لازال موضوع الإسلام وانتشاره السريع في المجتمع الإسباني يثير اهتمامات الفاعلين السياسيين والاجتماعيين والإعلاميين بهذا البلد الإيبيري. حيث لايمر يوم دون أن تبث إحدى القنوات أو تنشر إحدى الجرائد ربورتاجا أو مقالا صحفيا حول إحدى المواضيع المرتبطة بالاسلام والجالية المسلمة بإسبانيا. وفي هذا السياق، نشرت الجريدة الإلكترونية الاسبانية المقربة من اليمين المتطرف «مينوتو ديخيتال» مقالا مطولا تضمن إحصائيات رسمية حول الإسلام والجالية المسلمة بجزر البليار بإسبانيا، وتحذير من كاتب المقال للسلطات الحكومية من ظاهرة التنامي السريع للإسلام والمسلمين بهذه المنطقة، التي تعد آخرالجهات بإسبانيا التي دخلها الإسلام، وجعلت الجريدة من تنامي عدد المساجد بالمنطقة دليلا قاطعا على الانتشار الكبير للدين الإسلامي. حيث أشارت إلى أن عدد المساجد بجزر البليار انتقل من 5 مساجد سنة 2005 إلى 30 مسجدا في الوقت الحالي حسب سجل الهيئات الدينية بوزارة العدل. وأكدت كذلك بأن معظم بلديات البليار أصبحت تعرف تواجد مراكز للدعوة الإسلامية، مهتها نشر وتعميم الدين الإسلامي وتأطير المسلمين الجدد. وقالت الصحيفة كذلك بأن جزيرة مايوركا (عاصمة جزر البليار) كانت تتوفر سنة 2005 فقط على ثلاثة مساجد، الأول في بلدية «بالما» والثاني ببلدة «سابوبلا» والآخر ببلدية «مينوركا»، بينما الآن انتشرت المراكز الدينية والمساجد الإسلامية في أغلب البلديات مثل «إينكا» و«لوسيتا» و«بويينكا» و« ألكوديا» وغيرها، وأضافت الجريدة أن الرابطة المسلمة والمجلس الإسلامي بالبليار الذي يرأسه لونيس مزياني تفكر في تتويج هذا التوسع والانتشار السريع للدين الإسلامي بتشييد مساجد جديدة في جميع بلديات جزر البليار. كما أنها طالبت في هذا الصدد من خلال رسالة وجهتها إلى جميع المجالس البلدية بتوفير بقع أرضية وتهيئة المجالات الترابية لأجل تخصيصها كمقابر لدفن موتى المسلمين وفق الشعائر الإسلامية. وحسب آخر الأخبار الواردة من إسبانيا، فإن الهيئات الممثلة للمسلمين تجري هذا الأيام اتصالات واجتماعات مكثفة مع المسؤولين والمنتخبين بغية الاستجابة لمطلبهم. وعلى صعيد آخر، أعلن وزير العدل الإسباني فرانسيسكو كامانو أخيراً أن حكومة خوصي لويس رودريغيز زباطيرو تدرس هذه الأيام إمكانية تضمين القانون المقبل حول حرية المعتقد الديني بندا يحد من ارتداء البرقع والنقاب في الأماكن العامة. بمبرر أن هذه الملابس تحول دون التعرف إلى هوية الفرد في الأماكن العامة وتطرح مشاكل أمنية. وذكرت صحيفة «الباييس» الشهر الماضي أن الحكومة تهدف من وراء إعداد هذا القانون إلى فرض حياد صارم على الصعيد الديني في إسبانيا. وكان رئيس بلدية برشلونة جوردي هيريو قد أعلن مؤخرا عن صدور مرسوم بلدي يحظر النقاب في الأماكن العمومية، وذلك في أعقاب تبني عدد من المجالس البلدية الكاطالانية لإجراء مماثل. وأعلن الحزب الشعبي أكبر أحزاب المعارضة الاسبانية من جهته، أنه سيطرح على برلمان كاطالونيا نصا يحظر من إرتداء النقاب في الأماكن العمومية، وكانت نفس الهيئة السياسية الإسبانية قد تقدمت مؤخرا بمذكرة في نفس الموضوع إلى مجلس الشيوخ الإسباني. كما أن الحكومة الاشتراكية الاسبانية كانت قد أعلنت سنة 2008 عن تحضير قانون جديد حول الحرية الدينية يدعو إلى احترام أكبر للعلمانية والتعددية الدينية، في بلد تحتفظ فيه الكنيسة الكاثوليكية بوجود ونفوذ كبيرين. محمد طارق حيون