أوفدت صحيفة "لوس انجليس تايمز" الأميركية في الفترة الأخيرة فريقا صحافيا إلى منطقة سوس، جنوب المغرب، وحاضرتها مدينة أغادير، وذلك لإنجاز تحقيق حول ظاهرة اعتبرتها الصحيفة نادرة، وهي ظاهرة تسلق الماعز في هذه المنطقة شجر «أركان» البرية. كانت الصحيفة قد نشرت صورا للماعز متسلقا إحدى أشجار "أركان" أرسلها لها أحد قرائها عندما كان في عطلة بالمنطقة، واعتبرت أن هذه الظاهرة لو حدثت في أي حديقة في مدينة أميركية لتصدرت الأخبار. إلا أن أهل منطقة سوس المغربية يرون الأمر مألوفا وعاديا، حيث يعتبر الرعي النشاط الاقتصادي الأساسي للسكان ذوي الدخل المحدود، يساعد في ذلك اتساع رقعة المراعي التي تكثر فيها هذه الأشجار الفريدة التي لا تنبت بشكل طبيعي إلا في المغرب، وهي شجرة باتت لها حاليا عدة استعمالات، من بينها عصر نواتها لتصبح زيتا يصلح للأكل وله عدة فوائد صحية إضافة إلى أنه يصلح للتجميل. موحى أوحماد، وهو راع من منطقة الأطلس المتوسط علّق على ظاهرة الماعز الذي لا يكتفي بتسلق الأشجار بل يقفز من أعلى الشجرة عندما يشبع وكأنه جندي مظلات، بالقول «يكتفي الماعز بالكلأ الموجود على الأرض في الفترة ما بين فصلي الربيع والصيف، ولكن بعد مرور الصيف يقل الكلأ وينعدم في كثير من المناطق، ولهذا السبب يلجأ الماعز إلى قضم الأوراق من أغصان الشجر الطرية مثل العرعار والفلين وأنواع أخرى تتغذى عليها الماشية». وفي معرض تفسير موحى صعود الماعز إلى أشجار «أركان» سوس، قال: «الماعز أخف وزنا من الغنم، وهو يقضم أوراق الشجرة صعودا، خاصة أن الأوراق الخضراء تكون في أعلى الشجرة. وعندما يريد النزول لا يخطو كما يفعل في الصعود، بل يقفز إلى الأرض بخفة ورشاقة من علو ثلاثة إلى أربعة أمتار. وهو يقفز ويقف على هبوطه على قوائمه الأربع، ومن النادر جدا أن يصاب بكسور.