ستون دقيقة كانت كافية لإيصال صوت المئات الذين حجوا إلى ملتقى الطرق وسط مدينة ايت ملول لتنفيذ الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها حركة 20 فبراير باكادير ،وتضم الحركة اطارات نقابية وسياسية وجمعوية ومناضلين من شتى التوجهات ،وردد أزيد من 400 محتج شعارات كلها تنصب في رفع الظلم والحيف على الطبقة الكادحة في المجتمع ،ووجهت رسائل واضحة للمسؤولين بضرورة أخذ المطالب التي يرددها الشباب المحتج بمأخذ الجد وإدراجها في أجندة بعض الوزارات التي تغط في النوم ،كما طالب المحتجون باحتضان مشكل البطالة وتوفير الصحة وبالمجان للجميع مع احترام مبدأ الجودة فيه وتخليق الإدارة ومحاربة الرشوة والزبونية والمحسوبية والعمل على الرفع من جودة التعليم . ولعل الذي ميز وقفة الأحد 6 مارس نقطتين أساسيتين أولهما الجدية في الوقفة والتلاحم بين كافة الإطارات التي نظمت الوقفة وغياب أي تدخل أمني فيها ، والميزة الثانية أحد المحتجين الذي حمل ورقة كتبت بصديق الطفولة قلم " bic " استنفرت العديد من الجهات المسؤولة وجعلت التحركات على قدم وساق ووجهت إليها الأصابع والعدسات لكن ذكاء كاتبها كان أقوى من الجميع إذ كتب عليها :" الشعب يريد إصلاح النظام" وفي الأخير قرأت إحدى المناضلات البيان الختامي للوقفة والذي ذكرت من خلاله المحتجين على طبيعة الحركة وأنها سلمية وليست مسالمة وأنها تهدف تحقيق مكاسب اصلاحية وليس تخريبية وأهمها فصل السلط وتعديل الدستور والاعتراف بالهوية الأمازيغية واقرارها كلغة رسمية وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاسبة المتورطين في الفساد،كما تم التنديد بالتدخل العنيف لرجال الأمن لفض وقفة مدينة اكادير السبت 26 فبراير الماضي والتي خلفت العديد من الجرحى والمعطوبين في صفوف المحتجين ،وضرب الجميع الموعد في 20 مارس المقبل لاستئناف الحركة لنشاطاتها النضالية والمتمثلة في وقفة احتجاجية مماثلة إلى حين تحقيق المطالب المشروعة والعادلة .