفيين ، تجار صغار ومهنيين ... ). وما يعمق الإحساس بالظلم أكثر، يقول نص البيان، هو انحياز رئيس المجلس الدائم والمكشوف إلى صف المستبدين من ملاك عقاريين كبار وناهبي ثروات الجماعة الطبيعية والبشرية من مستعمرين جدد وشركائهم المحليين، والتضييق على الجمعيات بمنع الدعم عنها بل والسطو على ممتلكاتها (جمعية توادا باخير والمرابط اكرام نموذجين)، ينضاف إلى ذلك ما تشكو منه أحياء عديدة في المركز من انقطاعات متوالية للماء الشروب، وانسداد قنوات الصرف الصحي بتجزئة الأمل ودواري العرب واحمر، وانتشار الازبال والروائح الكريهة في مناطق عديدة بالجماعة، وافتعال العوائق البيروقراطية داخل مقر الجماعة لجعل المواطنين ينتظرون في طوابير مهينة للكرامة، من اجل الحصول على وثيقة بسيطة كعقد الازدياد. هذا فضلا عن استمرار الآساليب المخزنية و في أبشع صورها بمركز الدرك، حيث الابتزاز والتعذيب وطبخ المحاضر وتلفيق التهم للأبرياء، أضحى ظاهرة يومية، مقابل غض الطرف عن أوكار الفساد وتفشي الجريمة وترويج المخدرات وانتشار السرقة والنهب وشتى أشكال الترويع لأمن المواطنين وممتلكاتهم وسلامتهم الجسدية . هذا، وكانت ديباجة النداء قد ربطت هذه الأوضاع بما تعرفه عدد من البلدان العربية من أوضاع سياسية و اجتماعية من ثورات شعبية مظفرة ضد أنظمة الاستبداد و الفساد و قمع الحريات، وإصرار الجماهير المضطهدة بالعديد من البلدان على أخد مصيرها بيدها وتكسير قيود العبودية و الاستغلال، وبناء مجتمع ديموقراطي حقيقي يضمن الكرامة والعدالة الاجتماعية و الحريات وبعد المسيرات الحاشدة التي شارك فيها الشعب المغربي تفاعلا مع نداء حركة شباب 20 فبراير، والتي دشنت مرحلة جديدة من النضالات القوية ضد الفساد والاستبداد. جدير ذكره أن ميلاد هذه التنسيقية يأتي أياما فقط بعد تأسيس تنسيقية محلية مماثلة بالجارة ماسة، ما يعبر عن الصحوة الحقوقية التي يشهدها إقليم متخم بالقضايا ذات الطبيعة الحقوقية مثل إقليم شتوكة أيت باها، الأمر الذي يستلزم إدراج هذا الملف الشائك ضمن أجندة المسؤولين المكلفين بتدبير الشأن اليومي لساكنة ومواطني هذا الإقليم قبل وقوع انفجار قد لا تحمد عقباه في منطقة قابلة للانفجار أصلا.